تم انشاء الموضوع الموافق
22.06.2013
21:29:56 Pm
سباق الكارو
مع قدوم العشاء، ينهون أشغالهم سريعاً ليبدأ وقت المتعة، والخطر، والإثارة، والمراهنات، فى أغرب أنواع السباقات فى مصر.. سباق "الكارو"، الذى يقام فى قلب الطريق السريع فى تعايش مذهل مع السيارات، ويقتصر المشاركون فيه على صغار "العربجية" وكبار معلمى الجزارة، فى موعد ثابت كل أسبوع، وينتقل من منطقة لأخرى بسبب كثرة المشاحنات التى يقوم بها سائقو الكارو مع أهالى المنطقة، حيث كان يجرى بشكل دائم فى شارع "عين الصيرة" فى مصر القديمة قبل أن ينقل إلى شارع سور مجرى العيون منذ نحو الشهر، ومن المحتمل نقله لمكان آخر بعد "عركة" جديدة اشتعلت الأسبوع الماضى.
"فى طريقه للسبق.. يعتلى أسطة "محمد شعبان" عربته "الكارو" وهو يتشبث جيداً بلجام "الخواجة" حصانه الرهوان صاحب العامين، يمرنه لبعض الوقت فى شارع "عين الصيرة"، قبل أن يصل إلى مكان السبق الجديد عند سور مجرى العيون، وهو يدندن ليسلى طريقه، بينما "الخواجة" يعرف السكة جيداً بدون توجيهات من صاحبه، سائراً بسلاسة مدهشة متخطياً السيارات المارة".
"الفكهانى الذى يودع عقده الثالث قريباً يأتى بين الحين والآخر إلى سباق "الكارو"، الذى يقام كل أحد فى منطقة مصر القديمة ليروح عن نفسه واصفاً السباق "زى فسحة أو رحلة مع زمايلى"، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لكبار معلمين الجزارة الذين يشاركون فى السبق وفقاً للأسطة محمد "بيعملوا السبق عشان يبيعوا الحصنة، ويراهنوا على الحصان الفايز، الرهان بيوصل لـ10 آلاف جنيه، بالنسبة لهم زى 10 جنيهات لكن إحنا على قد حالنا مبنراهنش".
ولصغار "العربجية" سباقتهم الخاصة فهم لا يشاركون فى سباقات المعلمين الكبار لأن أحصنتهم على "قد حالها" مثلهم، فـ"الخواجة" يأكل على حسب رزق صاحبه فى اليوم، وليس له نظام غذائى أو مدرب مثل "صحصح" حصان المعلم أحمد جعفر "أحد الجزارين الثقال فى المدبح" القائمين على السبق، الذى يفتخر بأن حصانه فاز فى جميع السباقات التى شارك فيها منذ عام 1993، وحتى الآن رغم وصوله لسن 23 عاماً بفضل حسن تدريبه وخبرته الكبيرة فى السباق.
المعلم جعفر يفسر استخدام "الكارو" فى السبق عوضاً عن التسابق بالأحصنة مباشرة "عشان لو واحد تخين زيى مش هيعرف يركب الحصان، والمعلمين الكبار بيحبوا يفتخروا بأحصنتهم ويسوقوا الكاريته بنفسهم".
سباق "الكارو" بدأ من أيام الملك فاروق كما يروى الرجل الخمسينى؛ فوقتها بدأ يتجمع معلمين "السيدة" و"الحسينية" و"العباسية" يوم الأحد وتجرى بينهم منافسات فكل منهم يرى أن حصانه هو "الفتوة"، ولا يزال يقام إلى الآن كل سبت فى الجيزة وكل أحد فى مصر القديمة، نافياً بشكل قاطع وجود مراهنات بينهم خلال السبق، الذى يقوم للمتعة والترفيه عن أنفسهم ولعرض أحصنتهم - كما يؤكد - مشيراً إلى أنه باع "الغندور" بـ20 ألف جنيه بعد فوزه بالمركز الثانى فى أحد السباقات وكان اشتراه بـ4 آلاف فقط، وبعد فوز أحد المعلمين يقيم "عقيقة" احتفالاً بفوزه.
"الحصان الفائز يكافئ باحتفالية وعشوة حلوة" كما يقول المعلم وهبة الكحلاوى"تاجر مواشى" من المداومين على سبق "الكارو" الذى يقام فى المنيب كل سبت بعد صلاة العشاء، لأنه يأتى لهم بـ"لقمة عيش حلوة" من خلال الزبائن التى تأتى للأحصنة الفائزة، وتكون فى عز شبابها وقوتها وسرعتها وهى بين 8 إلى 10 سنوات، ونظامها الغذائى يقوم على التبن والعلف والفول والذرة والبرسيم فى موسمه.