الجهر بالنيّة لا يجب ولا يستحب بإتّفاق علماء المسلمين ، بل الجاهر بالنيّة مبتدع مخالف للشريعة ، و إذا فعل ذلك معتقداً أنه من الشّرع فهو جاهل ضال يستحق التعزير ، وإلا فالعقوبة على ذلك إذا أصرَّ عليه بعد التعريف و البيان له ، لاسيّما إذا آذى مَنْ إلى جنبه برفع صوته ، أو كرّر ذلك مرّة بعد مرّة.
وقد أفتى غير واحد من علماء المسلمين بذلك ، منهم القاضى أبو الربيع سليمان بن الشافعى ، قال: الجهر بالنّية و بالقراءة خلف الإمام ليس من السنّة ، بل مكروه ، فإن حصل به تشويش على المصلّين فحرام ، و مَنْ قال بأن الجهر بلفظ النيّة من السنّة فهو مخطئ ، و لا يحلّ له و لا لغيره أن يقول فى دين الله تعالى بغير علم.
و منهم أبو عبد الله محمد بن القاسم التونسى المالكى ، قال: النيّة من أعمال القلوب، فالجهر بها بدعة ، مع ما فى ذلك من التشويش على الناس.
و كذلك التلفّظ بالنيّة سرّاً لا يجب عند الأئمة الأربعة و سائر أئمة المسلمين ، فلم يقل أحد بوجوب ذلك ، لا فى الطهارة و لا فى الصلاة و لا فى الصوم.
سأل أبو داود الإمام أحمد ، فقال: يقول المصلّى قبل التكبير شيئاً؟ قال: لا.
و قال بن أبى العزّ الحنفى: لم يقل أحد من الأئمة الأربعة ، بإشتراط التلفّظ بالنيّة ، و إنما النيّة محلّها القلب بإتّفاقهم.
و قال ابن القيم: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصّلاة ، قال: الله أكبر و لم يقل شيئاً قبلها ، و لا تلفَّظ بالنيّة البتة ، و لا قال: أصلى لله صلاة كذا مُستقبل القبلة أربع ركعات إماماً أو مأموماً ، و لا قال: أداءً و لا قضاءً ، و لا فرض الوقت ، و هذه بدع ، لم يَنْقُل عنه أحد قط بإسنادٍ صحيحٍ و لا ضعيفٍ و لا مسندٍ و لا مرسلٍ لفظةً واحدةً منها البتة ، بل و لا عن أحدٍ من أصحابه ، و لا استحسنه أحدٌ من التّابعين ، و لا الأئمة الأربعة.
و على هذا الأدلة من السنة النّبويّة:
- عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستفتح الصَّلاة بالتّكبير.
- عن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن الرسول الله صلى الله عليه و سلم قال للمسيىء صلاته ، عندما قال له: علّمنى يا رسول الله. قال له: إذا قمت إلى الصّلاة فأسبغ الوضوء ، ثم إستقبل القبلة ، فكبّر ، ثم إقرأ بما تيسر معك من القرآن.
توقيع العضو : HoDa_elDoDDa |
|