أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حتى لا يستمر التعليم المصرى أكبر فأر تجارب فى العالم
اسم العضو:xXhamdaXx
يبدو لى وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم رجلا صالحا ومجتهدا فى حدود ما تستطيعه
البلد فى شتات ما بعد الثورة، فالرجل لم يتورط فى مشكلات إدارية عاصفة ولم يدخل صراعا سياسيا أو إعلاميا لا
مبرر له، واستطاع العبور بقرارات كبيرة على المستوى الإدارى داخل الوزارة بلا تعقيدات أو اعتصامات أو موجات
غضب تجبره على التراجع إرضاء للحشود، أنت تعرف مثلا كيف اقتحم ملف كونترولات الثانوية العامة، وكيف طبق
صحيح القانون فى ملف امتحانات الابتدائية، وربما تعلم أيضا ما أحدثه على مستوى الأجور داخل الوزارة، أو على
مستوى خريطة التعليم ما قبل الجامعى فى مصر.
ورغم شهادتى هذه للوزير فإننى ما زلت أعتقد أن القرار الأكثر جرأة وشجاعة لم يحدث بعد، والقرار الذى أعنيه هو
ما يتعلق بالثورة الحقيقية فى المناهج واستراتيجيات التعليم فى مصر، فالوزير اجتهد على مستوى التنظيم
الإدارى داخل الوزارة وعلى صعيد حل المنازعات وإحكام السيطرة على المنظومة المدرسية على نحو جيد، لكن
يبقى أن التغيير الشامل فى عقيدة التعليم المصرى هو الغاية الأساسية التى رجوناها وما زلنا نرجوها لمستقبل
هذا البلد.
العقدة الرئيسية هى فى «العقيدة التعليمية» فى مصر، نحن فى حاجة إلى أن نؤمن بعقيدة جديدة تزرع الروح
البحثية والنقدية فى ضمائر طلابنا، ونحتاج إلى ثورة شاملة فى المناهج الدراسية، ونحتاج إلى أن نتبنى مفاهيم
أكثر ابتكارا لعرض هذه المناهج، ونحتاج إلى ثورة شاملة فى كليات ومعاهد إعداد المدرسين الذين تتأسس على
أكتافهم هذه العقيدة التعليمية الجديدة، وبدون ذلك ستبقى هذه الوزارة رهنا بالكفاءة الخاصة لكل وزير، مرة
يحكمها رجل برؤية واضحة وخطوات ثابتة، ومرات أخرى يحكمها رجال يتصورون أن تميزهم هو فى القضاء على ما
أبدعه كل من سبقوهم، وأنت وأنا لا نريد لأولادنا أن يصبحوا دائما وأبدا فئران تجارب للقرارات الإدارية، ولا نريد أن يكون
إنجاز الوزير هو فى إلغاء الابتدائية أو دمج الثانوية أو تسهيل امتحانات الإعدادية، نريد أن تكون هذه الوزارة هى وزارة الثورة ووزارة التغيير ووزارة الإبداع.
أعرف يقينا أن التوقيت الحالى الذى تصاحبه عواصف السياسة فى مصر لا يناسب هذا النوع من الأفكار، وأعلم أيضا
أن التفكير فى التعليم فى الوقت الذى نتقاتل فيه على الحكم يبدو للبعض كأنه هزل فى زمن الفتنة، وأعلم كذلك
أن الحديث عن المناهج سيفجر حربا جديدة وسط أجواء الهلع من الأخونة لكل ما حولنا، لكننى أعرف كذلك أن كل
ما عشناه بعد 25 يناير ليس هو الثورة الحقيقية التى تحتاجها مصر، وأعرف أيضا أن ما دفعه هذا البلد فى الصراعات
المقيتة التى تلت الثورة، إنما كان لأسباب تتعلق بمستوى التعليم فى هذا البلد، ومن ثم فإن أردتم لهذا البلد حرية حقيقية وتغييرا حقيقيا فالثورة ها هنا، فى التعليم.
وما أطالب به الوزير هو أن يكمل مسيرة اجتهاده ويبدأ فى طرح قضية المناهج بقوة، بشرط واحد أن يفكر فى مصر
فقط، لا فى سلطة أو جماعة أو سلطان، ابدأ الآن.
فإذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها. مصر من وراء القصد.