عام مضي علي رحيل جنرال الكرة العربية القدير محمود الجوهري ، الا ان انجازاته وتاريخه الناصع البياض خالد في اذهان الجماهير العربية والمصرية الي الأبد ، حيث يمثل اليوم الذكري السنوية الاولي لفقدان أهم رموز الكرة العربية علي مدار التاريخ.
الجوهري حقق ناجازات تاريخية مع الكرة المصرية وأبرزها لحظة صعود منتخب الفراعنة إلى كأس العالم 1990 غير انه اول من صعد بالمنتخب الى كاس العالم للقارات فى تاريخه عام 1999 بعد فوزة ببطولة كاس الامم الافريقيه 1998 .
كما أن الجوهري هو المدير الفنى الوحيد فى تاريخ مصر الذى قاد الاهلى و الزمالك للفوز ببطولة افريقيه او بطولة الانديه الافريقيه ابطال الدورى فى مسماها الحالي.،وعيرها من انجازات عريقة .
لم يكتف الجنرال بإنجازاته مع الكرة المصرية ،واصر علي كتابة تاريخًا جديدًا مع الكرة الاردنية عندما تولى تدريب منتخب بلادها والإشراف الفنى على الكرة الأردنية عام 2002.
واستطاع الجوهري ان يصل مع الأردن إلى نهائيات أمم آسيا فى الصين عام 2004 لأول مرة فى تاريخ الكرة الأردنية ، كما صعد مع المنتخب الي دور الثمانية، وحقق معه العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا.
وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية .
وكانت المملكة الأردنية الهاشمية قد أقامت جنازة عسكرية لنقل جثمان الجوهري إلى مسقط رأسه في مصر، تكريماً للانجازات التي حققها في الأردن.
وحرص الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في لفتة رائعة ان يكتب مقالاً في الذكرى الأولى لرحيل الجوهري ،يصف فيه مدي مكانة جنرال الكرة العربية في قلوب جماهير الساحرة المستديرة .
وكان هذا نص المقال الذي سطره الأمير في رثاء الجنرال
بين ذكرى العام الأول على رحيلك إلى دار الحق ، وأعوامك التي قضيتها بيننا ثمة قاسم مشترك ، فأنت ما تزال تعيش معنا في كل لحظة وكل مناسبة ...هي نفس الذكرى ونفس المواقف التي نتذكرها على امتداد سنوات الإنجاز وأنت تقود منتخب النشامى كمدير فني كبير حيث أوقدت شعلة العطاء في ملاعبنا ، وحتى بين مكاتبنا في الإتحاد الاردني فقد كنت المستشار الأمين ... أو حتى بعد أن توارى جثمانك الطاهر عن أنظارنا إلى مثواه الأخير راضيا مطمئنا قبل عام .
فقد بقيت حاضرا فينا .. نستذكرك بكل مرحلة يمضي فيها النشامى بمشوار الإنجاز التاريخي بتصفيات كأس العالم ، وبكل انجاز تحققه المنتخبات الوطنية لكافة الفئات العمرية وأيضا المنتخبات النسوية ونعيش فكرك الثاقب ونلمس يدك تمتد إلى كل عمل من أجل خير الكرة الأردنية.
كانت روحك الطاهرة حاضرة بيننا في كل المحافل وكل المواقف وبادلناك الوفاء بالوفاء ونحن نحقق الفوز على كبار منتخبات القارة الاكبر على وجه الارض بعدما استلهمنا منك روح التحدي التي زرعتها في أجيال كرة القدم الاردنية ، فحققنا ما كنا تتمنى وما كنا نخطط له معا حينما كنا نفكر معا بصوت عال .
قبل ايام استذكرناك ايضا ونحن نحتفل بمضاعفة عدد مراكز الواعدات لتصل الى 15 مركزا .. تلك المراكز التي وضعت فيها كل فكرك وعصارة خبرتك .. ووضعت بتواضع الكبار كل ما تملك بتصرف كل الكودار التدريبية والادراية التي حظيت بشرف العمل تخت لوائك .
فقيدنا المرحوم الكابتن محمود الجوهري .. لقد تابعتك على امتداد سنوات عمري مدربا عظيما ولاعبا وهدافا .. ورياضيا متسلحا بالعزيمة والإصرارعلى متابعة العمل، وكنتُ على الدوام من أشد المعجبين بشخصيتك ومبادئك ورباطة جأشك وهي صفات نادرة سواء في كرة القدم أو في الرياضة بشكل عام.
ومع ذكرى رحيلك الأولى ما زلت استذكر لقاءنا الأخير وأنت تقدم لي خطة لخمس سنوات لتطوير كرة القدم الأردنية ، واستذكر كلماتك "ليس المهم من ينفذ الخطة سواء أنا أومن سيأتي بعدي، ما يهم هو الخطة نفسها" .. والآن وبعد مرور عام على رحيلك فقد مضى عام أيضا على تنفيذ خطتك الخمسية ، فلمست مدى صدقك ووفائك وبُعد نظرك وقد حققت كرة القدم الأردنية انجازات كبيرة على كافة المستويات .
رحم الله الكابتن المرحوم محمود الجوهري وألهمنا وأهلك جميل الصبر والسلوان، فذكراك ستبقى خالدة في قلوب كل الأردنيين .. وستبقى الغائب الحاضر دائما وأبدا.