أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: احتفالات أكتوبر فى عهد الإخوان خلتنا نترحم على احتفالات زمان
اسم العضو:MoDa
تمثل احتفالات نصر أكتوبر المجيد لدى الشعب المصرى عيدًا قوميًا عظيمًا، دائماً ما يكن له مذاق وفرحة خاصة وشكل معروف ومحدد، منذ أول احتفال به حتى عام 2012 أو ما قبل اعتلاء الإخوان كرسى الحكم، ولكن طبقاً لسلسلة الخروج عن المألوف التى اتبعها الرئيس المخلوع محمد مرسى طوال فترة حكمه، خرجت احتفالات نصر 6 أكتوبر عن هذه الوتيرة، وأقيمت احتفالات مليئة بالمفارقات والمغالطات التى أثارت الغضب بشكل عام، سواء على المستوى الشعبى والجماهيرى أو حتى على المستوى العسكرى.
فمنذ أوائل الاحتفالات بأكتوبر فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وصولاً إلى عهد الرئيس المعزول "محمد حسنى مبارك"، كان الاحتفال له طابع خاص تعود عليه المصريون، حيث كانت تقيم الدولة احتفالاً كبيراً وأبوريتات فنية قوية، يشارك بها كبار الفنانين، ويكون برعاية وتنظيم الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، بمشاركة وزارتى الإعلام والثقافة وبحضور رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع وكبار القادة بالجيش،
وفى الاحتفالات الأخيرة من عهد مبارك، كانت وجوه الحاضرين قد أصبحت شبه محفوظة، فغالبا ما كان يجلس مبارك وعلى يمينه زوجته "سوزان مبارك" وبجانبها صفوت الشريف كوزير للإعلام، وفاروق حسنى كوزير للثقافة، أما على يساره يجلس المشير طنطاوى ومجموعة من قادة القوات المسلحة تكريماً لهم كأبطال الحرب وأصحاب النصر، وكان يقام الاحتفال والأوبريت بإحدى المسارح كالجلاء أو مسارح دار الأوبرا المصرية كالهناجر أو غيره، ونادراً ما كان يلقى "مبارك" كلمة أو خطاباً وإن حدث يكن مختصراً لأقصى درجة، ولكن اعتمد الاحتفال فى الفترة الأخيرة على أوبريتات مدح وسناء موجهه لمبارك بشكل خاص كأوبريت "اخترناه" وغيره من الأوبريتات التى أثارت الغضب لدى بعض المعارضين، ولكن رغم هذا التجاوز لم يخرج الاحتفال عن مساره المعروف.
أما إذا انتقلنا إلى أكتوبر العام الماضى فى عهد الإخوان نجد العجب العجاب، فكان للرئاسة رأى آخر فى اختيار الحضور، حيث تجاهل مرسى تماماً كل من المشير طنطاوى وزير الدفاع فى هذا الوقت، والفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق، على الرغم من أنهم من ضمن الأبطال الذين شاركوا فى نصر أكتوبر 73، والمثير للدهشة أن فى الوقت الذى تم تجاهل دعوة بعض قادة القوات المسلحة الذين هم أساس الاحتفال، تم دعوة وحضور قتلت بطل حرب أكتوبر الأول الرحل "السادات".
فأقيم الاحتفال فى ذلك العام فى استاد القاهرة الدولى وسط حضور الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى حشد من رموز التيار الإسلامى المدانين بقتل الرئيس الراحل أنور السادات، فى يوم احتفال بنصر أكتوبر لعام 1981 وعلى رأسهم طارق الزمر القيادى فى الجماعة الإسلامية، مما أثار الغضب لدى أسرت "السادات" ولدى الأوساط المصرية بشكل عام.
ولم تتوقف إبداعات الرئاسة عند هذا الحد بل حاولت معالجة ذلك الموقف بسذاجة سياسة غير مسبوقة، من خلال منح "مرسى" قلادة النيل لأسرة "السادات" كنوع من التكريم للتخفيف من حدة الموقف.
أما بالنسبة للاحتفالات التى كان يترقبها المصريون أمام شاشة التلفاز كل عام، للتمتع بالأوبريتات الغنائية والعروض المسرحية والفنون المختلفة، فقد استبدلت تماماً بخطاب "لمرسى" استمر لمدة تفوق الساعتين، يشرح خلالهما الانجازات التى قام بها خلال فترة المائة اليوم، محاولاً التأكيد على مشروع النهضة، مما أفقد اليوم طابعه الخاص وخرج عن نطاقه المعروف.
ولكن الشىء الوحيد الجيد الذى تركه لنا هذا اليوم أنه كان أول وآخر أكتوبر فى عهد الإخوان ولم يعود مرة أخرى، بينما ستطل علينا ذكرى نصر أكتوبر هذا العام بشكل جديد ومختلف عن أى عام مضى، خاصة بعد إسقاط النظام الإخوانى ووقوف الجيش المصرى بجانب شعبه تحقيقاً لرغباته، واحتلال الجيش والقوات المسلحة مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، مما سيحول هذا الاحتفال لتكريم متبادل بين الجيش والشعب ويكون بمثابة بداية عهد جديد لالتحام الجيش بالشعب والشرطة.