أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: ◄عروسة ولاب توب ويوم بالمدرسة.. أحلام أطفال المرحة الثالثة من السرطان►
اسم العضو:Qhr
قبل أيام فقدت إحدى ركبتيها التى توغل فيهن مرض السرطان، رغم سنوات عمرها التى لم تتعدى الثانية عشر، يستقر توصيف حالتها فى دفاتر الأطباء فى المرحلة الثانية من المرض الخبيث، والأمل فى شفائها تشاهده كل يوم على السرير الذى أصبح خاويا أمامها مباشرة، عقب أن ودع زميل جديد من زملاء عنبرها فى مستشفى رشيد بالإسكندرية الحياة، حكايتهم معها تتعلق بالأحلام، بالتحديد سيحاولون كسر حواجز الاكتئاب التى بناها المرض من حولها ويحققون أحد أحلامها، محاولات دائبة دخلوا من خلالها ليعرفوا حلمها الأهم، عروسة من تلك التى تلبس فى اليد، مع عكاز للحركة.. وسبب الحلم.. يأتى من السرير المجاور لزميلها، أدوات التمريض تتسبب فى بكائه، وحلمها الأهم أن تستطيع قص الحواديت عليه حتى ينسى آلام المرض.
حلم إيمان واحد من قصص فريق تحقيق الأمانى الذى يجوب بين عنابر سرطان الأطفال يستكشف حالات المرحلة الثالثة من المرض الخبيث، وفقا لحسابات الطب هذه الحالات تكون على وشك الوفاة، والفريق التابع لجمعية رسالة يحاول تحقيق آخر أحلامهم، ومعها يبحثون عن حالات المرحلة الثانية من المرض، وهى حالات الأمل فى شفائها ضعيف، ومهمتهم هنا هى محاولة ربطهم أكثر بالحياة، و"أيمان" كانت صاحبة أحد هذه الأحلام التى حملت مرضها وحلمها فوق رقبتها، لتقف بجوار زميلها تقص عليه الحكايات حتى توقف عن البكاء.
"مروة عبد المقصود" أحد المسئولين عن الفريق بالقاهرة، والآن تملك من رحلتها فى عالم أحلام الأطفال الذين يعيشون فى دنيا الأمراض مئات القصص، تنتقل من حكاية إيمان فى الإسكندرية، إلى رانيا عوض صاحبة العشرة أعوام فى مستشفى 57357، مصابة بسرطان المخ وتوغل السرطان ليصل إلى النخاع الشوكى، دعوات الأهالى تنهال عليها كل يوم، عقب أن أقر الأطباء أنه لم يعد هناك جدوى من استمرار الدواء مع الحالة التى وصلت لها.
عيد ميلاد.. هذا هو حلم "رانيا" من المرحلة المتبقية لها فى الحياة، طوال أعوام عمرها العشرة، امتثلت لأحوال أهلها المتواضعة مكتفية بمشاهدة أعياد الميلاد عبر شاشات التلفزيون، حتى جاءها من يعرض تحقيق حلم فأجابت بكلمات بسيطة "عايزة أعمل عيد ميلاد".
الحلم الأول لفريق تحقيق الأمانى بالقاهرة هو "مصطفى"، بالتحديد كان الدافع الأكبر لنمو الفريق مثلما تقول مروة، أصيب مصطفى صاحب الستة أعوام بسرطان الدم وتوغل المرض حتى تآكلت كل سبل وجوده فى الحياة أمام آلامه المضنية ومعها دخل فريق الأحلام إلى عنبره، عبروا حاجز الصمت الذى فرضه حول نفسه ليصلوا بصعوبة إلى حلم واحد متبقى لديه "لاب توب".. ببساطة تغيرت حياته على مدار أسبوعين إلى سعادة وألعاب، وفى نهاية اليوم الأخير من الأسبوع الثانى رحل مصطفى، لتكتب أيام سعادته قبل الرحيل، لحظة البداية للمجموعة. تأخذ "مروة" نفس عميق قبل العودة إلى الإسكندرية، هناك تقول إنه كانت رحلة الأم مع طفلة تدعى شيماء، من مركز رشيد محمد رشيد للأورام، مع بداية عامها الرابع الابتدائى وصل مرض السرطان إلى الأعصاب، وأصيبت شيماء بالشلل لتبقى حبيسة مركز العلاج بدون أمال فى العلاج، لم تفكر فى طلب شىء حتى اقتحم عالمها الشباب عارضين تحقيق حلم، وطلبها كان أن تعود للمدرسة ولو ليوم واحد، هذا اليوم تطلب عملية فى الأعصاب حتى تستطيع التحرك وصولا للمدرسة، وهو ما قدمته لها المجموعة، ومنذ هذا اليوم لم تتوقف شيماء عن الذهاب للمدرسة حتى الآن، تقول مروة: "ببساطة حبت الحياة، واتعلق بيها، فجسمها كسر كل قواعد الطب وعاش".