أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
شهرٌ بسَط الله تعالى فيه منازل الرحمة ، وأغدق فيه ميادين النعمة ، وأسبغَ منافع البذل والصدقة ، لِعِظَمهِ فُتّحَت أبواب الجنّة وغُلّقت أبواب العذاب والنقمة وصُفِّدت الشياطين المرَدة .
رمضان شهر المواساة والبذل والإفضال ، وموسم الجود والرحمة والإكرام ، شهر تربو الصدقة فيه إلى أضعافٍ كثيرة ، والمعروف يتنامى إلى أجورٍ عظيمة والإحسان يتعاظم إلى حدٍّ لا يخطر ببال الإنسان .
يا أيها الصائمون :
إنّ حبسكم الأنفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات وتحمّلكم شيئاً من آلام الجوع ، يذكّركم بأكباد جائعة ونفوس خاملة وأرواح بائسة تحتاج إلى نصرة وعون وشفقة وحنان ورحمة وإحسان .
إن المواساة في رمضان مندوبٌ إليها بشتى فنونها وألوانها ، فهناك فقير لا يجد طعاماً ، ومسكين لا يجد كساءً ، وسقيم لا يملك دواءً ومُعدم لا يملك درهماً ولا ديناراً ، وثمّة جهال يحتاجون دعوةً وعلماً ، ومُبتلون يرجون سعة ودعاء ، ومجاهدون يبغون نصرةً وسلاحاً . كل أولئك مسلمون صائمون ، أليس لهم علينا حقّ الإخوّة الإسلامية والرابطة الإيمانية ؟! ،
قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات : 10] .
كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس سخاءً ، وأكرمهم بذلاً ، وأغزرهم جوداً ، وفي رمضان يزدادُ جودهُ ويتضاعف ويتدفّق حتى يغطي أماكن كثيرة ويذهل مَن يراه بحيث لا يبقى شيء عنده ، "إذ كان عطاؤه عطاء مَن لا يخشى الفقر ، وكان العطاء والصدقة أحبّ شيء إليه ، وكان سروره وفرحه بما يُعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذ ، وكان أجود الناس بالخير ، يمينه كالريح المرسلة"(زاد المعاد (2/22) .).
يا أيّها الصُّوَّام الكرام :
جودوا يُبارَك لكم ، وأنفقوا يُنفَق عليكم ، ولا تَضِنّوا بمال الله الذي آتاكم ، فما قدّمتُم من خيرٍ فلأنفسكم ، وما بخلتُم فعليها ، وسوف يأتي عليكم يومٌ يودّ أحدكم لو يجد شقّ تمرة لينفقها في سبيل الله (فاتّقوا النار ولو بشقّ تمرة) (البخاري (6174) ، ومسلم (1016) من حديث عديّ بن حاتم .).