أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
في آخر ساعة من الليل ، وقبل بزوغ الفجر والجو في سكون وهدوء ، يتهيّأ المسلمون الصائمون لوجبة السحور ، السنّة الطيبة والغذاء المبارك والطعمة المنتظَرة والزاد الأخير ، سنّة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً ، وفعله أصحابه معه وبعده. وإنما وقفت هذه الموعظة حول السحور لعِظم الأحاديث الواردة وفرتها فيه ، بل في بعضها الأمر به والتأكيد عليه ، وكلها براهين وحجج على فضله واستحبابه ، قال الحافظ في الفتح : وق نقل ابن المنذر الإجماع على ندبية السحور(فتح الباري (4/165) .). فمن فضائل هذا الطعام المبارك ما يأتي : أولاً : أن فيه خيراً وبركة ونفعاً للعباد ، ويدل لهذا ما ثبت في المتفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصيام باب بركة السحور من غير إيجاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (تَسحَّروا فإن في السّحور برَكة) (البخاري (1923) ، ومسلم (1095) .) وقد فُسّرَت البركة هنا بتفاسير عّدة : فبضمّ السين في السحور تكون البركة الأجر والثواب لأنه مصدر بمعنى التسحُّر ، وبالفتح تكون البركة أن يقوى على الصوم وينشط له ، وتخف المشقة فيه لأنه ما يتسحّر به فالفتح أنسَب ، وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السَّحَر . قال الحافظ ابن حجر : والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي اتّباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوّى به على العبادة ، والزيادة في النشاط ومدافعة سوء الخلُق الذي يثيره الجوع ، والتسبب بالصدقة على مَن يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنّة الإجابة وتدارُك نيّة الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام(فتح الباري (4/166) .). ثانياً : أنه فارق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب لما رواه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) (أحمد (4/202) ومسلم (1096) .). قال أبو العباس القرطبي رحمه الله : وهذا الحديث يدل على أن السحور من خصائص هذه الأمّة ، ومما خُفّف به عنهم(المفهم (3/156) .). ثالثاً : أنه مظنّة مغفرة الله : لِما رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (السحور بركة فلا تدَعوه ولو أن يجزع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله وملائكته يصلّون على المتسحِّرين) (أحمد (3/12) وابن حبان (3467) .). وأخرج ابن حبان آخره . رابعاً : أنه طعام طيّب نافع مبارك لحديث العرباض بن سارية عند أبي داود بسندٍ صحيح قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال : (هلمّ إلى الغداء المبارك)(أحمد (4/126) وأبو داود (2344) .). مسائل في السّحور : 1- يحصل السحور بأقل ما يتناول المرء من مأكول ومشروب للحديث السابق (ولو أن يجزع أحدكم جرعة من ماء) ولسعيد بن منصور من طريق مرسلة (تسحرّوا ولو بلُقمة) وهل ورَد ما ينبغي جعله سحوراً ؟ نعم ، روى ابن حبان والبيهقي بسندٍ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (نِعمَ سحور المؤمن التمر) (ابن حبان (3475) ، والبيهقي (4/136 – 137) .). 2- السنة في السحور تأخيره إلى ما قبل طلوع الفجر لأحاديث عديدة منها ما رواه أحمد عن العباس رضي الله عنه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزال أمّتي بخير ما عجّلوا الفطر وأخّروا السحور) (أحمد (5/147) .). وإلى أي حدّ يكون التأخير بالنسبة لطلوع الفجر : ثبت في السنة ما يحدد ذلك فقد قال البخاري في صحيحه من كتاب الصيام باب كم بين السحور وصلاة الفجر ثم أسند إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : (تسحّرْنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إلى الصلاة ، قلت : كم كان بين الآذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية) (البخاري (1921) ، ومسلم (1097) .). قال الحافظ ف يالفتح : قوله "قدر خمسين آية" أي متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ، لا سريعة ولا بطيئة() فتح الباري (4/164) .). 3- يجب على الصائم الإمساك عن الطعام والشراب إذا استبان طلوع الفجر ، ولا عبرة بتوقيت المؤذن لأنه قد يتقدّم أو يتأخر ، إلا إذا كان المؤذن أميناً يقظاً حريصاً على إصابة أول الوقت فحينئذٍ يوثَق به ويُعتمد ، قال صلى الله عليه وسلم : (المؤذَنون أمَناء المسلمين على فطرهم وسحورهم) وقد ذكره الشيخ المحدث الألباني ـ وفقه الله ـ في صحيح الجامع(صحيح الجامع (6647) .) وهو حديث حسن أخرجه الطبراني عن أبي محذوره . وفي هذه الأيام درجَ المؤذّنون لا سيما في المدن على اعتبار التقويم التي تحدد مواقيت الصلاة ، فهذه ليست قاطعة في دخول الوقت لكنها تقريبية فلا حرج لو أكل الإنسان مع المؤذّن الجاري على هذه التقاويم إلى دقيقة أو دقيقتين . وهنا حديث رواه أبو داود في سننه وهو صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا سمع أحُدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) (أبو داود (2350) .) ، وهو مما تنازع العلماء في تحرير معناه ، فقد قال أبو بكر البيهقي رحمه الله : هو محمول عند عوام أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه المنادي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر انتهى(سنن البيهقي الكبرى (4/218) .). وقال بعضهم : هذا إذا لم يعلم طلوع الصبح ، أما إذا علم أنه قد طلع أو شكّ فيه فلا ، وقيل : إنه محمول على قول من اعتبر في المنع عن الأكل والشرب تبيُّن الفجر لا طلوعه(بذل المجهود (11/152) .). وألمح بعضهم إلى أن هذا رخصة وتيسير من الله ورسوله ، وهذا اختيار الشيخ المحدث أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ فقد صحح الحديث في تعليقه على المسند وفيه زيادة مهمة توهن ما قاله البيهقي وهي : "وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر" . 4- ليعلم الإخوة الصائمون أن وقت السحور ، وقت عظيم مبارك ، خليق بالمسلم عمارته بالذكر والصلاة والاستغفار ، فليس محلاً للتكثُر من المآكل والمشارب ، أو التوسع في أحاديث عديمة النفع، يطول وقتها ، ويعظم شرّها ، وهي علامة غفلة وتهاون وضياع . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
توقيع العضو : MaDo
اهلا بيك يا زائر فى توقيعى الخاص اتمنى لك التوفيق فى منتدى المصرى
يـــا قلـبي . لا تــدعــهـم يعـــرفـون عنـــك .. ســــوى سعــادتـــــك ، ولا يـــــرون منـــــك إلاّ .. ابتـــســـامتـــك، فـإن ضــــاقــت عليــك الدنـــيا .. ففــي القــرآن جنـّـتــك، و إن آلمـــتــك الــوحــدة .. فـإلــى السّمــــاء دعــوتــك ، اللهــــم إنـــا نســـألك الأنــــس بقربـــــك
بتحـــــب اجنبـــــى حــــط المـــــاوس علــــى الصورة