تعتبر حاجة الطفل إلى النوم حاجة طبيعية، حيث ينام فى الشهر الأول حوالى عشرين ساعة تقريبًا، ثم ينخفض ما يحتاجه من ساعات النوم، فتصل إلى (16) ساعة أو أقل فى نهاية الشهور الستة الأولى، ثم تنقص تدريجيًا إلى (12) ساعة فى سن الرابعة، وإلى ما يقرب من تسع أو عشر ساعات فى دور المراهقة، ثم إلى ما يقرب من ثمانى ساعات فيما بعد.
ويوضح الأخصائى النفسى "على عبد الباسط"، أن عدد ساعات النوم عند الإنسان يتوقف على حالته الجسمية من حيث الصحة العامة والتغذية، وحالته النفسية من حيث الهدوء والاضطراب، وكذلك الظروف التى ينام فيها الفرد من تهوية ورطوبة شديدة، وما إلى ذلك، وقد يضطرب نوم الطفل ويقل، نتيجة بعض الأسباب التى قد تكون غير مرضية مثل وجود بعض الحشرات بالغرفة، بالإضافة إلى النور الوهاج الذى يمنع نوم الطفل، أو يكون الغطاء ثقيلاً فى الصيف أو خفيفًا فى الشتاء، أو أن تكون الملابس ضاغطة على جسم الطفل، وخصوصًا حزام البطن واللفة، أو أن يكون الطفل جوعان، أو أن يكون قد تبول أو تبرز ولم يتم تغيير ملابسه.
ويضيف "عبدالباسط"، هناك أيضاً أسباب انفعالية مثل فقدان الطفل للشعور بالأمن، أو اختفاء شخص عزيز عليه، أو إجبار الطفل على النوم، والإسراع فى قطع حالات سرور الطفل إذا حانت ساعة النوم، بالإضافة أيضاً إلى الحالات المرضية مثل سوء الهضم أو الإمساك أو الإفراط فى الأكل قبل النوم، أو اضطراب الغدة الدرقية أو وجود ديدان.
كما يشير الأخصائى النفسى إلى وجود بعض المشكلات الأخرى المتعلقة بنوم الطفل، مثل نقص قدرة الطفل على الانتقال من حالة اليقظة إلى حالة النوم إلا بمساعدة خارجية، كأن تحمله الأم على كتفها، أو تهزه، أو تنام بجانبه حتى يستسلم للنوم، أو أن يضع الطفل أصابعه فى فمه.
وينصح عبد الباسط الأم لعلاج هذه المشكلة فيقول "يجب أن تتجنب جعل النوم نوعًا من العقاب، فالتهديد بالنوم مبكرًا يخلق مشاعر سلبية لدى الطفل، وألا تقلق فى حالة رفض الطفل للنوم، وأن تراعى حالة الطفل قبل نومه.
مشيراً إلى أنه ليس من الحكمة مفاجأة الطفل بمنعه من اللعب ثم إرساله إلى النوم، بل يحسن إنذار الطفل وإعطاؤه مهلة كافية لذلك، كما يجب أن تلتزم الأم بنظام معين للنوم حتى يعتاد عليه الطفل، وأن تحرص على أن يتعود الطفل فى سرير مستقل، وبصفة عامة يجب ألا ينام الطفل فى غرفة والديه بعد عمر السنة والنصف، لأن ذلك قد يسبب له حالة من الاضطراب النفسى، محذراً من تخويف الطفل لإجباره على النوم أو لمواصلة النوم إذا استيقظ ليلاً، حيث نجد بعض الأمهات يخوفن أطفالهن فى هذا الصدد بالعفاريت أو القطط أو غير ذلك.