" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)"
{ النور }
قال الامام الحجة ( ابو حامد الغزالي ) اعلم انى تأملت هذه الآية
فإذا فيها مع قصرها ثلاث معانى عزيزة : تأديب , تنبيه , تهديد :
=========
فأما التأديب : فقوله تعالى :"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ "
ولابد للعبد من امتثال أمر السيد والتأدب بآدابه
و وإلا كان سيئ الأدب فيحجب فلا يؤذن له في
حضور المجلس والمثول بالحضرة , فأفهم هذه
النكتة وتأمل ما تحتها فإن فيها ما فيها .
واما التنبيه : فقوله تعالى : "ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ "
فالتزكية هي التطهير , فنبه أن غض البصر تطهيراً
للقلب وتكثيراً للطاعة والدليل على ذلك أنك ان
لم تغض بصرك وارخيت عنانه تنظر في ما لا يعنيك ,
فلا تخلوا من ان تقع عيناك على حرام , فان تعمدت
فذنب كبير وربما تعلق قلبك بذلك فتنهلك ان لم يرحم الله تعالى .
واما التهديد : فقوله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
يا ودود يا ودود
يا ذا العرش المجيد
يا فعالا لما يريد
اسألك بعزك الذي لا يرام
وملكك الذي لا يضام
واكفني اعدائي بما شئت وكيف شئت انك على ما تشاء قدير
اللهم تولى امري وانصرني
انت نعم المولى ونعم النصير
ودبر لي امري فإني لا احسن التدبير