عندما أعلن الإخوان برنامجهم السياسي في أغسطس2007, كانت المسألة الإخوانية تزداد تشابكا وتعقيدا,ولم يعد المشهد الإخواني يقتصرعلي العلاقة الشائكة والمتدهورة بين الإخوان والنظام,
بل اتسعت لتشمل ما يحدث داخل الجماعة. وجاء البرنامج ليضيف بعدا آخر وهو صورةالجماعة من خلال برنامجها وليس فقط في ضوء علاقتها بالنظام. وكان كل ذلك يحدث بصورة متسارعة,كما يعكسه المشهد الذي رسمته بعض التغريدات:
فالجماعة تشهد قلقا تنظيميا وأيديولوجيا, فبعض شباب الإخوان يعلنون تمردهم علي مبدأ السمع والطاعة, وعدد من الإخوانيات يطالبن المرشد العام أن يكون هناك تمثيل للنساء في مكتب الإرشاد ويصرحن أنهن مهمشات داخل الجماعة.( محمد الطاهر, تويتر, ديسمبر2007).
ولهجة الإخوان مع النظام تزداد حدة,فيتهمونه بالخيانة استنادا لمعلومات قالواإنهم حصلوا عليها تفيد بأن الحكومة تبيع أجزاء من سيناء لإسرائيل.والنظام يحاول فض السيرك الذي نصبه الإخوان بسرعة ليتفادي ما يرتبه الإخوان لحضور دولي في محاكمات معتقليهم, وخاصة مع تزايد مطالبات مؤسسات حقوقية مصرية ودولية للنظام بوقف حملته البوليسية ضد الإخوان.
والخارج يري أن النظام يتحرك بقوة لتكسيح الإخوان وتصفية المعارضة, وأن الرئيس الأمريكي بوش يدعم مبارك خوفا من الإخوان, طبقا لأخبار نقلها مغردون عن صحيفتي واشنطن بوست والجارديان.
وبينما تسقط المحكمة تهمتي الإرهاب وغسيل الأموال عن قيادات الإخوان, تستمرالاعتقالات ليصل عدد المعتقلين خلال2007 فقط إلي3245 عضوا بالجماعة حسب تقرير لمركز سواسية( محمد الطاهر, تويتر, ديسمبر2007).
لكن هذه التطورات المتسارعة لم تصرف الأنظار عن برنامج الإخوان, فقد تزامن إعلانه مع قضايا مثارة حول الحريات,وحرية الصحافة تحديدا. فكان هناك تحقيق مع إبراهيم عيسي بخصوص ما نشره في صحيفة الدستور حول شائعة مرض مبارك وموته, وتحقيقات أخري مع صحفيين آخرين منهم وائل الإبراشي وعبدالحليم قنديل وعادل حمودة. وكان هناك مطالبة شيخ الأزهر بتوقيع حد الجلد علي الصحفيين في حالة ثبوت تهمة السب والقذف.
ووسط هذا, كان للإخوان( وحماس) مواقف فعلية من مسألة الحريات رآها البعض لا تبشر بخير,منها مثلا( وائل عباس, تويتر, سبتمبر-أكتوبر2007):
حماس تستبدل نقابة الصحفيين الحرة التي حلتها بلجنة حكومية حماسجية وسمعونا صوت الاخوان بقي.
نصر فريد واصل يفتي باهدار دم المرتد برعاية الإخوان في نقابة الصحفيين.
الشيخ عسكر عضو البرلمان عن الإخوان يقول إن تطبيق الشريعة خير وبركة تعليقا علي تصريحات شيخ الازهر بجلد الصحفيين. وجاء برنامج الجماعة ليؤكد رأي البعض من أن المواقف الإخوانية ليست طارئة بل تتسق مع مفهوم الدولة الدينية الذي يكرسه برنامجهم وسوف يسعون لتنفيذه حال وصولهم للحكم, والذي لن يختلف كثيرا عن النظام الإيراني,فالبرنامج نسخة محدثة من كتابات أبو الأعلي المودودي(أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في1941 وأول أمير لها): فالإخوان سيعتبرون منصب الرئيس ورئيس الوزراء مناصب دينية.
وبرنامجهم ينادي بالرقابة علي التلفزة والسينما والصحافة والكتب.
وكانت هناك أيضا مخاوف مصدرها فقرة هيئة كبار العلماء في برنامج الإخوان, والذي صرح محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان وقتها بأن هناك خطأ في صياغة الفقرة وأن رأي الهيئة إستشاري وليس إلزاميا, وأن الجماعة تقوم بمراجعات لتعديل هذه المادة ومواد أخري تتعلق بحق المسيحيين والمرأة في الانتخابات(محمد الطاهر, تويتر, أكتوبر2007).
وأثناء هذا الانشعال ببرنامج الإخوان, يتعقد المشهد الإخواني أكثر, نتيجة أزمة داخل الإخوان بسبب إعلان العريان عن أنه في حالة وصول الجماعه للحكم ستعترف بإسرائيل وستقوم بتعديل المعاهدات فقط,والمرشد ينفي ماقاله العريان.( محمد الطاهر, تويتر, أكتوبر2007).
ومع نهاية2007, والوضع كذلك, كان هناك رأيأن النظام لن يصمد طويلا وأن سيناريو التوريث سيفشل, ولكن إن حدث ذلك فعلا:
(1) هل يحكم الإخوان مصر؟ كأكثر البدائل تنظيما, وتأثيرا من الناحية الاجتماعية. وكان من بين الإجابات والتي تداولها مغردون علي تويتر, ما قاله عبد الحليم قنديل: لا تبدو الاجابة بنعم تلقائية كالماء والهواء, رغم أن ظاهر الحال يوحي بالزمن الإخواني, والنظام الحاكم يتصرف بذعر لافت, وكأن جحافل الإخوان علي باب القصر الرئاسي.
(2) وهل يعترف الإخوان بإسرائيل؟, عندما يصبح الزمن زمنهم,بعد ما قاله العريان.