وفى هذا الوقت الذى نحن فيه الآن بالذات وقد تكالبت الكثير من دعوات الأعداء أو المفتونين بظواهر الحياة الغربية ... تكالبوا وتكاتف الأعداء على النيل من اللغة العربية وقالوا فيها وقالوا ....
ونحن نبين ونقول أن هذا الكتاب الذى كان هو دستور حياة سلفنا الصالح و كان هو الآمر والناهى لهم ,الذى قامت و نشأت على أسس روشتة الحياة فيه هذه المدينة الفاضلة فى طيبة الطيبة التى قامت نهضتها على كتاب الله ... فهذا الكتاب الذى نظم هذه الحياة الرائعة نزل باللغة العربية.
فكلام الله فى كتاب الشفاء لتنظيم حياة الوجود وما بعده...... نزل بالعربية وباستخدام اللغة العربية أسسوا النهضة العملية والعلمية والإجتماعية والسياسية .... التى طبقت الآفاق ....
والأمثلة هنا لا تعد .... ومنها على سبيل المثال :
- فإن الذي أسس الطب في أوربا وعليه قامت نهضة أوربا في الطب هو كتاب القانون لابن سينا رحمة الله عليه.
- وكتاب الرازي الحاوى في الطب.
- وكان أول مخترع للأدوات الجراحية هو ابن زهر في بلاد الأندلس وجاء بمؤلف عظيم اخترع فيه الأدوات الجراحية التي تستخدم في جميع الجراحات الجسمانية في عصره وزمانه ورسمها وحدد طريقة صنعهاوكل هذا كتب باللغة العربية.
- وكذلك ابن البيطار فقد ألف كتاباً في زمانه ذكر فيه كل ما يستطيع الإنسان في عصره أن يعرفه من نباتات الأرض وكيفية زراعتها وكيفية استنباط السلالات الجيدة منها وما هي الأمراض التى تعالجها؟ وما الكيفية التى تعالج بها؟
- وكتاب الحيوان للجاحظ وهو من أكبر المراجع العالمية فى هذا العلم ... وكان باللغة العربية.
- فما سبق وغيره كثير لايحصى لايدع مجالا للشك فى قدرات الإبداعية للغة العربية ... لغة القرآن ....
وهى اللغة الأكثر ألفاظا على الإطلاق والأوسع اشتقاقا وتمكنا وتأثيرا فى غيرها .... وهى حقائق جلية لاتخفى على أحد ....
فما بالنا اليوم والطب يدَّرس اليوم بجامعاتنا بغير العربية وما شاكله من العلوم التجريبية ويزعم الجميع أن لغتنا لا تتحمل هذه المصطلحات !!! ، ولا تطيق هذه العبارات !!!!!
وما ذلك إلا من عجز بيننا ... وما هذا ... وأكررها واضحة ....إلا لأننا إنما مددنا أيدينا وظننا أن عبادة الله هي التمتمة والتسبيح وقراءة كتاب الله ...!!!!
وتركنا أعداء الله يصولون ويجولون في كل الميادين ويتحكمون فيها .. ثم بعد ذلك وهو ما يحز في نفوسنا ويؤلم صدورنا أنهم نسبوا تقصيرنا إلى هذا الدين وقالوا إن سر تخلف المسلمين هو القرآن والإسلام واللغة العربية لغة القرآن ولغة نبى الإسلام...
حاشا لله عز وجل..... بل إن التقصير من المسلمين الذين يجعلون القرآن كتاب عبادة سلبية ولم يجعلوه عبادة إيجابية كما كان سلفنا الصالح t
وفى سياق الحديث عن اللغة العربية .... لغة القرآن الكريم ..
وحتى لا يتطرق ظن أحد إلى أن الدين يحارب تعلم اللغات غير العربية ،
فإن هذا خطأ فادح فى فهم الدين، بل إنه قد قد يصبح تعلم مثل هذه اللغات فرضا لانكوص عنه عند الحاجة إليه .... ونورد لذلك مثالا عمليا .
عندما أراد النبي r أن يرسل رسله إلى من حوله من ملوك الأرض وكان قد قرر في مقره بالرئاسة المحمدية أن يوجه ست رسالات إلى الملوك المجاورين فطلب ممن يحملون هذه الرسائل بسرعة خارقة أن يتعلموا لغة البلد التي سيذهبون إليها وقال r لهم فى معنى قوله الشريف :
{{ من تعلم لغة قوم أمن مكرهم }}
وعندما تحقق أنهم أخذوا الدبلومة الربانية في التحدث بهذه اللغات الدنيوية
([url=#_ftn1][1][/url]) أرسلهم جميعاً.... ففي صباح واحد .....
- خرج رجل إلى بلاد الشام.
- ورجل إلى بلاد فارس.
- ورجل إلى بلاد الحبشة.
- ورجل إلى مصر.
- ورجل إلى اليمن.
- ورجل إلى عمان.
وكل رجل منهم يجيد لغة البلد التي سيذهب إليها أكثر من أهلها وهكذا كان أمر نبينا r فيما يخص تعلم اللغات عند حاجة الأمة لوجود السفراء أو إرساء أسس أو قواعد للعلاقات الخارجية.
وإن كنا قد سقنا هذه القصة فى معرض تعامل الإسلام مع اللغات غير العربية إلا أن استجابة أصحاب النبى r لتوجيهاته بهذه السرعة وتلقفهم لأوامره فى التو والحال ..... لها دلالة أخرى :
هو أن أسلافنا t إنما جازوا وفازوا وسبقوا الآخرين أجمعين :
بتنفيذ الأوامر وتطبيق التوجيهات أيا ما كانت الصعوبات الظاهرات أو الخفيات ... فهذا لم يشغل بالهم بل شحذوا هممهم وأخذوا بالأسباب التى توفرت لهم بلاتقاعس ولاارتياب مع إخلاص بلا حساب فكان أن أوصلهم الله لمرادهم ولو كان فوق السحاب ......
أما حالنا اليوم من العمل بروشتة الشفاء ووصايا سيد الأطباء !!!!
فإننا نقول ..... ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم .......
[url=#_ftnref1][1][/url] لم تكن اللغة العربية هى لغة الكثير من هذه البلاد فى هذا الوقت ، وكان الكثير من البلاد تحت الإحتلال أو سيطرة الممالك الغالبة فى هذا الوقت من الفرس أو الروم أو الحبش ، وكانت لغة أهل مصر فى ذلك الوقت ( عموما ) هى القبطية زتوجد بها لغات أخرى .