بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاف الدائر حول خلافة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم )ولاية امرالمسلمين بعد رسول الله( اليوم من اهم الاختلافات بين المسلمين وسبب ذلك الفهم المتفاوت لمفاهيم القران والسنه النبويه لذا لو ان المسلمين سلموا الامر لله ولرسوله لوجدوا ان الله ورسوله بينوا الامر بكل وضوح وصراحة وكيف لا يبين الله ورسوله هذا الامر وهو القائل في صريح قوله : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) - سورة النحل- وكذالك قال تعالى بخصوص نبيه : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) و كذالك قوله: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) -44و64 سورة النحل - فاذا كان القران تبيانا لكل شيئ والرسول مكلف بتبيين ما انزل الله ، فكيف يترك امر بهذه الاهميه ولم يبينه الله ولا رسوله وهل يعقل مثل هذا التصور؟ لذا نحن اذا اردنا ان نصل الى الحقيقه وما اراده الله والرسول بخصوص هذا الامر ، يجب ان نرجع الى الله ورسوله وننظر ماذا قالوا وكيف بينوا لنا هذا الامر لكن بشرط ان لا نؤول ولا نفسر بل نترك التبيين والتفسير لله ولرسوله فقط ، لانه اذا كان القران تبيانا لكل شيئ والرسول هو المبين للقران فيجب ان يبينوا لنا هذا الامر بشكل لا نحتاج الى تفسير وتأويل بل يكون هذا التبين من جانب الله ورسوله صريحا وجليا لا شبهة ولا اختلاف فيه حتى يطمئن القلب اليه وتتم الحجة علي كل طالب حق فيتبعه وقلبه مطمئن لما هو عليه من الحق. لذا حتى نصل الى الحق والحقيقه سنسأل الله ورسوله عن هذا الامر ونسمع الاجابه منهما من غير تفسير او تأويل ونركزفقط على نقطة البحث في الايه او الحديث النبوي حتى يتضح وجه دلالة الايه والحديث. لذا نبدء سؤالنا من الله فنسأله:
يا الله هل الزمتنا باحد بعد رسول الله واوجبت علينا طاعته؟ فيجيبنا الله بهذه الايه قائلا:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59 سورة النساء)
الله في هذه الاية اوجب علينا طاعة ولي الامر بعد رسول الله ولو نظرنا للايه بدقه نجد ان الله
اوجب علينا الطاعة ورتبها في الاية بهذا الترتيب:
الطاعة لله - الرسول - اولي الامر
نعم في هذه الاية الله اوجب علينا الطاعة لأولي الامر لذا يجب ان يبين لنا من هو الولي حتى نطيعه والا كيف يامرنا بطاعة شخص ولم يبين لنا من هوهذا الشخص؟ وكيف نحن نطيع من لا نعرف؟ لذا يجب ان يبين لنا من هو هذا الولي، لهذا نرجع ونسأل الله مرة ثانيه:
يا الله من هو الولي؟ فيجيبنا الله بهذه الاية قائلا:
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )55 سورة المائده(
الله فی هذه الايه ايضا اوجب علينا الولاية ورتبها بنفس ترتيب اية الطاعة السابقه بهذا الترتيب:
الولاية لله - الرسول - الذين امنوا
يعني ترتيب الطاعة والولايه في الايتين واحد كما ترى:
الطاعة لله - الرسول - اولي الامر
الولاية لله - الرسول - الذين امنوا
نعم الله في هذين الايتين تكلم بلفظ الجمع ولم يحدد شخصا معينا باسمه لهذا نرجع الى رسول الله ونساله لانه هو المبين للقران كما قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ). لذا نرجع الى رسول الله ونسأله عن الامر:
يا رسول الله من هو الولي؟ فيجيبنا رسول الله بهذا الحديث :
قَالَ: " كَأَنِّي دُعِيتُ فَأَجَبْتُ , إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ , أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي , فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا , فَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلَايَ , وَأَنَا وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ , اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ , وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " , قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَهَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ , لَا طَعْنَ لِأَحَدٍ فِي أَحَدٍ مِنْ رُوَاتِهِ - رقم الحديث 1765 -الكتاب : شرح مشكل الآثار
المؤلف : أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى : 321هـ)
تحقيق : شعيب الأرنؤوط
الناشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة : الأولى - 1415 هـ ، 1494 م
-هذا الحديث ايضا جاء بسند صحيح في كتب عديده نذكر بعضا منها :1-]السلسلة الصحيحة - الألباني[، 2-] السيرة النبوية لابن كثير[، 3-[ السنن الكبرى - النسائي ]
رسول الله ايضا رتب الولاية في الحديث وقال:
إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلَايَ , وَأَنَا وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ
يعني الرسول رتب الولاية بهذا الترتيب :
الولاية لله - الرسول - علي بن ابي طالب
نعم في هذا الحديث رسول الله ايضا اوجب الولاية ورتبها بنفس ترتيب الايتين يعني بهذا الترتيب:
الايه1 - الطاعه لله - الرسول - اولي الامر
الايه2 - الولايه لله - الرسول - الذين امنوا
الحديث - الولايه لله - الرسول - علي بن ابي طالب
النتيجه: اولي الامر=الذين امنوا=علي بن ابي طالب
نعم وبهذا الترتيب الله ورسوله بينوا لنا ان اول خليفه و ولي امر من بعد رسول الله هو علي بن ابي طالب وبهذا تمت الحجه واطمئن القلب ان شاء الله، لانه استدلال صريح من غير تفسير ولا تاويل وهذا الترتيب لم يأت في القران والسنه النبويه عبثا ابدا، لانه لا يوجد شيئ جاء في القران عبثا والرسول بين الامر بنفس الترتيب الذي جاء في القران لان رسول الله لا يخالف القران و ان الرسول بين الامر بنفس الترتيب الذي في القران حتى يرفع ويزيل كل الشبهات والتاويلات التي يمكن طرحها في معنى كلمة الولي فرسول الله بهذا الترتيب حصر معنى الولي في ولي الامر لئن رسول الله لم يرتب هذا الترتيب بالصدفه بل الرسول صلى الله عليه واله وسلم دقيق جدا في كلامه. والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق ابى القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين0
الكتاب: بتحقيق وقلم مناف اسامة غالمي
توقيع العضو : اسامة غالمي |
|