أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
إن الدعاء نعمة ورحمة من الله تعالى منَّ بها على عباده وأوليائه ، فالدعاء سلاح المؤمنين ، وقرّة عيون الصالحين وملاذ التائبين وملجأ المظلومين والمنكوبين ، "والله ـ تبارك وتعالى ـ قد أطمعَ المطيع والعاصي والداني والقاصي في الانبساط إلى حضرة جلاله برفع الحاجات والأماني" بقوله : ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186] ، فادعُوا الله تعالى ـ معاشر الصائمين ـ وابتهِلُوا إليه فأنتم في موسم مبارك عظيم تُستجاب فيه الدعوات وتنزل فيه الرحمات ، سلُوا اللهَ ما تحبّون من خيري الدنيا والآخرة ، ادعوه أن يقضي حوائجكم ويسهل أموركم ويصلح أحوالكم ويغفر ذنوبكم وسيئاتكم ، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة .
أيها الصائمون :
إن رمضان موطن شريف من المواطن المباركة الشريفة ينبغي العناية بالدعاء فيه في كل الأوقات والأحوال ، وقد وردَ أن للصائم دعوة مستاجبة وهي عند الإفطار كما صح بذلك الحديث ، وحريُّ بمن كان صائماً أن يكون مهيّأ للدعاء ، فيسأل الله الرضا والقبول ، ويجمع إلى ذلك الضراعة والخشوع والانكسار والإنابة ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاًوَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف : 55] ، قال بعضهم : ادّعُ بلسان الذِّلَة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق . والدعاء عند الإفطار يكاد يكون من السنن المهجورة التي غفل وتكاسل عنها كثير من الناس ، فما أجملها حقيقةً وألذّها وأطيبها على قلب الصائم ، عندما يفزع إلى الله تعالى دقائق معدودات قبل فطره وطعامه . وأيضاً لِيعْتَنِ الصائمون بقيام الليل وهو التراويح ويجتهدوا في الدعاء فيها حال السجود وسؤال الله تعالى ما ينفعهم ويقربهم ويهدي قلوبهم ، وأيضاً من وُفِّق لإدراك ليلة القدر ـ وهي في أوتار العشر الأواخر ـ ليكثر فيها الدعاء الوارد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ مع الصدق والإخبات والضراعة فهو خير من كثير من التطويل على الناس هذه الأزمان ، بأدعية لا تُعرف في السنن والصّحاح . ونص الحديث : قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلة القدر ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (قولي : اللّهم إنّك عفوُّ تُحبّ العفوَ فاعْفُ عنّي) رواه الخمسة غير أبي داود وصححه الترمذي والحاكم( الترمذي (3508) وابن ماجة (3850) وأحمد (6/182) .). ومن المناسب عند ذكر الدعاء وأفضليته والتأكيد على أهميته ، يحسن أن ننبّه على آدابه ومهمّاته ، فاعلموا ـ بارك الله فيكم ـ أن للدعاءِ آداباً ينبغي مراعاتها وقد ذكَرها غير واحد من أهل العلم في كتب الأدعية والأذكار والرّقاق ، وسأسوقها هنا بإيجاز . منها : التماس الدعاء في الأوقات الشريفة كرمضان ويوم
عرفة والجمعة لا سيّما ساعته الثابت بها الحديث ووقت