دائما ما كانت بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما مصنعا لمواهب نثرت سحرها مستقبلا في مختلف ملاعب الساحرة المستديرة، فكم من موهبة واعدة شقت طريقها في درب الأساطير من خلال تلك البطولة، محط أنظار الجميع، وبخاصة وكلاء اللاعبين، وكم من مواهب أخرى دفنت بعدها وخيبت الظنون بقصد أو بدون.
الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، الذي يصنفه كثيرون كأفضل من لمس الكرة على مر العصور على سطح الكوكب، كانت بداية نجوميته في مونديال اليابان تحت 20 عاما، في النسخة الثانية من البطولة عام 1978.
وقاد مارادونا منتخب "الألباسيليستي" الصغير للفوز بالبطولة، ليلفت أنظار العالم إليه وهو في سن الـ18 ، حتى توقع الجميع له شأنا كبيرا، وبالفعل كان عند حسن الظن به، بل وتخطى سقف التوقعات.
وللصدفة، فإن خليفته الشرعي ليونيل ميسي، كان أبرز الوجوه بمونديال هولندا 2005 حين قاد منتخب التانجو للفوز باللقب أيضا، مع استحواذه على لقبي أفضل لاعب والهداف، معيدا للأذهان ما حققه مارادونا قبل 26 عاما.
في نسخة تشيلي 1987 قدمت البطلة يوغوسلافيا للعالم مجموعة من المواهب الواعدة، على رأسها روبرت بروزينيكي هداف البطولة، الذي تنافست على التعاقد معه كبرى الأندية بالقارة العجوز، لكنه اختار الانتقال لريال مدريد الإسباني، غير أن كثرة الإصابات أعاقت مسيرته، كما شهدت بزوغ نجم الكرواتي دافور سوكر، الذي تحول لاحقا لهداف مونديال فرنسا 1998 وقائدا لبلاده المتوجة بالبرونزية.
على أرض المملكة العربية السعودية عام 1989 ، كتبت شهادة ميلاد نجومية الروسي أوليج سالينكو، الذي كان هدافا للبطولة، وكرر إنجازه في مونديال الكبار بالولايات المتحدة 1994 ، ليصبح الوحيد في التاريخ الذي يجمع الجائزتين في مونديالي الشباب والكبار.
بطولة 1991 التي توج لقبها صاحبة الضيافة البرتغال أزاحت الستار عن أسطورة لويس فيجو، وزميليه جواو بينتو وروي كوستا، لكن جائزة أفضل لاعب ذهبت لإميليو بيكسي، كما تعرف العالم على صاحب القدم اليسرى الصاروخية وربما أفضل ظهير أيسر في التاريخ البرازيلي روبرتو كارلوس.
أدريانو دا سيلفا وديدا كانا نجمين ساطعان بنسخة أستراليا 1993 التي فازت بها البرازيل، وبعدها بعامين في قطر، توهج ثنائي الهجوم الإسباني راؤول جونزاليس وفرناندو موريينتس.
في ماليزيا 1997 نثرت بذور أسطورتي فرنسا تييري هنري وديفيد تريزيجيه، وأيقونة إنجلترا مايكل أوين، ومعشوق جماهير الأرجنتين بابلو أيمار.
تخرجت دفعات جديدة من الأساطير في بطولة نيجيريا 1999 ، ففيها تألق الإسبانيان إيكر كاسياس وتشافي هيرنانديز، والساحر البرازيلي رونالدينيو والمالي الخلوق سيدو كيتا والهداف الأوروجوائي دييجو فورلان.
عام 2001 بالأرجنتين لمع فيه اسم خافيير سافيولا قائد منتخب التانجو للقب، بجانب المصري محمد اليماني والثنائي الهولندي آريين روبن ورافائيل فان دير فارت، والغاني مايكل إيسيان والبرازيلي ريكاردو كاكا.
وفي الإمارات 2003 تنافس الإسباني أندريس إنييستا ضد زميله في برشلونة، البرازيلي داني ألفيش، غير أن الأخير ساهم في فوز السيليساو في النهائي على حساب الماتادور.
وبالطبع كان ميسي نجم الشباك الأول في نسخة هولندا 2005 ، متفوقا على الإسباني فرناندو يورينتي.
وتخرجت آخر دفعة من النجوم تقريبا في بطولة كندا 2007 ، حيث ذاع صيت الأرجنتيني سرخيو أجويرو والإسبانيين أدريان لوبيز وجيرارد بيكيه، فيما لم تفرز البطولة الاخيرة في مصر 2009 ، حتى الآن، نجوما يمكن وصفهم بالأساطير، ما لم يغير تلك الفكرة لاحقا البرازيلي جانسو والغاني أندري أيو.