أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: ◄حملة "حراس الحضارة" تبحث عن الآثار المهملة وتعيد إحياءها►
اسم العضو:Qhr
أكوام من القمامة تحيط بها الكلاب والحشرات من جميع الجوانب، جدران صخرية تحمل بين شقوقها تاريخاً يعود لقرون مضت عكست سنوات من الإهمال الذى عانى منها "حمام الشرايبى" الأثر الذى يعود تاريخه لعام 1500 بمنطقة الدرب الأحمر التى اختفت ملامحها فى صخب الحياة العشوائية، الحمام عريق الطراز الذى يعود لعصر المماليك كان هو بداية الثورة على الإهمال التى بدأها مجموعة من الشباب يقع عمل معظمهم فى نطاق التفتيش عن الآثار، التى رصدوا مدى ما تتعرض له من إهمال، وهو ما دفعهم للعمل بأيديهم بعد اليأس من تحرك المسئولين نحو إنقاذ آثار مصر المنسية.
الحملة بدأت نشاطها قبل انهيار دولة "الإخوان" للعمل وسط محاذير فرضها عليهم الحى الذى امتنع عن مساعدتهم قبل ثورة 30 يونيو لعدم انتمائهم لحزب الحرية والعدالة، كما شرح "محمد فتحى" مفتش الآثار لوكالة الغورى وصاحب فكرة حملة "حراس الحضارة" لـ"اليوم السابع"، ووصف "فتحى" ما تعرض له المشروع من تضييق من رئيس حى "وسط القاهرة" والمهندس الذى أرسله الحى قبل ثورة 30 يونيو بعدة أيام لمعاينة المكان والمشاركة فى تنظيف "حمام الشرايبى" فى مقابل أن تنسب الحملة لحزب الحرية والعدالة كنشاط حزبى وهو الأمر الذى رفضه أعضاء الحملة من الشباب الذين اختاروا العمل بأيديهم، وعلى نفقتهم الخاصة بعد أن فاجأهم الحى برفض التعاون معهم لأنهم "مش إخوان".
حال حملة حراس الحضارة بعد 30 يونيو هو ما تحدث عنه فتحى قائلاً: "الفكرة بتاعتنا والمبادرة مالهاش توجهات سياسية هدفنا ننضف آثار مصر المنسية ونرجعها زى زمان" هكذا بدأ "محمد فتحى" حديثه لـ"اليوم السابع" عن الفكرة التى بدأ وضع خطتها بالتعاون مع "هند إبراهيم" مفتشة آثار، ويقول "فتحى" حراس الحضارة هو عنوان المبادرة التى نرصد من خلالها الأماكن المنسية التى تعانى إهمالا من الدولة والأهالى وربط هذه الأماكن الأثرية بالأهالى بدلاً من استخدامها كمقالب قمامة، ونحاول إعادة إحيائها من خلال خطة عمل بدأ تنفيذها من "حمام الشرايبى" خلف مدرسة الغورى.
يكمل "فتحى": تنظيف حمام الشرايبى وتطهيره من الحيوانات الضالة كانت بداية الحملة التى واجهت آثار الإهمال والفوضى التى لم تظهر فقط على واجهة الحمام وجدرانه من الداخل، بل امتدت لتشمل المنطقة بالكامل التى يصعب مع حالتها تصور وجود أماكن أثرية بالمنطقة، وهى الجزء الأكبر من خطة "حراس الحضارة" التى تحلم بتطوير الأماكن المحيطة بالآثار بالشكل الذى يتناسب مع وجود الأثر.
وعن الخطة التفصيلية للمشروع يقول "فتحى": الفكرة لا تقتصر فقط على تجميل الآثار أو اكتشافها مرة أخرى، فقد وضعنا مجموعة أخرى من الأهداف على رأسها الاستعانة بطلبة كلية الفنون الجميلة وطلبة كلية الآثار لتجميل المناطق الأثرية والمعمارية بمشروعات تخرج تفيدهم وتعود بالنفع على الآثار دون تكليف الدولة "مليم واحد"، إلى جانب الاستفادة بما يدرسه طلبة الآثار فى إعادة ترميمها والعمل بها بدلاً من انتظارهم لفرصة عمل لا تأتى فى أغلب الأحيان.
أما المرحلة القادمة التى تنتظر التنفيذ يقول "فتحى" بدأنا بحمام الشرايبى، ونستهدف استكمال العمل بحارة الشرايبى، وشارع الصليبة الذى يزخر بآثار مصر المنسية التى تسكنها الأشباح والحيوانات الضالة.