شهر رمضان الكريم من أكثر الأشهر التى تشهد ارتفاعا فى استهلاك الأسر للمواد الغذائية بمختلف أنواعها، وفى الأعوام السابقة كانت المؤشرات تسجل نسبا مرتفعة فى البيع والشراء، كنتيجة طبيعية للولائم والموائد الرمضانية، وكانت تمثل حركة البيع والشراء مظهر من المظاهر التى ترتبط ارتباط وثيق بحلول رمضان، فشراء هذه السلع كان فى حد ذاته عيد مثله مثل شراء الملابس الجديدة فى الأعياد، وهو ما يعطى لرمضان زهوته وطعمه الخاص به.
ولكن على النقيض تماما فى هذا العام يشهد السوق المصرية ركودا كبيرا، لتعيش الأسواق المصرية حالة من "وقف الحال" كما يطلق عليها تجار سوق "حسن الأنور" بمصر القديمة، كنموذج من الأسواق الشعبية والتى يمثل رمضان لها موسم ينتظره البائعون من عام للآخر.
ويقول شوقى عصفور تاجر اللحوم المستوردة فى منطقة سوق حسن الأنور"الجيارة" أن رمضان هذا العام لم يصل بعد إلى الأسواق المصرية بشكل عام وإلى سوق الجيارة على وجه الخصوص، ويتابع أنه فى مثل هذه الأيام كان يشعر بالتعب ويسأم من كثرة البيع والتعامل مع المشترين، ولكن هذا العام فهو فعلا سائم ولكن هذه المرة من وقف الحال.
ويستكمل حديثة قائلا "الناس كانت بتهرب من ارتفاع أسعار اللحوم البلدى ويشتروا اللحوم المستوردة لتقضية الغرض، ولكن السنة دى لا بقى فيها لحوم بلدى ولا مستوردة".
ويضيف رمضان عبد الحفيظ تاجر الأسماك، أن الأسماك بشكل خاص كانت من أكثر السلع التى يقبل عليها المصريين قبل رمضان لنتوقف قليلا فى الأسبوع الأول وينتعش البيع مرة أخرى، ولم يشهد الأسبوع الذى سبق رمضان إلا الركود، والذى يرجع إلى الإحداث التى تشهدها مصر وغلق المدن مما أدى إلى صعوبة فى نقل الأسماك إلى القاهرة، ومن ثم أدى إلى ارتفاع مبالغ فى الأسعار.
ويقول صلاح التهامى تاجر الخضروات، إن حتى الخضار الذى لا غنى عنه فى كل بيت مصرى، والذى كان يتم شراؤه وتخزينه من قبل ربات المنازل بكميات كبيرة، أصبحوا يشترونه حسب حاجتهم اليومية كيلو أو حتى نصف.
وتقول سامية مغاورى ربة منزل، إن هذه الأزمة فى الشراء لم يكن سببها الوحيد الحالة الاقتصادية، وإنما أيضا العامل النفسى له تأثير كبير، وتتابع قائلة "مفيش نفس عند الناس تنزل وتشترى حاجة، الواحد نفسه اتسدت شايف ناس بتموت وناس بتنصاب وأمهات قلبها بيتكسر على ولادها يبقى هنجيب النفس والفرحة إزاى".
ويسأل أحمد عوض، أحد المشترين سؤالا، هو فين رمضان أصلا؟ مستكملا بسخرية "أمانة عليكم لو حد لاقاه يقولى، أنا عن نفسى مش حاسس برمضان لا زينة ولا شرا ولا فوانيس، يبقى هى جات على الفراخ واللحمة".