أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
تذكرت هذا المقطع من الأغنية وأنا أشاهد الملايين فى الشارع يهتفون ضد مرسى وظللت أرددها فى ذهنى "مين اللى يقدر ساعة يحبس مصر" وكان الرد طبعا ولا أحد، ولا أحد يقدر يحبس مصر ولا يحبس شعبها ولا يكمم أفواههم ولا يفرض عليهم طريقة تفكيرة ويمحى هويتهم، لم ينجح أحد على مر التاريخ فى طمس هوية مصر_ ولن ينجح أحد_ أقولها بكل ثقة لن ينجح أحد لأن ببساطة هذا الشعب أثبت أنه لا يقهر، وهذا الوطن الذى يسع الكون يسع أبناءه جميعهم يحضنهم ويطمئنهم بأن الغد القريب أكثر تفاؤلا وسعادة، وطن يقف للمرة الثانية ليعلم شعوب العالم الثالث كيف أن الفقر لا يتعارض أبدًا مع الكرامة والنفس الأبية، شعب وإن كان فقيرا لكنه يرفض الاستعباد ويرفض أن يعيش عبدا مسلوب الإرادة والحرية. قال الشعب المصرى كلمته للمرة الثانية بعد عامين ونصف من وقفته التى زلزلت الكون يقف مرة أخرى فى نفس الميادين ليقول لا للاستعباد ولا للقهر، أرسل الشعب درسًا قويًا لكل من راهن على خنوعة وخضوعة وأرسل رسالة للعالم مفادها أننا مستعدون لتحمل الجوع ولكن لا يمكننا أبدا أن نعيش كالعبيد تحت مظلة حكم المرشد وهؤلاء من يدعون أنهم ينتمون للإسلام ولسانهم لا ينطق إلا للتحريض على العنف وتكفير المسلمين هؤلاء من تاجروا بالدين وأسسوا للفتنة الطائفية ولا عجب فتاريخهم ملئ بالعنف والدم والاغتيالات فهذا منهجهم الذى لا يعرفون غيره فمن قرأ التاريخ جيدا كان سيدرك ذلك لكن المغيبة عقولهم الذين رفضوا قراءة التاريخ وأدراك الحقيقة أوقعوا أنفسهم وأوقعوا مصر فى فخ أسود فأرسلوا لنا رئيسًا مرؤوس لأول مرة فى تاريخ مصر يحكمها رئيس مرؤوس، رئيس يدين بالولاء لمرشدة ولجماعته أكثر من ولائه لمصر، رئيس تملى عليه القرارات أهان القضاء والإعلام واتهم الشعب بالبلطجة، رئيس لن أقول إنه ديكتاتور لأن حتى الديكتاتورية تحتاج إلى مهارات هو لا يملك أيا منها، هو رئيس مخلوع بأمر الشعب، الشعب الذى أسقط أسطورة الأحزاب الدينية للأبد بعد أن أثبتت فشلها الذريع فى مصر ودول كثيرة. اليوم مصر عادت بعد عام من الإرهاب والعنف والفشل، عادت مصر لجموع الشعب المصرى بعدما أستطعنا تخليصها من قبضة الجماعات الإرهابية بفضل الله أولا ثم الشعب والجيش ثانيا بقيادة الفريق السيسى، البعض يقول إنه انقلابا فهل كان كذلك فعلا؟ من يرى المشهد جيدا سيدرك أنه لم يكن انقلابا لأن العسكر لم يحكم بل سلم الدولة إلى سلطة مدنية دفاعا عن رغبة الجموع العريضة من الشعب المصرى التى نزلت فى الميادين ورأيناها جميعا فالجيش أعطى مهلة للجميع بما فيهم الرئيس كى يصلوا إلى حل توافقى يرضى الشعب ثم أصدر قراره ليسدل الستار على مشهد اقترب من الانفجار. ولكن نحن اليوم مازال أمامنا الكثير من العمل لبناء دولة مؤسسات قوية قادرة على التصدى لأعدائها فما الذى ينبغى علينا فعله؟ علينا أولا أن ننهى سياسة الإقصاء والتخوين من قاموسنا فمصطلح الفلول والطرف التالت ينبغى أن يختفى المعيار الوحيد هو الكفاءة وحب الوطن فمن يبدى استعدادا لخدمة الوطن أهلا به أما من يرفض له القانون وثانيا يجب ألا نضيع الفرصة الذهبية التى أتت بها هذه الثورة وهى المصالحة بين الشعب والشرطة بعد عامين توترت فيهما الأجواء وكانت الشرطة دائما متهمة بالخيانة وعدم الولاء للوطن جاء اليوم ليثبت فيه رجال الشرطة الشرفاء أنهم لم ولن يكونوا ليعملوا ضد إرادة الشعب فالمصالحة الآن بين الشعب والشرطة أصبحت حتمية، ثالثا العمل على إرساء دولة القانون وعدم التخاذل أمام أى مجرم ارتكب جرائم فى حق هذا الشعب سواء قبل أو بعد حكم مرسى ورابعًا أن ندرك أن مصر لن تنهض إلا بالوحدة مصر التى انتفضت فى 30 يونيه ضد حكم الإخوان لن تعرف ديكتاتورا ولا فاشية دينية مرة أخرى فقد وعينا الدرس جيدا وأدركنا أن خلع الرئيس ليس نهاية المطاف بل هو البداية وليكن صوت هتاف الملايين فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعبث بهوية مصر.