بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
معركة لم يحدث فيها قتال شديد، وقتلى المؤمنينوالكفار يعدون على الأصابع، ومع ذلك لم تكن معركة عادية، بل كانت من أحسم المعاركفي تاريخ الإسلام والمسلمين، وكانت ابتلاءً وامتحاناً، وتمييزاً بين المؤمنينوالمنافقين .. ومن ثم تُعد غزوة الأحزاب من أهم الغزوات التي مرت بالمسلمينبالمدينة المنورة، ليس فقط لخطورتها أو صعوبتها، أو لانتصار المسلمين فيها، ولكنلأنها كانت غزوة فاصلة بين مرحلتين رئيستين من مراحل الحياة للدولة الإسلامية فيالمدينة المنورة..
بعد التجربة المؤلمة التي مرت بالنبي ص وأصحابه ي ألا وهي حادثة الإفك، بدأ اليهود بالتحركلتدمير الدولة الإسلامية الناشئة، مع أنه كان بينهم وبين المسلمين عهد وميثاق.
فذهبوا لقريش وحرضوهم على قتال النبي ص ووعدوهم النصرة بالمال والسلاح ثم تحركوا تجاهغطفان ، التي وافقت على إرسال ستة آلاف بشرط أن يقدم لهم اليهود كل تمر خيبر لسنة واحدة.
ثم التقوا ببني فزارة وبني مرة، وحفزوهم علىالقتال كذلك.
خرجتقريش وقائدهم أبو سفيان وبنو سليم وبنو أسد وفزارة وأشجع وبنو مرة وغطفان
درس هام1: الكفر كله ملة واحدة فاليهود وضعوا أيديهم في يد المشركين رغم اختلافعقائدهم ومناهجهم، ووافق المشركون على هذا التحالف
كانمن وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوانِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْرِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً{9} إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْالْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِالظُّنُونَا {10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاًشَدِيداً {11} الأحزاب
لميكن النبي ص فيغفلة عن تلك التحركات اليهودية الآثمة بل كان متنبها لها، وبعد أن تأكد مما فعله يهود، وعزم المشركين على غزوالمدنية عقد اجتماعًا مع الصحابة لأخذ المشورة
درس هام: تأصيل الشورى لتكون منأصول المجتمع التي لا يحيد عنها
وهي أمرإلهي قال تعالى: .... وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْعَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {159} آل عمران
وهنا أشار سلمان الفارسي ا بفكرة جديدة ألا وهي: حفر الخندق وكانتالمدينة محمية طبيعية من ثلاث جهات بالحرات التي يصعب دخول الخيل منها، فكانت فكرةسلمان ا حفر الخندق من الجهة الرابعة وهي شمالالمدنية فوافق النبي ص وأمربحفره.
درس هام: الأخذ بالأسباب (حفرالخندق - استغلالالتضاريس الجغرافية ..)
وكان حجمالخندق كبير جدا بمقياس ذلك الوقت فقد كان طوله حوالي 2500م،وعرضه 4.5موعمقه 5م، ولكن الصحابة اجتهدوا في العمل الصعب، فأتمواهذا الأمر في ستة أيام
أظهر حفرالخندق صدق المسلمين، فقد تواثبوا على الحفر، ولم يتأخر أحد منهم في العمل، وكانتمعنوياتهم مرتفعة جدا أثناء الحفر، خاصة وهم يرون حبيب الرحمن وهو يحفر معهم، ويجتهدفوق اجتهادهم
وكانرسول الله ينشد مع الصحابة قولهم:
والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدَّقناولا صلينا
فأنزلنْ سكينة علينا ***وثبت الأقدام إنلاقينا
إن الألى قد بغوا علينا ***إذا أرادوا فتنةأبينا
درس هام: أعطى رسول الله ـ صلى اللهعليه وسلم ـ القدوة العملية في مشاركته لأصحابه التعب والعمل، والآلام والآمال..
وفي ذلك تعليم للقادة ألا يتميزواعن جنودهم، وأن يعطوهم القدوة بفعلهم، فالرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ شاركالصحابة في حفر الخندق، وحمل الحجارة، وجاع كما جاع أصحابه
انسابت الأحزاب حول المدينة وضيّقوا عليها الخناق وجابه المسلمونالحاضر المرّ.
واشتغلت الماكينة الإعلامية المضادة ماكينةالمنافقين
فقد سخروا من ذلك، فلا إيمان معهم يحضهم على التصديقبالله ورسوله ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌمَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً {12}وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُالنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنيُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً {13} [الأحزاب]
كان الموقف صعبٌ جدا، ومع هذا كان الجوع قد دب بين المسلمين، بل إنهاستحكم بهم، وكان الصحابة ي يربطون الحجر على بطونهم، ورسول الله ص يربط الحجرين، وعندذلك ظهرت بعض المعجزات.
قالت ابنة بشير بن سعد أخت النعمان بن بشير دعتني أمي فأعطتني حفنةمن تمر في ثوبي ثم قالت: اذهبي إلى أبيك وخالك بغدائهما قالت: فأخذتها فانطلقت بهافمررت برسول الله ص وأنا التمس أبي وخالي فقال: تعالى يا بنية ما هذا معك؟ فقلت: يارسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحةيتغديانه قال: هاتيه قالت: فصببته في كفي رسول الله ص فما ملأتهما ثمأمر بثوب فبسط له ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده: اصرخ فيأهل الخندق: أن هلم إلى الغداء فاجتمع الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيدحتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب.
نقض اليهود للعهد
انطلق حيي بن أخطب إلى بني قريظة فدنا منحصنهم فأبى كعب بن أسد أن يفتح له فلم يزل يكلمه حتى فتح ولم يزل به حتى نقض العهدالذي بينه وبين رسول الله ص
وسارتالشائعات بين المسلمين إن بني قريظة خانوا العهد ونقوا الميثاق
مهمة خاصة:
بعثرسول الله ص برجال من الأنصار منهم سعد بنمعاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج .. وقال لهم انطلقوا حتى تنظروا أحق مابلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتوا فيأعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس
درس هام: حكمة القائد وحرصه على رفعالروح المعنوية للناس وتجنب إذاعة ما ينقصها وكما قالوا: ليس كل ما يعرف يقال..
فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهمعنهم وقالوا: من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد ثم أقبل سعد وسعد ومنمعهما إلى رسول الله ص فسلموا عليه ثم قالوا: عضل والقارة أي كغدر عضل والقارةبأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه
فقالرسول الله ص:الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين.
فر المنافقون من أرض المعركة زاعمين أنهم يريدون حمايةبيوتهم من هجوم الكفار، وكاد بعض الصحابة أن يفعلوا مثلهم ولكن ثبتهم الله،
﴿.. وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌمِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍإِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً﴾ [الأحزاب:13]
أطبقالمشركون على المدينة قريش وغطفان واليهود من بني قريظة من كل جانب. من أعلاها ومنأسفلها.
الموقفمن خارجه: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم}..
ثمننظر فنرى أثر الموقف في النفوس: {وإذ زاغت الأبصار وبلغتالقلوب الحناجر}..وهو تعبير مصور لحالة الخوف والضيق، يرسمها بملامح الوجوه وحركات القلوب.
{وتظنونبالله الظنونا}..ولا يفصل هذه الظنون. ويدعها مجملة ترسم حالة الاضطراب في المشاعر.
ثمتزيد سمات الموقف بروزاً: {هنالك ابتُلي المؤمنونوزلزلوا زلزالاً شديداً}.. والهول الذي يزلزل المؤمنينلا بد أن يكون هولاً مروعاً رعيباً.)
ولقد أمسى المسلمون وأصبحوا فإذا هم كالجزيرة المنقطعةوسط طوفان يتهددها بالغرق ليلاً أو نهاراً.
وعرفالمسلمون ما يتربص بهم وراء هذا الحصار، فقرروا أن يرابطوا في مكانهم ينضحونبالنبل كل مقترب، ويتحملون لأواء هذه الحراسة التي تنتظم السهل والجبل، وتتسعثغورها يوماً بعد يوم)
توقيع العضو : Ahmed Nsr |
انا بحبك يا زائر اه واللهومتابعك مشاركاتك : 0 واخر مره سجلت دخولك فيها : صدقت اني بحبك يا زائر لمراسلة الادارة بأمور خاصة لا يشاهدها غير الادارةمن هنا لوضع اى شكوى خاصة بمنتدانا الحبيب من هنا لتقديم الاقتراحات البنائه بهدف تطوير منتدانا الحبيب من هنا لمتابعة قوانين المنتدى فريق إشراف منتدى المصري |