أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ................ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ............................ فالحقُ سُبحانه وتعالى يتكلم عن أقوال وأفعال أهلُها ومصدرها ومستودعها من ذكرهم ، ومن قالوا بذلك الإفك هُم من أتوا بذلك الخبيث من القول ، وهُم الخبيثون من هُم أهل ومستودع تلك الأقوال الخبيثة . ................ فظن بعض المُبغضون والجهلة من أعداء هذا الدين ، بأن هُناك تناقض في كتاب الله" القرءان الكريم " بظنهم أن الحق قصد في كلامه هذا ( الأزواج والزوجات ) . ............... وحتى الكثير من المُسلمين .............. أي أن الزوجات الخبيثات يجب أن يكُن من نصيب أزواج خبيثون ، والعكسُ بالعكس...ولكن مقصد الله على غير ذلك . ............. قال اللهُ سُبحانه وتعالى ............ { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 .............. { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42 .............. كتاب الله ولأنه من عند الله لا يمكن أن يأتيه الباطل ، ولا يمكن أن يكون فيه إختلاف أو تناقض أو تضارب....ولكن بعض المُفسرين والذين منهم من أساءوا لكلام الله ، أوجدوا هذا ومن تفاسيرهم الغير صحيحة أخذ الأعداءُ مطاعنهم ، وخاصة من تشربوا حتى ارتووا من ضلالة النسخ والناسخ والمنسوخ . ............................ ولنرجع للسورة التي وردت فيها هذه الآية الكريمة.....وكلام الله لا يجوز نزعه من سياقه ومن أراد فهم كلام الله فيضعه في السياق الذي تحدث به صاحب الكلام . ........................ فهذه السورة لها خصوصية في إنزال الله لها ، وأنزلها الله بما يخص ذلك الإفك ، وتطهير وتبرئة أُمنا الطاهرة من ذلك الإفك ، وتلك التُهمة القذرة قذارة من قال بها . .............. فالحق سُبحانه وتعالى يتحدث عن الأقوال والأفعال.....ولا عُلاقة للزواج والزوجات والأزواج بقول الله تعالى......فكم من تقيٍ ورعٍ حسن الخُلق ، ومن أهل الله كتب اللهُ قدره مع شريرة سيئة الخُلق ، فستر عليها وصانها ، وربما بأمر الله وبصبره عليها يدخل بها الجنة.......وكم من تقيةٍ نقيةٍ حسنة الخُلق ، ومن أهل الله ، أُبتليت بسكيرٍ نكير ومن أسوأ خلق الله.
.......... فهل هذه خبيثة زوجها الله بخبيث....أو العكس للحالة الأولى . ......... وهل نبيُ الله سيدنا لوط ومن قبله سيدنا نوح عليهم السلام خبيثون....وحاشى والعياذُ بالله . ........................... {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }النور15 ..................... فمقصد الله الأول هو ما يصدر من الألسنة والأفواه .....إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم ...ثُم إن إشاعة الفاحشة وسيلتها الأفواه والألسنة وأهلها هُم الخبيثون والخبيثات.....فالأقوال والأفعال الخبيثةُ مكمنها ومصدرها ولا يمكن أن تصدُر إلا من الخبيثون ، والخبيثون هُم أهل ومُستودع الأقوال والأعمال الخبيثة . .............. فسورة النور سورةٌ مُميزة في كتاب الله ووحيه وخصها الله بقوله لكي يُميزها عن غيرها من القرءان الكريم . .......................... {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النور1 .......................... سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا.... وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ .............. وفيها مُناداة على هذه الأمة ما هو حد الزنى.....ولكنهم أصموا آذانهم عن مُناداة الله وكلامه القطعي الثبوت ...وبحثوا فيما هو ظني الثبوت....فتركوا حكم الله واتبعوا حكم الأولياء من دون الله....تركوا كلام وقول الله ، واتبعوا كلام وقول البشر ، وأحاديث آحاد تتضارب مع وحي الله وكلامه الخاتم........فارتكبوا جرائم قتل وبأبشع الصور وهو " رجم البشر بالحجارة ".....وسيقفون بين يدي الواحد الديان وسُيُحاسبهم على جرائم القتل هذه . ........................... وهذه السورة تتحدث" عن الإفك....."والتركيز فيها عن الأقوال والأفعال .............................. {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } . ............... يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ.....والرمي يتم عن طريق الكلام ................. {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }النور26 ....................... يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ .............. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ................... أَلْسِنَتُهُمْ ................. وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم ............. بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ................. {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4 ................ {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }النور6 ................. {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ............... {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور11 ...................... {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }النور12 ........................ {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }النور16 فالقولُ واللسان والكلام والسمعُ ونقل الكلام وتشييع الفاحشة ، والفعل هو مدار الحديث لهذا..... إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم ................. والرمي يتم عن طريق اللسان ، ونقل الكلام ونشره عن طريق اللسان والتلقي بالسمع . ............ ومعنى الآية الكريمة بأن مستودع الأقوال والأفعال الخبيثة ومحطها وأهلُها هُم الخبيثون....فالأقوال الخبيثة وكذلك الأفعال الخبيثة لا يمكن أن يكون أهلها ومصدرها إلا الخبيثون . ............... والخبيثون لا يمكن أن يصدر منهم وهُم أهل ومستودع الأقوال والأفعال الخبيثة . .............. والطيباتُ من الأقوال والأفعال الطيبة أهلُها ومُستودعُها ومصدرُها هُم الطيبون.....والطيبون لا يمكن أن يصدر منهم إلا الطيبات من الأقوال والأفعال . .................. ونُلاحظ قول الله " أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ " .................... فالحق يقصد " الأقوال "....وبالتالي فما صدر من إفك كان اهله ومن أوجده هُم الخبيثون فهم أهل للخبائث من الأقوال والأفعال...وكان إفكهم هو القول الخبيث الذي صدر من أفواههم وألسنتهم . .................. وكتاب الله وكلامُ الله ، أكد على هذا في الكثير من السور والآيات وكمثال ................ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12 .......................... { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } سورة لقمان: 6 ............... وكما أن سيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، تطرق لهذا في أكثر من حديث نذكُر منها ........................ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : - ................ " إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة - مِنْ رضوان الله - لا يُلْقِي لها بالاً ، يرفعه الله بها في الجنة , وإن العبد ليتكلم بالكلمة - من سَخَط الله - لا يُلْقِي لها بالاً ، يهوي بها في جهنم " ............... أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح , والترمذي في سننه , ومالك في الموطأ ......................... وقال صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم أيضاً ............... " رب كلمة لا يلقي لها الرجل بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً " ..................... صحيح البخاري ومسلم ............................... حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عمر بن علي سمع أبا حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- .................... " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة " .............. اللسان............... والفرج ..................... صحيح البخاري " كتاب الرقاق" باب حفظ اللسان ....................... وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : - ......... " أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته " ................. وعندما أشارت أُمنا عائشة لا ندري هل هو بيدها أو بنظرها ، عن أُمنا صفية زوجة رسول الله بأنها قصيرة....ولم تسمعها أُمنا صفية ، ولم سمعها أحد ، والأمرُ كان بين أُمنا عائشة ورسولُ الله فقط . .............. فقال لها رسولُ الله صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم .................. " يا عائشة ، لقد قُلت كلمةً لو مُزجت بماء البحر لأفسدته " ...................... وعن أبي هريرة رضي الله عنه... عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: - ............ " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " ............ والسحر........ وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ............... والقذف يتم عن طريق اللسان ................ رواه البخاري برقم (2615) ومسلم برقم (145) ...................... وقال رسولُ الله : - .......... " أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المفلس الذي لا درهم له ولا دينار, قال: لا , المفلس من أتى بصلاة , وصيام وصدقة , يأتي وقد شتم هذا , وسب هذا , وأخذ مال هذ ا, وضرب هذا , فيأخذ هذا من حسناته , وهذا من حسناته , وهذا من حسناته , فإذا فنيت حسناته , طرحوا عليه سيئاتهم , حتى يُطرح في النار " .......................... والخُلاصةُ : - أن الحق قصد الأقوال والأفعال ....ولم يقصد الزواج والأزواج والزوجات ................... أنشرها وبلغها تؤجر عليها ................ ملفاتنا وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى أن ينشرها ، ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل الشُكر والاحترام وخالص الدُعاء . ....... سائلين الله العلي القدير أن يهدي جميع البشر على هذه الأرض ، لهذا الدين العظيم ، ولما هو الحق الذي أراده الله لعباده ، وأن يُصلح حال المُسلمين ، وأن يهديهم لما يُحبه ويرضاهُ لهم.....آمين يارب العالمين....... .................. تم بحمدٍ من الله وفضلٍ ومنةٍ منهُ