شيء محير وغريب ما يصاحب أي جيل من منتخبات الشباب الوطنية, والتي
دائما ما يصادفها النجاح والتألق, وأخيرا فاز فريق الشباب المصري بكأس
إفريقيا في الجزائر وتأهل إلي نهائيات كأس العالم بتركيا الصيف القادم,
ولم يعد غريبا أن نشاهد شباب الفراعنة علي منصات التتويج الإفريقية, حيث
كان اللقب الخير هو الرابع في تاريخ الصغار, ولم يعد منتخب مصر اسما غريبا
في كأس العالم, ولكن في ظل هذه النجاحات والانتشار الجيد لشباب مصر إلا ان
هؤلاء الشباب مازالوا يعانون مظاهرة الحرق في سوق الاحتراف.
وبتوضيح أعمق.. فمواهب منتخب الشباب في كل الأوقات حاضرة ونبعها لا ينضب
ودائما ما نملأ الدنيا ضجيجا حول عروض الإحتراف الأوروبية التي تطارد
لاعبينا ونتمني توقيعهم والانتقال لعالم الشهرة الحقيقية, ولكن سرعان ما
تذوب كل تلك العروض وتتبخر ويتحول حلم الاحتراف إلي وهم ثم واقع مرير
بالبقاء في الدوري المحلي وربما يكون افضلهم حالا قد شق طريقه نحو اهل
القمة الأهلي أو الزمالك.
وبعيدا عن الأمثلة الكثيرة فالسؤال الذي يبحث عن إجابة.. لماذا يتبخر حلم الاحتراف أم أنها عروض وهمية؟!
ويؤكد الدكتور طه إسماعيل أن اغلب أسباب فشل الاحتراف الخارجي بالنسبة
للاعبين الشباب هو رغبة الأندية في الاستفادة من نجومها الجدد أو التفكير
في سياسة الإبقاء عليهم لعل وعسي أن يزيد ثمنهم في سوق الاحتراف, أو أن
هناك مغالاة في الأسعار فيقف حائلا أمام إتمام تلك العروض. كما ان هناك
أمرا آخر قد يكون سببا مهما, فقد تكون أغلب تلك العروض إعلامية فقط ويلجأ
أليها وكلاء اللاعبين من أجل زيادة أسعارهم في سوق الانتقالات ولعل وعسي
يجدون لهم طريقا نحو الانتقال إلي الأهلي أو الزمالك.
ويقول الكابتن حسن الشاذلي المدير الفني الأسبق للترسانة إن الغالبية
العظمي من اللاعبين يكونون غير مؤهلين للاحتراف في الأساس لافتقارهم إلي
أسلوب الحياة الاحترافية والالتزام.وأوضح أن النظرة إلي منتخبات الشباب يجب
ان تتغير فرغبة الأندية في الاحتفاظ بلاعبيها واعتبارهم احتياطيا
استراتيجيا لفرقها الأولي أمر غاية في الخطورة علي جيل الشباب فلو لم
يحصلوا علي الفرصة بعد الوصول إلي قمة الهرم والتألق في مرحلة الشباب
فسرعان ما تختفي تلك النجوم.