أعلنت الأمم المتحدة أمس عن تأجيل الإعلان عن النتائج النهائية للتحقيق الدولي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا, وذلك للمرة الثانية, الي الثالث عشر من الشهر المقبل.
ولم يقدم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أي تفسيرات حول أسباب التأجيل الثاني لاعلان تقرير نتائج التحقيقات, الذي يشرف علي فريق إعداده السويسري آكي سيلستروم, والذي كان أحد كبار أعضاء فرق التفتيش علي أسلحة العراق ابان حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وكانت الأمم المتحدة قد حددت بداية الشهر الحالي موعدا نهائيا للكشف عن نتائج التحقيقات, إلا أنه تم تأجيل الموعد.
ولم يوضح المتحدث الرسمي للأمين العام حتي الآن أسباب عدم توجه المحققين الدوليين في سوريا الي بلدة خان العسل للـتأكد من صحة اتهامات الحكومة السورية للجماعات المسلحة بقصف خان العسل بالسلاح الكيماوي في شهر مارس الماضي,وهي الحادثة الرئيسية التي بسببها أصدر بان كي مون قراره بتشكيل فريق التحقيق, لكن بعد ثلاثة أيام من وصول المحققين الدوليين الي دمشق,تحول الانتباه من خان العسل الي ريف دمشق,حيث اتهمت قوات المعارضة الجيش السوري بارتكاب مذبحة كيماوية هناك يوم31 أغسطس الماضي,وأعد رئيس فريق التحقيق آكي سيلستروم تقريرا منفردا عن هذه الحادثة, وخلص فيه الي أن السلاح الكيماوي تم استخدامه بالفعل في ريف دمشق,لكنه لم يحدد الفاعل,وإن كانت كل الدلائل الواردة بالتقرير تشي بضلوع قوات الرئيس السوري وتورطها في استخدام الأسلحة الكيماوية في تلك الحادثة.
ويقول دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن اعلان تورط جماعات المعارضة المسلحة في تنفيذ هجمات كيماوية في سوريا ـ شأنها في ذلك شأن قوات الرئيس بشار الاسد ـ سيؤدي الي اضعاف موقف المعارضة حين تجلس علي مائدة مفاوضات مؤتمر جنيف المزمع عقده في22 يناير المقبل, للبحث عن حل سلمي للأزمة في سوريا.
و في موسكو, قال السفير السوري لدي روسيا رياض حداد إن الحكومة لن تشارك في أي محادثات غير رسمية مع المعارضة في موسكو, والتي تحاول روسيا عقدها حاليا لتبادل وجهات النظر بين الجانبين, موضحا أن السلطات السورية لن تلتقي بالمعارضة إلا في جنيف أو دمشق.
وأضاف أن بعض ممثلي المعارضة السورية وافقوا علي هذا اللقاء, بينما رفض البعض الآخر, إلا أن غالبية ممثلي المعارضة يرغبون في القدوم إلي موسكو للمشاركة, لكن هذه ستكون مهمة معقدة بالنسبة لروسيا, حسب قوله.
وميدانيا, قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة أشخاص بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات احداهن حامل لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من20 آخرين, اثر قصف طائرة مروحية عصر أمس الاول لمنطقة قاضي عسكر بمدينة حلب ببراميل متفجرة في منطقة مزدحمة بالمارة.
ومن ناحية أخري, ذكرت الأمم المتحدة أن عدد السوريين الذين فروا من بلدهم تجاوز ثلاثة ملايين شخص.
ومن فيينا كتب مصطفي عبدالله:أعلنت الدائرة الإعلامية لمكتب الأمم المتحدة بفيينا أن الأطفال هم الأكثر تضررا ضمن صفوف اللاجئين السوريين, بعد أن أرغموا علي مغادرة منازلهم, كما أن الحالة النفسية التي يتعرض لها الأطفال جراء المشاهد الدموية التي يرونها خلال الحرب في سوريا تترك بداخلهم أثرا سلبيا لن يزول بسهولة, لأن ذلك ينطبع بداخلهم وفي ذاكرتهم إلي الأبد.