فى مشاهد تعكس الجو الرمضانى المميز، وقوة التكافل الاجتماعى فى لبنان، حفلت شوارع وميادين لبنان عامة، والعاصمة بيروت خاصة، بالعديد من موائد الرحمن.
إذ تقيم العديد من الجمعيات اللبنانية موائد إفطار جماعى تقربا إلى الله تعالى عبر مساعدة الفقراء والمحتاجين، لاسيما فى ظل الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذى تركوا بلدهم جراء الصراع القائم فيه منذ مارس 2011.
وبحسب الموقع الإلكترونى لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد اللاجئين السوريين المسجلين فى لبنان الـ596 ألف لاجئ.
وتقام "موائد الرحمن" فى الساحات العامة، أو فى المساجد، ومن بعد صلاة العصر يبدأ القائمون عليها فى إعداد وجبات إفطار متكاملة من الناحية الغذائية، استعدادا لاستقبال الصائمين عند أذان المغرب فى شهر رمضان.
وتجول مراسل "الأناضول" بين عدد من هذه الموائد فى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث تتميز الموائد هذه السنة بوجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة فى لبنان.
وقال درويش مخزومى، وهو مسؤول فى "مؤسسة مخرومى الاجتماعية" إحدى الجمعيات التى تنظم "موائد الرحمن" فى بيروت، أن "مؤسسة مخزومى وحدها توزع حوالى 2500 وجبة إفطار يوميا فى شهر رمضان".
وتسعى الكثير من العائلات اللبنانية فى شهر رمضان إلى إقامة "موائد الرحمن" بمبادرات منها منفصلة عن الجمعيات والهيئات الخيرية والإنسانية، حيث يقيم عدد من هذه العائلات موائد الإفطار من نفقاتها الخاصة فى مساجد ومطاعم.
وقد دعا مجلس الأمن الدولى، فى بيان اليوم الأربعاء، إلى وجوب تقديم المجتمع الدولى "مساعدة غير مسبوقة" إلى لبنان؛ لكونه يستقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين.