تابعنا - و تابع كل غيور على هذه البلاد - ببالغ الأسى و القلق الأحداث
الأخيرة التي حدثت في سيناء العزيزة و التي تعصف بأي حالة من الاستقرار
تظهر في هذه البقعة العزيزة والحساسة من أرض مصر و العالم الإسلامي ، حيث
تفاجأ الجميع بالممارسات العنيفة الدموية المتتالية - فهي ليست الأولي من
نوعها - من قوات الشرطة و التي تمثلت في قتل أربعة من أبنا
ء
سيناء في حادثتين متفرقتين وفي ظروف لا تستدعي أبداً استخدام القوة و
السلاح الناري الذي يُشترى من أموال الشعب من أجل حمايتهم لا لانتهاك
حرماتهم و سفك دمائهم بلا جريرة ولا ذنب .
ففي الحادثة الأولى
سيارة أجرة (تاكسي) تهرب من الكمين و هذا حادث اعتيادي في أي كمين لفقدان
السائق لرخصة القيادة أو عدم إتمام أوراق السيارة أو أي سبب آخر -و هذا خطأ
و لا شك - و لكن ما الخطر الذي يمثله ذلك على أفراد الشرطة في الكمين
ليطلق الضابط الرصاص المباشر على رأس السائق فيقتله و يصيب الراكب بجوار
السائق بطلقتين في الظهر توفي على إثرهما لاحقا ، ثم ماذا بعد ذلك ؟؟ يكافأ
القاتل بنقله إلي محافظة القاهرة !!..
والحادثة الثانية يطلق
الضابط الرصاص على سائق سيارة نصف نقل فيقتل السائق و مرافقه أيضاً و لا
ينتهي التعدي عند ذلك بل تجر الجثة من السيارة بطريقة غير آدمية، ماذا يحدث
؟؟؟ و لماذا كل هذا ؟؟؟ ثم ماذا بعد ذلك ؟؟ يستمر مسلسل البراءآت
للقتلة!!.
أدت تلك الحوادث إلى حالة غليان غير مسبوقة في الشارع و
طلب المحاكمة و القصاص وقابل تلك المطالب المشروعة التجاهل من الأجهزة
المعنية مما زاد من حالة الغضب و أدى لحادث استهداف دورية الشرطة و مقتل
أفراد منها .
تبع ذلك حملة إعلامية تصور الأمر على أنه انفلات
أمني و استهداف للشرطة في سيناء واتهم البعض الجماعات الجهادية في سيناء -
رغم أننا أعلنا من قبل أنه ليس من أهدافنا استهداف الجيش و الشرطة و أن
سلاحنا موجه لأعدائنا و أعداء أمتنا اليهود - كل هذا لتحويل دفة الأمر من
جرائم ارتكبتها الشرطة وتجاهل من الأجهزة المعنية من وزارة الداخلية و
رئاسة الجمهورية ورد فعل المظلومين من المواطنين ، تحويل هذه الحقيقة إلى
أنها أعمال عنف و تعدي على الشرطة .
و لذلك فإننا نعلن الآتي:
1- أننا نطالب بالقصاص العاجل ممن تجرأ على إراقة دماء المسلمين بلا ذنب ، و محاسبة من يقف ورائهم من مسئولين و محرضين .
2- إن هذه الأحداث ليست عفوية بل هي أحداث مدبرة ، تدبرها أجهزة تريد أن
تعيد سيطرتها و سابق بطشها وجورها ، تريد أن تعطي لنفسها مبرراً أمام الرأي
العام لتعود لسابق ممارساتها القمعية فتصطنع أحداث تظهر أمام الرأي العام
على أنها انفلات و تعدي على الشرطة والجيش فيكون تدخلها و انتهاكها لحقوق و
كرامة المواطنين مبرراً بل مطلوباً من المغيبين الغير مدركين لحقائق
الأمور .
3- إن هذه الأحداث ليست بمعزل عن الأحداث في سائر مناطق
مصرنا العزيزة ، بل هي حلقة واحدة وسلسلة متصلة من الممارسات تهدف إلى ما
سبق ذكره من إعادة سيطرة أجهزة الظلم و الجور من مخابرات و أمن الدولة و
بطش الشرطة ، حيث افتعال أحداث و تهويلها و متابعة ذلك بحملات إعلامية لصنع
حالة من الذعر لدى المواطنين و تبرر انتهاكات تلك الأجهزة .
وفي
الختام نكرر أن مشكلة أهل سيناء في التجاهل والتهميش و عدم توفير
احتياجاتهم الأساسية من وظائف و فرص عمل و خدمات أساسية لا يستغني عنها
إنسان من مياه و غاز ووقود و خلافه، وكذا الظلم الواقع على أبنائها والتي
تصل لأحكام الإعدام بالجملة بلا أدلة ولا إثبات جرم ، ويضاف على ذلك أعداء
الداخل الذين يريدون إرجاع الظلم والطغيان مرة أخري.
أما عدو الخارج اليهودي فأبناؤكم المجاهدين بفضل الله له بالمرصاد يقطعون أوصاله ويفسدون مؤامراته ويدمرون أحلامه.
( واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
السلفية الجهادية في سيناء
20 ذو الحجة 1433هـ
5 نوفمبر 2012م
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]