أكبر حجابٍ بينك وبين الله أن تسيء الظن به..
﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾
[سورة الفتح: الآية: 6]
يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، هذا أكبر حجاب عن الله، لذلك أخطر شيء في حياة المسلم عقيدةٌ فاسدة، تَلَقَّفها دون أن يمحّصها، تلقفها دون أن يدقق فيها، لهذا العلماء قالوا: لا يمكن أن تقبل العقيدة تقليداً، ولو قُبِلَت العقيدة تقليداً لكـان كل أهل الفرق الضالة معذورون عند الله، لأن العقيدة، لابد أن يكون أساسها صحيحاً سليماً؛ أمـا أن تقول: يا ربي فلان قال لي كذا فصدقته، لا ثم لا .. قال تعالى :
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
[سورة محمد الآية: 19 ]
لم يقل سبحانه: فقُل . بل قال:
﴿ فَاعْلَم ﴾
أيها الأخوة ... أكبر حجابٍ بينك وبين الله سوء الظن به.
بل إن أكبر معصيةٍ على الإطلاق تفوق الإثم والعدوا، والفحشاء، والمنكر والكفر، والشرك، أن تقول على الله ما لا تعلم، بل قال العلماء: إن العوام لأن يرتكبوا الكبائر أهون مِن أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ..
" ابن عمر دينكَ دينك إنه لحمك ودمك " .
[من كنز العمال : عن " ابن عمر ]
أحياناً يقول لك أخ : فلان خاف من الله، خاف منه خوفاً شديداً، فأبقى أمواله في البيت، فجاء مَن قتله وأخذ الأموال، أما الذي لم يخف من الله، سلمت أمواله، وسلم صاحبها ما قولك؟ هكذا يعامل الله تعالى من خافه؟! هناك قصص لها فعل الكُفر تماماً، هـناك قصص تؤكِّد فحواها أن الله ليس بحكيم، وليس بعادل، أكبر حجابٍ بينك وبين الله أن تسيء الظن به أكبر حجاب بينك وبين الله أن تظن به ظن الباطل ..
﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾
[سورة آل عمران الآية: 154]
هذا أكبر حجاب، لذلك صححوا عقيدتكم، واعلم أن الله عز وجل كامل كمالاً مطلقاً، ولا تَقبل عليه ظلماً، تجده يقول لك :
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
[ سورة الشمس الآية: 7ـ8]
والله بين تفسيرين ما بين الكفر والإيمان، إذا فهمت أن الله خلق في النفس الفجور فو الله هذا كفر، أما إذا قلت إن الله فطرها فطرةً تعرف فجورها من تقواها ذاتياً، فهذا كمال هذا عين الكمال، أعطاك مُشْعِر ذاتي، لا تحتاج إلى مَن يُعَلِّمك، حينما تخطيء تدرك أنـك مخطيء مباشرةً، ذاتياً .
أحياناً يقول لك: المؤمن يدخل الجنة وإن زنا وإن سرق، يفهمها بعض العوام، وإن يزني لا، لكنها: وإن زنا، إذا كان قد زنا في الماضي، في جاهليته وتاب الله عليه، يدخل الجنة يفهمونها ولو كان زانياً يدخل الجنة، مسافةٌ كبيرة جداً قال تعالى:
﴿ وَلَا يَزْنُونَ ﴾
[سورة الفرقان الآية: 68 ]
لذلك فهم النصوص شيء مهم جداً، فالله عز وجل ذكر فـي القرآن: أن الله علَّم يوسف عليه السلام مِن تأويل الأحاديث، فكل ظنٍ سيّءٍ بالله عز وجل، يحجبك عن الله، كل عقيدةٍ فاسدةٍ تحجبك عن الله، كل اتهامٍ لله ضمنيٍ بالظلم أو عدم الحكمة يحجبك عـن الله حسن الظن بالله ثمن الجنة ..
﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾