أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: عم مصطفى "بياع الخيام": "مش هخلى عيالى يورثوا مهنتى لأنها متعبة"
اسم العضو:MiDo
فى شارع طويل يواجه بوابة المتولى يعرف بالخيامية، يمتد تاريخه إلى أكثر من 200 عام يوجد به صانعى الخيام الرمضانية المشهورة والفوانيس الخيامية التى تجذب سياح العالم من كل مكان بتصميماتها الجميلة وطريقة صناعتها الرائعة التى لا توجد إلا فى هذه المنطقة، يجلس عم مصطفى زكى وسط العديد من اللوحات القماشية التى تحتوى على رسوم مختلفة إما لرسوم عربية أو إسلامية أو بعض آيات القرآن الكريم معلقة على جدران المحل الذى توارثه عن أبيه وجده، وجد أبيه فى مساحة لا تتجاوز ثلاثة أمتار.
عم مصطفى صاحب الخمسين عاما قضى حوالى 45 عاما فى هذه المهنة يقول "شغال فى المهنة دى من وأنا عندى خمس سنين، أبويا الله يرحمه لقانى مش نافع فى تعليم ومليش فى المدارس راح مطلعنى من المدرسة وجانبى المحل أشتغل معاه وعلمنى أصول الصنعة".
وبالرغم من أنه عاش فى جلبات أبيه إلا أنه يرفض أن يلقى أبناءه نفس المصير "أنا مرضتشى أعلم ولادى المهنة دى علشان شغلها متعب، مش عاوزهم يتعذبوا زى ما أنا اتعذبت، عاوزهم يرتاحوا ويركزوا فى تعليمهم علشان بكره يبقوا حاجة فى المجتمع".
متابعا حديثه "أنا متعلمتش القراءة والكتابة بس الدنيا علمتنى، ومش هرضى أن ابنى يشتغل زيى ويشوف اللى أنا شايفه، بالرغم من أنى معروف وعملت شغل كتير لناس مشهورة قبل كده."
يشير متفاخرا "أنا اللى عملت الخيمة اللى كان قاعد فيها الرئيس المخلوع يوم الاحتفالية بالألفية الجديدة اللى كانت فى الهرم، فضلت شهر أعمل فيها لحد ما خلصتها."
ويوضح عم مصطفى سبب نجاحه فى المهنة "الرسومات دى ملكة من عند ربنا بيديها ربنا لبعض الناس، وأنا الحمد لله بقدر أرسم بنفسى على القماش مباشرة من غير ما أعمل أسطمبات، وحتى لو عملت أسطمبات بصممها أنا لوحدى بس أهم حاجة أكون مهيأ ومستعد نفسيا، علشان أقدر أبدع والحمد لله أن إيدى لوحدها عارفة طريقها على القماش."
لكن عم مصطفى يشكو الحال المتردى الذى وصلت إليه المهنة: "المهنة دى ليها أسس وقواعد ولازم اللى يشتغل فيها يكون متعلمها من الصغر، ولازم يكون حاببها، لأنها مش خياطة وخلاص، دى حاجة أكبر من كده بكتير، عاوزه إبداع."
يتوقف ليستكمل خياطة قطعة الموجودة بين يديه وهى عبارة عن لوحة من الفن الفاطمى ثم يستكمل حديثه" زى ما بفتح المحل الصبح زى ما بقفل، والحال نايم على الآخر، وساعات بنبيع الشغل بأقل من سعر التكلفة علشان العملية تمشى."