تم انشاء الموضوع الموافق
23.06.2013
01:15:43 Am
دائما رقم صفر له ضرورة فى لغة الأرقام، فهو البداية، ويعطى أيضا الأرقام التى على يساره قيمة كبيرة، إن رقم صفر من الثوابت التى لا يمكن الاستغناء عنها رياضياً، وهو المربع الأول دائماً، كما من البديهى أن ثورتنا لها ثوابت مثل الرقم صفر من المستحيل التنازل أو القفز عليها، وهى الحريات العامة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتأسيس دولة المؤسسات، والدفاع عن الثورة محلياً ودولياً، لأنها بحق هى ثورة شعبية بكل المقايس ولا نسمح لأحد ركوب موجة الثورة تحت أى شعار، إن اليهود عندما قال العالم لصدام حسين إنه هتلر هذا الزمان، رفض اليهود بقوة وقالوا لا ليس هناك أى مثيل لهتلر، حتى لا يضيع موضوع محرقة اليهود التى يدفع الأوروبيون التعويض عنها حتى الآن، نعم اليهود جعلوا المحرقة فى مربع صفر لا يمكن التنازل عن المحرقة التى تشكل لهم ضرورة تاريخية ولو على حساب المصلحة.
هنا لا توجد مقارنة بين اليهود وبينا، ولكن نتحدث عن الثوابت، ثورتنا التى يجب أن تكون فى المربع الأول، وفوق المصلحة الشخصية أو أى أيدلوجية، إن الثورة قام بها جميع أفراد الشعب المصرى بدون تفرقة وهى من الثوابت الشعبية والوطنية، وليس هناك أى فرصة للعب بمبادئ الثورة أمام شعب هو صاحب تلك الثورة، وليعلم الجميع بأن الشعب عرف الطريق إلى الحرية وكيف يحافظ على الحقوق المشروعة إن نزول الشعب فى يوم 30/6 هو إستكمال لمطالب الثورة التى لم تحقق، لقد حيد بالثورة إلى طريق آخر ونحن الآن وبنزولنا فى هذا اليوم نستعيد ثورتنا ممن اغتصبوها، مر عام على توليهم مقاليد الأمور ولم يقدموا شيئاً لنا ولبلدنا.
سيدى الرئيس لن أسرد لك مخلافاتك كلها فأنت تعرفها والكل يعرفها بدءا من قسمك على احترام القانون والدستور انتهاء بالسماح بقتل المواطنيين والثوار جيكا ومحمد الجندى وكرستى وسجن البعض الآخر حمادة مصرى وحسن مصطفى وغيرهما، ونحن الآن نطالب بإسقاط نظامك الذى فشل وفاق فشله أبعد الحدود، سيدى الرئيس ما الذى يجعلك لا تطلب على الفور بإجراء انتخابات مبكرة؟ هل أنت منتظر نزول الشعب للشارع حتى تفعلها، لا تكن كالمخلوع حتى فى آخر أيامه فى سدة الحكم، فالمخلوع ليس بأفضل منك حين قرر تخليه عن الحكم حقناً للدماء ووقف نزيف الدم التى سالت من يوم 25 يناير حتى 11 فبراير، وها أنت تعلم مسبقا ما يدعو إليه كلا الطرفين، وعلى أى شىء يحشد كل طرف، هل أنت منتظر حتى تسيل دماء المصريين سواء حتى تفعل شيئاً، ولتعلم أنت أنه لو سالت قطرة دم واحدة لن ترجع هذه الحشود الغفيرة حيث ذهبت حتى تخرج أنت، ما يريده هذا الشعب من الدعوة للنزول فى 30/6 هو العودة إلى المربع صفر، مربع ما بعد ثورة يناير مهما كان هذا المربع لا يساوى شيئا بالنسبة لك فهو أفضل مائة مرة مما نحن فيه الآن.