فئة المناقشات العامة

موضوع: عروس فى «محرقة الموسكى»

عروس فى «محرقة الموسكى» Article1375514499689f3fff4d8bba10f2ca66a508ce15421

لم يعد قادرا على الجلوس فى المنزل، منذ أن فارقت ابنته الحياة، يمضى وقته فى المسجد المجاور يمسك بالمصحف، يقرأ لها القرآن، وفى اليد اليسرى يمسك بصورتها، دموع الحزن على فراقها لم تتوقف، يتحدث وذهنه شارد، من هول الصدمة، لم يكن يتصور أن ابنته التى كانت على «وش جواز» يحملها إلى مقابر الأسرة، فى منطقة «عزبة برقوق» بالدراسة بدلا من أن يسلمها ليد عريسها. هكذا حال «إبراهيم توفيق»، الذى فقد ابنته فى المشاجرة التى وقعت بين صاحب محل أدوات تجميل وعدد من الباعة الجائلين، بمنطقة الموسكى، وتسببت فى مقتل ١٥ شخصا، كان من بينهم الضحية «نجوى إبراهيم». يقول إبراهيم أثناء سرده لـ«المصرى اليوم»: «حق بنتى هيرجع، ولو العدل ما أخدش حق بنتى، أنا هنتقم منهم بنفس الطريقة اللى ماتت بيها بنتى». يضيف والدموع تغمر عينيه «كانت عروسة، وكانت بتساعد نفسها عشان تتجوز هيا وأختها بعد العيد، صلت الفجر معايا، وجلسنا شوية فى البيت لحد الساعة ٦ الصبح، وكانت فرحانة عشان أختها هتتجوز معاها بعد العيد، قالت لى: أنا حاسة إنى مخنوقة يا بابا، أنا شفت جدتى فى المنام امبارح، وكانت بتأكلنى.. أنا حاسة إنى هموت.. فردت أمها وهى تصرخ فى وجهها قائله: ليه بتفولى على نفسك كده بلاش إنتى عروسة وفرحك خلاص قرب، قالت أنا هدخل أنام علشان ألحق أروح الصبح بدرى، وذهبت إلى غرفتها، وكنت أنظر إليها ولم أكن أعلم أنها النظرات الأخيرة. حسبنا الله ونعم الوكيل الناس خلاص قلوبها أصبحت ميتة»، ويكمل حديثه عن الساعات الأخيرة التى قضاها مع ابنته الصغيرة: «صحيت الساعة ٩:٣٠ ولبست هدومها علشان تروح الشغل، لكنها وقفت فى الشارع تداعب أطفال المنطقة، هما كانوا بيحبوها، ونادت على: أنا ماشية يا بابا عاوز حاجة منى؟ وقالت لى أنا مش جاية على المغرب، وهفطر فى الشغل، علشان موسم العيد، وعندى ضغط فى الشغل، فرديت عليها:ربنا يسهلك حالك يا بنتى.. ومتتأخريش علشان كنت عارف إنى فى مظاهرات للإخوان عند مديرية أمن القاهرة بالليل، وبعديها مشيت راحت على الشغل، وكنت قلقان عليها». وتابع: أنا فطرت المغرب، وقولت أنزل أعزم الجيران، عشان فرحها قرب، ومفيش وقت، اتصل بى شخص «وقال يا عم إبراهيم فى خناقة وحريق فى الموسكى، والتليفزيون جايب لقطات، اتصلت بيها ، وجدت تليفونها مغلقا، قلقت عليها أخدت العربية ورحت منطقة الموسكى، وجدت الدنيا زحمة وناس متجمعة كتير، وسيارات الإسعاف والمطافئ موجودة، وكانت صدمتى لما عرفت إن الخناقة كانت فى المحل اللى بتشتغل فيه نجوى بنتى. وقفت أبحث عنها وأسأل مفيش حد عاوز يرد على، انطلق صوت بنتك ماتت، البقاء لله، ربنا يصبرك على فراقها. ذهبت للمشرحة وكانت أمها معايا، واتعرفت على الجثة، وتمنيت وقتها إنى أكون أنا إلى ميت». يتوقف لحظات وهو يبكى، ثم يعود للحديث «الضنا غالى ربنا ما يحرم حد من ضناه، ربنا يرحمك يا بنتى، إنت صايمة وفى شغلك، وربنا أراد إنك تموتى وإنتى شهيدة.. ربنا يعوض على.. يا ريت تيجى وتاخدنى وأكون معاها». يختم سرده المأساوى: «دم بنتى فى رقبة الأمن، كان مقصرا فى حمايتهم، إزاى المطافى توصل للحادث بعد نصف ساعة، رغم قربها الشديد، وفى نفس المربع، حق بنتى هيرجع، ولو القانون معرفش، أنا هشترى سلاح، وهجيب حقها من اللى قتلها».

توقيع العضو : LIVE