بعد أن تحولت عربات الركاب لتوابيت جماعية حصدت أرواح أكثر من6 آلاف مواطن مصري وأصابت21 ألفا آخرين خلال السنوات العشر الأخيرة فقط وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لم تتوقف حوادث القطارات في مصر؟ كيف تحول ركوب القطار في ثاني أقدم سكة حديد في العالم إلي مغامرة غير مأمونة العواقب؟
العذر الرئيسي الذي استخدمه جميع وزراء النقل السابقون هو تهالك بنية السكة الحديد وعدم وجود وقت لأعمال الصيانة بسبب ازدحام جداول التشغيل, فلماذا عادت حوادث القطارات لتطل علينا بوجهها القبيح مرة أخري, وتحصد أرواح28 مواطنا في دهشور, رغم توقف الحركة علي خطوط السكة الحديد منذ أغسطس الماضي ولأكثر من مائة يوم, وأين هي نتائج أعمال الصيانة للقطارات والمزلقانات وخطوط السكة خلال هذه الفترة, أم أن فترة التوقف كانت إجازة بأجر للعاملين بالسكة الحديد.
المهندس محمود سامي الرئيس الأسبق للسكة الحديد ـ استقال علي خلفية حادث قطار قليوب ـ يطالب بنقل تشغيل المزلقانات ـ التي هي السبب الرئيسي في العديد من الحوادث ـ من السكة الحديد إلي الادارة العامة للمرور بوزارة الداخلية لافتا إلي أن عسكري المرور يستطيع أن يحكم السيطرة علي المزلقان ويحرر غرامات للمخالفين مما يمثل وسيلة ردع لهم, بينما عامل المزلقان لا حول له ولا قوة خاصة أن تشغيل المزلقانات التي كان عددها عند تركه لرئاسة الهيئة في2009 يبلغ2161 وارتفع عددها الآن بشكل ملحوظ, دون حساب المزلقانات غير القانونية التي يتم إقامتها عشوائيا علي خطوط السكة.
ويؤكد سامي أهمية تحقيق الاستقرار في قيادات السكة الحديد حتي يتمكنوا من تنفيذ خطة محددة وواضحة لتطوير وإصلاح الأوضاع بالمرفق, فليس معقولا ـ والحديث علي لسانه ـ أن نقيل رئيس الهيئة مع كل حادث ليبدأ من بعده من نقطة الصفر وتتكرر المأساة من جديد.