أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
المسلمون في الفلبين بين الالم والأمل مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وانتشر بعد ذلك الاسلام في ربوع الفلبين التي سماها المسلمون" عذراء ماليزيا " واتخذوا العاصمة " أمان الله " التي أسسها السلطان رجا سليمان وأطلق عليها هذا الاسم، وتكونت في غيرها من المناطق عدة إمارات إسلامية داخل الفلبين ومنها مملكة صولو والتي كان أول من حكمها الشريف الهاشمي أبو بكر وأصله من حضرموت ثم سلطنة ماجنداناو التي حكمها السلطان الشريف محمد فبونصوان وهو أيضا من جذور عربية. قد لا يعرف الكثير من المسلمين أن اسم العاصمة الفلبينية " مانيلا " هو تحريف وتحوير للاسم الأول الذي اتخذه المسلمون لها وهو " أمان الله " عندما كانت جزء من أرض الإسلام وركيزة لانطلاق دعوته إلى باقي مناطق جنوب شرق آسيا. فقد دخلها الإسلام كغيرها من الكثير من الدول الممالك بغير سلاح ولا قتال مما يدرأ عنه تلك الفرية التي تقول أن الإسلام قد انتشر بحد السيف، فقد دخلها في عام 800 الهجري الموافق 1380 ميلادي عن طريق التجَّار المسلمين - أمثال شريف كابونجوان وكريم المخدوم وغيرهم - الذين أتوا إليها من عمان والساحل الجنوبي لليمن وأيضا من الهند، فأثروا في الناس بحسن خلقهم وصدقهم وأمانتهم مما دفع الناس للبحث عن أصل معتقدهم الذي جعل فيهم تلك الخلال الكريمة فدخل أهل الفلبين في دين الله أفواجا. وانتشر بعد ذلك الإسلام في ربوع الفلبين التي سماها المسلمون " عذراء ماليزيا " واتخذوا العاصمة " أمان الله " التي أسسها السلطان رجا سليمان وأطلق عليها هذا الاسم، وتكونت في غيرها من المناطق عدة إمارات إسلامية داخل الفلبين ومنها مملكة صولو والتي كان أول من حكمها الشريف الهاشمي أبو بكر وأصله من حضرموت ثم سلطنة ماجنداناو التي حكمها السلطان الشريف محمد فبونصوان وهو أيضا من جذور عربية. لكن الاستخراب الذي أطبق على الفلبين كغيرها من المدن والممالك الإسلامية والذي أطلق عليه كذبا وزورا " الاستعمار " قد حاول منذ البدء طمس هويتها الإسلامية في المظهر والجوهر حتى يقطع صلتها بالإسلام كلية وهذا ما تم فعله في كل المناطق التي احتلوها فعندما جاء الاستعمار الأسباني لها العام 923هـ - 1521م، فبدؤوا بتغيير اسم البلاد من عذراء ماليزيا إلى الفلبين نسبة إلى ملكهم الذي تم احتلالها في عهده فيليب الثاني، وتم تغيير أمان الله إلى مانيلا، ولا يزال الاسمين يستعملان إلى الآن في محو كامل لجزء هام وأساسي من تاريخ تلك البلاد. وتبدلت وجوه المستعمرين عليها بدء من الأسبان مرورا باليابانيين والأمريكيين فقد ظلت الفلبين خاضعة للاحتلال الأسباني والأمريكي والياباني منذ عام 1521م حتى نالت استقلالها لتصبح دولة ذات سيادة من دول قارة آسيا عام 1945م. وكعادة المستعمرين في كل البلدان الإسلامية لا يتركون بلدا حتى في حالات ما يسمى بالاستقلال إلا إذا زرعوا مكانهم حكومات محلية موالية لهم تنفذ أفكارهم ومخططاتهم بل ويكونون أشد على أهل البلاد من المحتلين في تعاملهم معهم، فبعد استقلال الفلبين تشكلت عدة أنظمة حكومية جعلت من التعرض للمسلمين هدفا لها وخاصة في المناطق التي يكون فيها المسلمون أغلبية مثل المناطق الجنوبية حيث يعاملون المسلمين بسياسة أمنية واحدة قائمة على قمع الحريات واغتصاب الحقوق للدرجة التي يمكن القول فيها أن المواطن الفلبيني المسلم يعامل باتهام مؤكد وبراءة ظنية، وأن نظرة الشك لا تفارق المؤسسة الأمنية تجاه كل من يحمل في هويته أنه مسلم. وعلى الرغم من كل تلك الممارسات القمعية تجاه المسلمين إلا أنه وبفضل الله يدخل الناس كل يوم بأعداد متزايدة في الإسلام نظرا لحسن سلوك المسلمين وحسن تعاملهم مع غير المسلمين داخل الفلبين وخارجها وخاصة ممن عمل منهم في الدول العربية وخاصة الخليجية، مما يؤكد على حقيقة هامة ذكرها الشيخ الغزالي - رحمه الله - في كتبه وهي أن الإسلام قضية رابحة في ذاتها تحتاج فقط لمحام يحسن عرضها للناس. وبالإجمال تصل نسبة المسلمين في التقارير الأخيرة في الفلبين إلى 25% أي ما يزيد على عشرين مليونا من إجمالي ثمانين مليونا، وهي نسبة قابلة للزيادة باطراد نظرا لإسلام عائلات بأكملها بعد عودة ابنهم الذي يسلم في الدول الخليجية بعد أن يطلعهم على سماحة الإسلام وحسن تعامل أبنائه. ويتركز المسلمون في الجنوب الفلبيني الذي قاوم المحتلين مقاومة عنيفة رافضا أن يسلم لهم أرضه أو يقبل بتغيير هويته، لكن السياسة الاستيطانية الخبيثة " فرق تسد " هي التي تمكنت من إضعاف صفهم وتمكن عدوهم منهم، كما قال الله - سبحانه - وبين في كتابه أن أول عوامل النصر اجتماع القوى وعدم التفرق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). ولذلك احتلتها أسبانيا أربعة قرون حتى باعت أسبانيا الفلبين للولايات المتحدة في عام 1900 م في تصرف عجيب وغريب حيث باع من لا يملك وقبض الثمن فأصدرت الولايات المتحدة مرسوما بأن جميع رخص امتلاك الأرض غير المصدق عليها من أسبانيا تعد ملكية عامة وبهذا أصبحت أراضي المسلمين ملكا للحكومة الأمريكية. وجاءت هجرات نصرانية كثيرة لتغيير الطبيعة الديمغرافية للشعب المسلم وأعطيت لهم امتيازات ضخمة فاقت امتيازات المواطنين أنفسهم فصدر قانون يبيح لكل مهاجر امتلاك أربعة وأربعين هكتارًا من الأرض بينما لا يحق للمواطن الأصلي في الجنوب أن يمتلك أكثر من أربعة هكتارات من الأرض فقط. ثم جاءت معركة التنصير التي خاضها المسلمون بقلة في الإمكانيات في مواجهة لإمكانيات مادية وبشرية وتكنولوجية في غاية القوة والخطورة، وقاوم المسلمون مقاومة عنيفة وخاصة في المغريات التي كانت تمنح لكل متنصر وخاصة مع التضييق على المسلمين بكل شكل للقضاء عليهم، والتي كان من أخطرها الحرب البيولوجية بالجراثيم والأوبئة والتي راح ضحيتها الملايين من المسلمين بالكوليرا والجدري والطاعون وغيرها، والغريب أن كل هذا موثق وثابت في تقارير ما تسمى بمنظمة الأمم المتحدة التي لا يصدر عنها صوت إلا ضد كل ما هو إسلامي. ويحاول مسلمو جنوب الفلبينوهم ما يسمون بشعب المورو الحصول على حكم ذاتي من الحكومة الفلبينية وخاضوا سلسلة معارك طويلة للحفاظ على هويتهم الإسلامية وارتقى شهداء كثيرون في تلك المعارك زادوا في بعض الأوقات عن ثلاثين ألف شهيد وتم استرقاق بنات المسلمين من قبل القوات الحكومية ليتم الدفع بهن في أسواق النخاسة ومكاتب الدعارة في الفلبين رغما عنهم مما دفع الكثيرات منهم لمحاولة الانتحار واستطاعت كثيرات منهم الانتحار للفكاك من الهوان الذي يلقونه على أيدي هؤلاء المجرمين. وكنتيجة للجرائم التي تعرض لها شعب المورو وكرغبة في تحرير الجزء الإسلامي من ذلك الاضطهاد المتكرر تكونت جماعات مقاومة مسلحة أبرزها جبهة تحرير مورو في عام 1962م لتصد الهجمات المتتالية - بقوة غير متكافئة - من المنظمات المعتدية الفلبينية ومن أشهرها منظمة " إلاجا"، فقُتل من المسلمين في تلك الاعتداءات أكثر من مائة ألف مسلم وشُرد نحو مليوني مدني أعزل واغتصبت مئات آلاف الهكتارات من أراضى المسلمين وأحرقت البيوت والمساجد والمدارس. الفلبين حضارة إسلامية وتاريخ طويل وإخوة في الدين ينتظرون المساندة والدعم ولهم حق معلوم في مال المسلمين فرضا لا نفلا، ولهم حق في الدفاع عن قضيتهم وتبني وجهة نظرهم ومطالبة الحكومات بمعاملتهم المعاملة الآدمية التي يفتقرون إليها، فليس من المعقول أن تدافع كل أمة عن أقلياتها في كل الدول بل وعن إفرادها كذلك ونترك إخوة لنا في العقيدة يعانون وحدهم دون أدنى قدر من الأخوة الإيمانية التي لا يكتمل دونها إيمان المؤمن.