أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في حوار مع عبدالناصر سلامة: أولوية للشركات والعمالة المصرية في العراق
اسم العضو:Ahmed Nsr
العراق حالة خاصة جدا في المشهد العربي الراهن, وقد يحسبه البعض مقدمة لثورات الربيع العربي حينما أطاح بالنظام السابق هناك, وإن اختلف الأسلوب تماما, وقد يراه البعض الآخر حالة مستعصية. بعد أن أمضي عشر سنوات في نزاعات داخلية عقيمة ولأن الأمر كذلك, فيمكن أن يكون الحوار مع السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق حالة خاصة أيضا, لأننا أمام رجل أصبح مثيرا للجدل سواء داخل العراق أو خارجه, فقد يجده البعض ديكتاتورا شأن الرئيس السابق صدام حسين تماما, وقد يجده البعض الآخر حازما وهو أمر يتطلبه المشهد العراقي في الوقت الراهن. إلا أن الأمر المؤكد, هو أن الرجل في موقف لا يحسد عليه, فالمشهد السياسي الداخلي قد أصبح معقدا أيما تعقيد, حيث النزاع الشيعي الشيعي, والنزاع الشيعي السني, ثم النزاع العرقي المتمثل في الأكراد والتركمان بالشمال في مواجهة الأغلبية العربية بالطبع, ووسط كل ذلك يطل صراع رجال الدين مع العلمانيين والليبراليين والشيوعيين برأسه علي المشهد السياسي, ليزيد الأمر تعقيدا ولا يوجد في الأفق ما يشير إلي أن هذه الأزمة الداخلية في طريقها إلي الحل, بعد أن أصبح الصراع عنيفا بدعم خارجي, كما أكد المالكي في حديثه إلينا. وعلي الصعيد الخارجي, جاءت الأزمة السورية لتضيف إلي المشهد العراقي المزيد من التعقيد, وهو ما جعل العراق يتخذ موقفا مناهضا لمحاولات الإطاحة بالنظام السوري الحالي, ووسط اتهامات موجهة للعراق بتسهيل حصول النظام في سوريا علي أسلحة من إيران, ومع اتهامات من العراق للجارة تركيا بدعم العنف في الداخل العراقي, تزداد الأمور سوءا, ويظل العراق حالة خاصة بالفعل بمعزل عن تفاعلات الربيع العربي. ذهبت إلي العراق للقاء المالكي.. وكنت أعتقد أن عشر سنوات مضت علي إقامة نظام حكم جديد هنا كانت كافية لبناء نهضة تنموية شاملة إلا أن الأمر ليس كذلك, والتقيت الرجل وكنت أحسبه أكثر تفاؤلا بالمستقبل, إلا أني لم أجده كذلك, والحالة الأمنية في العراق كان من المفترض أن تكون قد ودعت سنوات الانفلات والفوضي, إلا أنها لم تصبح كذلك. وسبحان مغير الأحوال, بعد أن كان العراق نافذا في الشئون الداخلية للآخرين, أصبح يعاني من تدخل الآخرين صغارا وكبارا في شئونه, ورغم أن العراقيين قد ضاقوا ذرعا بالحرب والعنف والحصار, إلا أن آلام الماضي مازالت موغلة في الصدور عشائريا ومذهبيا ولا أحد يريد أن يعترف بأخطائه, وهنا تكمن المشكلة أو الأزمة التي بدت واضحة علي ملامح رئيس الوزراء طوال حديثه معنا دون حلول واضحة تبدو في الأفق ومن هنا كان الأسي واضحا سواء خلال الحديث عن المشهد الداخلي هناك أو عن المشهد العربي والإقليمي,
وإلي نص الحوار:
الأهرام: كيف تري العلاقات المصرية العراقية حاليا.. وكيف تنظر إلي مستقبلها في ظل الأوضاع السياسية الحالية؟ الحقيقة أنا أنظر إلي العلاقات بشكل عام ليس في مقدار ما تقدمت من خطوات, وإنما أنظر إليها من حيث الرؤية الإستراتيجية للعلاقات. وننظر إلي مصر بحجمها.. مصر بثقلها وتاريخها.. وننظر إليها من خلال العراق الذي يريد أن يتكامل ويتعاون مع مصر التي تشكل ثقل الأمة العربية. ولذلك رغبتنا كانت موجودة.. وفي زمن النظام السابق زرت مصر مرتين, وأثمر اتفاقنا عودة بعض الشركات المصرية للعراق, وعودة السفير المصري, ودخلت الشركات المصرية في عمليات استثمارية, وتحسنت العلاقات وتطورت. واليوم نصر أكثر علي تطوير ما بدأناه من علاقات مع مصر في مختلف الجوانب, ومن هذا المنطلق كانت زياراتنا ولقاءاتنا في مصر علي هامش القمة الإسلامية, ثم تلتها زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء المصري للعراق إضافة إلي ما تم من تفاهم واتفاقات. وأعتقد أننا قطعنا خطوات جديدة إضافية علي ما كنا قد قمنا به سابقا, واتفقنا علي ضرورة عقد اللجنة العليا المشتركة للبلدين لأنها تحتاج إلي متابعة, ولابد من لجان تتولي المتابعة. لقد زارنا وزراء مصريون, وسيذهب أيضا وزراء عراقيون إلي مصر للاتفاق علي تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت في مختلف المجالات.. في مجال تزويد مصر بالنفط, ومد أنبوب الغاز إلي مصر عن طريق العقبة, وقضية الودائع العراقية في البنوك المصرية, وغير ذلك من الشركات المصرية, والأيدي العاملة المصرية الماهرة, فما وصلنا إليه لا يمثل طموحنا. ونحن ننظر لمصر علي أنها تشكل ثقلا للاعتدال في السياسات والتعاملات التي ينبغي أن تكون بين الدول العربية وفي المنطقة التي تتعرض لهجمة من التطرف بكل عناوينه الطائفية والسياسية والقومية. ونعتقد أن مصر تستطيع مع العراق أن تشكل محورا للاعتدال يتعامل مع كل المعطيات في الساحة بدون انحياز أو فسح مجال لثقافة وأفكار وتدخلات الدول الأخري في شئون المنطقة العربية. الأهرام: في موضوع الاعتدال الذي ذكرته.. ألا تري أن مصر والعراق يمكنهما تقديم النموذج المطلوب حاليا في المنطقة؟ هكذا أري, وأعتقد أن الأزمة التي ضربت المنطقة العربية بما يسمي' الربيع العربي' وهي في وجه جيدة وخلصتنا من الديكتاتورية وحكام متسلطين في بعض الدول, لكنها في الوجه الآخر أوجدت وضعا مضطربا. ويؤسفنا أن دعاة التطرف وجدوا مرتعا خصبا كي ينمو فكرهم ويكبر علي حساب الاستقرار في المنطقة. ونري أن مسئولية الدول العربية والجامعة العربية أن تتعامل تعاملا متوازنا وتبحث عن كل دعاة الاعتدال في المنطقة العربية. إن الكثير من الدول اليوم أصبحت خائفة من موجة التطرف التي تقودها مجموعات وتنظيمات ومنظمات, والكل يبحث عن أفق لمعالجة هادئة معتدلة. نحن في العراق نبحث عن هذا, ونعتقد أن مصر هي مركز ثقل الاعتدال في التعامل مع التحديات.. لقد تحدثنا مع الأردن ودول خليجية وأخري عربية في المغرب العربي, وقلنا يجب أن نذهب باتجاه تشكيل جبهة اعتدال. نحن لا ندعو إلي تحالفات, و إنما نسميها جبهة اعتدال.. ونعمل لتفعيل العلاقات بين الدول التي تؤمن بالاعتدال والتغيير علي أسس سليمة دون أن نخوض فيما نحن فيه الآن من اقتتال و تشنج وتوتر في البلد الواحد وبين البلدين. و نعلق علي مصر آمالا كبيرة, وينبغي أن تكون مصر في مقدمة جبهة الاعتدال في معالجة التحديات. الأهرام: الكثيرون ينتظرون زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة القادمة, خاصة أن الأرقام تحدده بنحو نصف مليار دولار.. فما الخطط المستقبلية في هذا المجال؟ أنا لا أعرف حجم التبادل التجاري, ولا أعتقد أنه نصف مليار دولار, ولكنه أكثر من هذا, ونطمح أن يصل إلي مستوي التبادل التجاري مع تركيا و إيران حيث زاد إلي نحو15 مليار دولار. ونعتقد أن مصر في حاجة إلي أن تجد سوقا لزيادة التبادل التجاري من سلع واستثمارات وشركات وإعمار ومساهمات.. الفرص كانت موجودة أمام مصر, وأنا شجعت ذلك في زيارتي السابقة.. قلت ادخلوا إلي الساحة العراقية, فحجم النفقات التي تحتاجها البنية التحتية في العراق الآن يتراوح بين700 مليار وتريليون دولار, بمعني أن فرصة الاستثمار كبيرة جدا للشركات المصرية. الأهرام: بالنسبة للشركات المصرية.. ما نصيبها في مشروعات البنية التحتية في العراق حاليا؟ الشركات المصرية تملك خبرة, وسبق اشتغالها بالعراق في الكهرباء والطاقة والنفط.. ولدينا شركات مصرية تعمل في مجال الحفر والمد والأنابيب والخطوط. ونتمني أن تكون الشركة المصرية هي التي تتولي مد الأنبوب النفطي من العراق إلي الأردن إلي العقبة إلي مصر. والمصريون عندهم تجربة جيدة في مجال الإنشاء والبناء والمقاولات.. وشركات المقاولات المصرية أخذت أعمالا في بعض الإنشاءات, وعملهم جيد ومشجع. الأهرام: هل تقصدون شركة المقاولون العرب؟ المقاولون العرب عندهم مشروع كبير يسمي قناة الجيش, وعندهم مشاريع نفطية, وهم الآن في تنافس علي بناء وحدات سكنية, لأن العراق يحتاج إلي عدد هائل من تلك الوحدات. والشركات المصرية عندها خبرة ويمكن أن تساهم في هذا المجال.. ونتبني مشروع بناء وحدات سكنية توزع مجانا علي الفقراء الذين يسكنون في العشوائيات. الأهرام: فماذا عن أوضاع العمالة المصرية في العراق؟ بالنسبة للعمالة المصرية أمامنا طريقان.. الأول الاعتيادي, حيث يأخذ العامل المصري تأشيرة أو يتعاقد مع شركة للدولة أو مع شركات خاصة ويأتي إلي هنا ويحصل علي تأشيرة العمل. والطريق الثاني هو التعامل مع الدولة ممثلة في وزارة العمل المصرية, حيث نحدد طلباتنا.. نريد موظفين خبرة في مجالات الهندسة والبناء والطب والتمريض والمستشفيات, وهكذا. الأهرام: هل تتوقعون البدء في مثل هذه التعاقدات قريبا, حيث إنها لم تبدأ حتي الآن؟ وزارة الصحة العراقية دخلت في تفاوض للتعاقد مع أطباء وممرضات من مصر, وبقية الوزارات تفعل ذلك, ولكني غير راض عما أنجز حتي الآن, ونريد أن نسرع في الاستفادة من الخبرة والعمالة المصرية. الأهرام: هل سنجد في المستقبل القريب المزيد من الطلبات علي العمالة المصرية في مجالات أخري؟ أنا وعدت الإخوة في مصر, وتحدثت مع بعض الوزارات, خاصة العمل والإعمار والإسكان والبلديات حتي يتعاقدوا مع الخبرة المصرية, والأمر يحتاج إلي تسهيل حركة العراقيين والمصريين. وبالنسبة لنا لا توجد تعقيدات في منح التأشيرة للمصريين, ولكن يبدو أنه يوجد في مصر حتي الآن تعقيد في منح التأشيرة التي تساعد علي تطوير التعاون الثنائي من خلال مساعدة القطاع الخاص بالبلدين حتي تصبح لدينا حركة ودورة اقتصادية. لقد وعدونا بإلغاء التأشيرة في دخول العراقيين في مقابل إلغائها في دخول المصريين, وسوف نتابعها لأنها تسهل حركة المال والاقتصاد والعمالة والشركات. الأهرام: هل معني ذلك أن العراق مستعد لإلغاء تأشيرة الدخول للمصريين في حالة المعاملة بالمثل؟ فهمت أن الرئيس محمد مرسي بصدد رفع التأشيرات عن العراقيين لدخول مصر, ويقابل ذلك في العراق رفع التأشيرات عن المواطنين المصريين للعمل بالعراق. والمسألة متروكة لوزارتي الداخلية في البلدين للانتهاء من هذا الموضوع, حتي ترفع التأشيرات ويأتي المواطن المصري للعراق ويجد فرص العمل, ويذهب المواطن العراقي إلي مصر. الأهرام: هل ناقشتم أفكارا مع الجانب المصري لإنشاء مناطق صناعية مشتركة؟ لم نناقش أفكارا في هذا المجال, ونرحب بكل شيء يمكن أن يبدعه العقل المصري والعقل العراقي لدعم التعاون بين البلدين.. فإذا كانت مصر ترغب في إنشاء مناطق صناعية, فالعراق يحتاج إلي منطقة صناعية. الأهرام: ماذا عن شحنات البترول العراقي لمصر التي تردد أنها ستبدأ من أول أبريل الحالي؟ أربعة ملايين برميل بترول ستسلم لمصر.. بالنسبة لنا لا توجد مشكلة فالقرار جاهز, والسؤال هل البواخر تم تحميلها أم لا؟ من الناحية الفنية والعملية لا أعرف, ولكن القرار أننا مستعدون لتزويد مصر بما تحتاجه من البترول. الأهرام: تردد أيضا كلام عن وديعة عراقية بالبنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد المصري.. ما حقيقة ذلك؟ كلفنا البنك المركزي العراقي ووزير المالية بالتفاهم مع الإخوة في مصر لتحديد قيمة الوديعة وتحديد الإجراءات التي ينبغي أن يتفق عليها الطرفان. الأهرام: وهل تم تحديد قيمة تلك الوديعة؟ الجانب المصري يتحدث عن أربعة مليارت دولار, ولا مانع لدينا أن تكون الوديعة أربعة مليارت دولار, ولكن كل شيء يتم بتفاهم.. كيف تودع.. بضمان.. بسندات.. بأوراق.. هناك توجيه صادر للبنك المركزي بالنسبة للوديعة في مصر والأردن, ولكن آليات البنك المركزي في كيفية الإيداع يتم حسمها بين الجانبين. الأهرام: ماذا عن الديون المصرية المدنية والعسكرية المستحقة علي العراق منذ عهد النظام السابق؟ بالنسبة للديون العائدة للمواطنين المصريين صرفنا الأوراق الصفراء, كما صرفنا مبلغا إضافيا جديدا ـ قضية الاستقطاعات التقاعدية التي كانت مثارة ـ يقدر بنحو60 مليون دولار. وهذه المبالغ لا تخضع لاتفاق لقضية نادي باريس, ونعلم أن هناك ديونا تخضع لذلك الاتفاق, والعراق ملتزم بالتعامل معها علي أساس ما اتخذه النادي من تخفيض80% وسداد20%.. هذه الديون هي التي يتم التفاوض مع الإخوة المصريين لتسديدها. الأهرام: كيف تري المشهد العراقي في هذه المرحلة الراهنة؟ المشهد العراقي تقدم كثيرا علي مستوي بناء الدولة, خاصة ما يتصل بالدستور والبرلمان والحكومة والانتخابات والتداول السلمي للسلطة. العراق جزء من المنطقة العربية والإسلامية, والحديث الصريح في العراق أننا عندنا مشكلة أمنية خطيرة جدا, ولعلها أخطر المشاكل التي مرت بالدول العربية, واستنزفت دماء غزيرة من دماء العراقيين علي خلفية مذهبية طائفية. تم تصدير الطائفية إلي العراق, وجاء إلينا أصحاب الأقنعة الذين يتخفون خلفها ولا نعرف من هو الذي يقتل ومن الذي يخطب ويثير ويحمس الناس طائفيا. تظهر علي منصات المتظاهرين كلمات مثيرة منفرة.. اتهامات وكلمات سيئة بحق الطرف الآخر الذي يضم من يمكن أن يتعامل مع هذا الموضوع, فكاد يحدث رد فعل يعود بنا إلي المربع الأول وهو الاقتتال الطائفي الذي تدفع إليه مجموعة مؤدلجة علي خلفية طائفية ومدعومة من محيط العراق. والشيء الجيد الذي نستطيع الاعتماد عليه أن أبناء المحافظات الغربية يرفضون هذه الطائفية, وقد رفعوا شعاراتهم وسلاحهم في وجهها.. إن هذه المجموعة المؤدلجة بهذا الشكل تسعي للتقسيم, وترفع شعار الإقليم السني, وهذا أمر خطير أول من تصدي له أبناء المناطق الغربية ورفضوه. وفي مجلس النواب من يجاهرون بالحديث الطائفي وبالتقسيم, وبعض الشركاء في العملية السياسية لا ينظر إلي من يفجر سيارات علي أنه إرهابي وإنما يراه مجاهدا, وهنا تختلط الأوراق, فالمجاهد لا يفجر سيارات, ولا يقتل الناس, ولا يثير المشاكل. الأهرام: أنتم من هذا المنطلق لا تتفقون في الرأي مع من يصف ما يحدث في العراق بأنه' ربيع عربي'..أليس كذلك؟ ما هكذا الربيع العربي.. الربيع العربي إذا كان في مصر فإنهم يتحدثون عن حكومة عمرها كذا, وإذا كان في ليبيا يتحدثون عن القذافي, وإذا كان في سوريا يتحدثون عن بشار الأسد.. أما في العراق فليس عندنا هذا أو ذاك.. عندنا ديمقراطية وانتخابات وتداول سلمي للسلطة وحكومة تذهب وأخري تأتي وحكومات محلية وحكم مركزي.. عندنا أقاليم ومحافظات وانتخابات وديمقراطية وحريات. ليس عندنا معتقل واحد بسبب أنه تحدث في الإعلام برغم الإساءات, وليس عندنا معتقل سياسي واحد.. هذه حريات حقيقية في العراق تجاوزت الحدود المسموح بها في كثير من الدول الديمقراطية في العالم. فلماذا الربيع؟ وعلي من؟.. إذا أجزنا لأنفسنا أن نسمي دعاة الطائفية والعنف ربيعا فهذا ليس ربيعا بل هو جحيم. الأهرام: ألستم قلقين من بعض المواقف السياسية الحالية, مثل استقالة الوزير رافع العيساوي, وتجميد التيار الصدري أعماله في الحكومة, وتصريحات رئيس إقليم كردستان الداعية إلي شراكة حقيقية أو يذهب كل إلي طريقه, أو تجميد مشاركة الأكراد في الحكومة.. هذه المواقف ألا تقلقكم؟ يؤلمنا أن يجمد طرف عضويته في الحكومة وفي مجلس النواب.. يؤلمنا أن يصدر ضد وزير أمر حظر أو تهمة إرهابي.. يؤلمنا أن يتحدث شريك بمنطق اللامبالاة بالقانون أو الدستور. ولا يؤلمنا أن تأتي كل هذه الأمور ضمن السياقات القانونية والدستورية, كأن تتحول محافظة إلي إقليم, لأن النظام يسمح بحكومة محلية للمحافظة أو أن تكون إقليما بالاتفاق مع محافظة أخري, وهذا شيء قانوني. والإقليم في إطار الفيدرالية محدود الصلاحيات, فهو جزء من آلية الدولة وكيانها, وليس له سياسة خارجية أو دفاعية إلا بحدود القضايا الأمنية المحلية, وليس له علاقات دبلوماسية أو عملة أو جيش. المشكلة أن الطرح الفيدرالي عندنا في العراق يتجاوز الصلاحيات والحدود المعروفة للأنظمة الفيدرالية في العالم, ويتجاوز الدستور. الأهرام: هل يمكننا القول إن الأمر في العراق تحت السيطرة أم يزعجكم مثل هذه التوجهات للتقسيم؟ إلي الآن هو تحت السيطرة, و لكن هل الأمر لا يستبطن في داخله الاتجاه نحو التقسيم.. إن مخاطر تدخلات دول الجوار بالشأن الداخلي للدفع نحو التقسيم قائمة, فهل سيبقي الأمر تحت السيطرة ولا ينتقل إلي الاقتتال الطائفي. الأهرام: هل تذكرون دولا محددة في هذا المجال؟ في الحقيقة كل دول المنطقة تريد أن تتدخل في شئون العراق كل علي خلفيته.. أنا لا ألوم تلك الدول, بل ألوم العراق الذي يسمح بأن يكون امتدادا لهذه الدولة أو تلك.. أنا أريد صداقة مع الدولة ولا أريد امتدادا. الأهرام: هل تقصدون دول جوار؟ دول جوار تريد أن تري عراقا ضعيفا. الأهرام: أليس للولايات المتحدة الأمريكية هيمنة عليهم بحيث تخضعهم أم أنها تساند ذلك؟ يبدو أن الإدارة الأمريكية ليست كما نتوقع, فقد كانت في السابق تدخل طرفا في حل الأزمات, أما الآن فلا نجد حل أزمات وإنما إدارة أزمات. ويبدو أنه حتي إدارة الأزمات أصبحت صعبة سواء علي أمريكا أو المجتمع الدولي أو الجامعة العربية.. فالعرب غير قادرين علي إحاطة أزماتهم بالعناية والرعاية والحل, ومجلس الأمن وأمريكا غير قادرين, وهذه ورقة خطيرة جدا. يقلقنا أنهم يدعمون الإرهاب في دولة ويحاربونه في أخري.. يقلقنا أن تقاتل الإرهاب في مالي وتدعمه في بلدان المنطقة, لإرضاء إسرائيل أو بعض دول المنطقة أو من أجل التحالفات. العراق اعتمد علي نفسه في مد الجسور مع هذه الدول, وأرسل رسالة طمأنة لتركيا وإيران والكويت والسعودية وكل الدول المجاورة.. اعتمدنا علي جهدنا وأعطينا مصداقية أننا نريد التعايش, وعلاقات طيبة وحلولا للمشاكل الموروثة من زمن النظام السابق. وفي علاقاتنا مع الكويت تقدمنا خطوات كبيرة جدا لحل أعقد مشكلة واجهها العراق وهي احتلال الكويت.. اعتمدنا علي جهودنا في حل مشاكلنا مع دول الجوار بتطبيق سياسة متوازنة معهم.. لا نتدخل في شئونهم ولا يتدخلون في شئوننا, ونبحث عن المصالح المشتركة وندعمها. الأهرام: الدول التي تسعي لإيجاد مشكلات في العراق.. هل تجد دعما ماديا أم سياسيا؟ تجد كل أنواع الدعم المادي والسياسي والإعلامي, ولكن تماسك الجبهة الداخلية كفيل بإعطاء رسالة لهذه الدول تؤكد أنه لا مصلحة لكم بأن يضطرب الوضع في العراق, فاضطراب العراق يعني اضطراب دول الجوار.. واضطراب دول الجوار يعني اضطراب العراق. وما يحدث في سوريا ينعكس علينا وعلي لبنان وتركيا, ولذلك نعمل علي أن نجد حلولا للمشاكل من قبلنا مباشرة, وعندنا حاليا حوار مع تركيا التي توترت علاقتنا معها بعض الوقت. لدينا ما ينفع تركيا, وهي لديها ما ينفعنا, ولكن بلا تدخل في الشأن الداخلي, وما أريد أن نستعين به أن تتشكل جبهة الاعتدال لأنها سوف تلقي بظلال جيدة علي العلاقات بين دول المنطقة, وهذا ما سنتحدث فيه مع الكويت ومصر ودول المغرب العربي والسودان والجزائر. الأهرام: هل أنتم أيضا- غير قلقين من اندلاع حرب طائفية في العراق, بمعني أن الوضع يسير إلي الأفضل أم إلي العكس؟ بصراحة ما يجري في سوريا قد يفجر حربا داخلية في العراق.. يمكن أن تتحول مسألة الاقتتال السوري إلي اقتتال داخلي في العراق, وهذا ما يسعي إليه البعض. جزء من الذي تراه تهيئة لاستقبال المتغير في سوريا.. لو كان المتغير في سوريا بمجيء جبهة النصرة والتشكيلات المتشددة الطائفية فستتحول إلي العراق مباشرة, ولذلك وقفنا في سوريا باتجاه دعم التغيير الذي يستند إلي الاعتدال.. إلي قوي سياسية تحقق شراكة وبناء دولة سورية لا تكون مرتعا للإرهاب أو المتطرفين. الأهرام: كيف ترون أفق حل الأزمة الحالية في سوريا ؟ أعتقد أن أفق الحل يجب أن يتجه للنواحي السلمية, الذي يحدث في سوريا مروع, ولا يوجد ضوء في آخر النفق لحل.. فالنظام لا يستطيع أن يستوعب المعارضة التي لا تستطيع هي أيضا أن تسقط النظام. الأهرام: ما تقييمكم للخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية بتمثيل المعارضة السورية في قمة الدوحة؟ نري أن الخطوة التي أخذتها القمة العربية مؤسفة, ونحن لم نوافق علي تسليم مقعد سوريا إلي المعارضة التي لا نعرف من هي, وهذه سابقة خطيرة, لأن المقاعد تعطي للدول لا للهيئات. ونرفض تسليم سفارات سوريا للمعارضة, فهذا الشأن يمكن أن يطبق علي العراق وعلي مصر وأي دولة أخري. الأهرام: ماذا تحتاج هذه القضية حتي تقتنع الأطراف المختلفة بحتمية الحل السلمي للأزمة؟ إذا احتفظ النظام بقدرته علي المقاومة واحتفظت المعارضة بقدرتها علي مواجهة النظام فسوف نحتاج إلي مزيد من الدم حتي يقتنع العالم بأنه لابد من الحوار وإيجاد حل سلمي, لماذا نهدر دماءنا ودماء الأبرياء والناس والقضية واضحة منذ البداية.. إنها تحتاج لحل سلمي, ولكن رهانات بعض الدول علي القوة هي التي أزهقت الآلاف من الأرواح البريئة في سوريا. ينبغي أن نعمل علي إيقاف التخريب في سوريا بغض النظر عمن يكون الحاكم, وأن نعمل من أجل أن يأتي نظام يحفظ وحدة سوريا ولا يجعله منطلقا للإضرار بدول الجوار. الأهرام: البعض يتخوف من إقامة دولة سنية في سوريا.. فكيف ترون ذلك؟ لا نخاف من إقامة دولة سنية, ولكننا لا نريد أن تكون دولة متطرفة أو دولة طائفية, فمثلما توجد في العراق أغلبية شيعية نجد في سوريا أغلبية سنية, ولكننا لا نريدها في العراق دولة شيعية متطرفة ولا في سوريا دولة سنية متطرفة. الأهرام: تحدثتم كثيرا عن أن النظام السوري لن يستسلم أو يسقط.. فهل لديكم دلالات تؤكد هذا الطرح؟ عندما كنت أسمع من الجانب الأمريكي أن النظام في سوريا سيسقط خلال شهرين لم أكن أتفق مع هذا الطرح, فقد عشت في سوريا وأعرف أن بها مشكلة طائفية( سنة وعلويون ووسطيون ودروز) وفيها جيش وفيها استعدادات للمواجهة, وفيها أجهزة أمنية, وليس من السهولة أن يسقط نظام بهذا الشكل, فكنت أقول لن يسقط قبل سنتين, ولم يكن ذلك تعبيرا عن رغبتي, وإنما تقديري للواقع, وفعلا انتهت سنتان وازدادت المعارك ولم يسقط النظام. بحسابات النتائج والمصالح العليا يجب أن يجيء نظام متوازن قد يكون سنيا, ولكن لابد أن يكون معتدلا وليس منطلقا للإضرار بدول المنطقة. إذا جاء نظام يدعو للتمدد كما يتمناه البعض في العراق فسوف تشتعل به الطائفية وينقسم العراق.. إذا جاء نظام متطرف في سوريا فهذه هي النقطة الحقيقية للتقسيم في العراق. الأهرام: البرنامج النووي الإيراني هل يزعج العراق ؟ وإلي أي حد يصل هذا الانزعاج؟ عندما تكون الأجواء تهديدا بالحرب فطبيعي أن يزعجنا ذلك, وحين يكون الحديث عن سلاح نووي يزعجنا أيضا, لأننا جزء من المنطقة, ويقلقنا الموقف الدولي من مسألة السلاح النووي في المنطقة العربية, ويؤسفنا أن نري المجتمع الدولي يتعامل بشكل لا يبالي بمعايير الموقف من السلاح النووي.. نحن ضد السلاح النووي ولا نريد أن يكون عند إيران أو غيرها سلاح نووي. لماذا السكوت عن السلاح النووي الإسرائيلي؟ هذا يحرجنا مع ضمائرنا ومجتمعنا وقناعاتنا وكل اعتباراتنا. إن المجتمع الدولي مطالب بأن يخلصنا من السلاح النووي الإسرائيلي حتي لا يتجه آخرون نحو إنتاج السلاح النووي الذي إن وجد في هذه المنطقة الملتهبة من العالم فسيكون خطره علي العالم أجمع. الأهرام: ماذا لو أقدمت الولايات المتحدة أو غيرها علي ضرب إيران؟ ما هو الموقف العراقي من ذلك في ظل هذه الازدواجية التي أشرتم إليها؟ بالتأكيد نرفض ذلك.. والعالم يعرف ماذا تعني الضربة لإيران.. وكل دول المنطقة تعرف رد فعل إيران, وبأي اتجاه سيكون الرد الإيراني باتجاه دول الخليج أم باتجاه إسرائيل؟ وما هي التداعيات علي المنطقة. فنحن في العراق سنكون الأكثر تضررا إذا نشبت الحرب, لأن كل تصديرنا للنفط عبر المواني, فإذا أغلق مضيق هرمز فكيف سيحصل العراق علي عائداته النفطية, إضافة إلي أنه ستتحرك فتنة في المنطقة, فتنة في العراق ولبنان و الخليج, وأنا أتحدث دائما مع الجانب الأمريكي وغيره, وأجد أن هناك توجها لا بأس به من الإدارة الأمريكية بأنها ليست مع الضربة العسكرية لإيران لأنهم يقرأون الآثار وردود الأفعال. الأهرام: هل لنا أن نتعرف منكم علي أهم المشكلات علي صعيد العلاقات العراقية ـ التركية؟ في الحقيقة ليس هناك أكثر من قضية واحدة, وهي مفتاح سحري إذا تم حلها فستتحقق معها كل المعطيات الايجابية, فنحن لا نريد أن نتدخل بشأن تركيا ولا أن تتدخل تركيا بشأننا إلا علي أساس العلاقة والصداقة بين دولتين. نريد أن نتعامل مع تركيا كحكومة ودولة ونريد من تركيا أن تتعامل معنا أيضا كحكومة ودولة وليست مكونات.. هذا هو فقط ما نريده. أما أمن تركيا ومصالحها فهي بالنسبة لنا مضمونة, ولا نريد أن نكون جزءا من أي إرباك أمني في تركيا, وسياستنا هذه في الحقيقة مع كل الدول. الأهرام: لننتقل إلي العلاقات مع دول الخليج..ماذا عن إنهاء قضية الأسري, وترسيم الحدود, وإطلاق نار أخيرا, وتأجيل زيارة رئيس الوزراء الكويتي لبغداد.. مجموعة ملابسات مع دول الخليج؟ علاقاتنا قائمة مع دول الخليج عدا بعض العلاقات مع قطر, وأيضا هناك توجه لمراجعة هذه العلاقات. الأهرام: هل معني ذلك أن العلاقات متوقفة مع قطر؟ ليست متوقفة ولكن غير مريحة, ونتمني أن تكون أفضل ونسعي لتحقيق ذلك, أما علاقاتنا مع الدول الخليجية, فهي إما إيجابية جدا أو طبيعية. والعلاقات مع الكويت تطورت لدرجة كبيرة جدا, والكويت تشيد بالتطور, وتحملنا مسئولية ايجاد حلول للأزمات, وانتهينا من قضية ترسيم الحدود. لقد وقع حادث وهذا شيء طبيعي, والإخوة الكويتيون يعرفونه, ويعذروننا عليه, ونحن أيضا نعرف ماذا في الكويت ونعذرهم عليه. أما قضية تأجيل زيارة رئيس الوزراء الكويتي فليس موقفا بقدر ما كانوا يعتقدون أنه مصلحة للعراق علي اعتبار أجواء المظاهرات التي كانت موجودة وخشية أن تسبب إحراجا. الأهرام: هل ما زال هناك سجناء عراقيون في الكويت؟ لا أعرف, فقد أطلق منذ فترة سراح مجموعة سجناء عراقيين من الكويت. الأهرام: إلي أين وصلت العلاقات العراقية مع السعودية؟ تتطور علاقتنا إيجايبا مع السعودية.. توجد لقاءات بين المسئولين, ومع الطرفين الأمنيين ووزراء الخارجية. والآن عندنا اتفاقية بصدد التوقيع لتبادل المحكومين أو السجناء بين البلدين, ورحبنا بالشركات السعودية وفتح الحدود. الأهرام: هناك اتهامات من البحرين للعراق بالتدخل في شئونهم أو بدعم الشيعة هناك.. فكيف ترون ذلك؟ لم نسمع أن البحرين تتهمنا.. عندنا علاقات طيبة مع البحرين, والعراق لم يتدخل في الشئون الداخلية البحرينية, وإذا كنا أردنا أن نتدخل في مرة سبقت فقد كان برغبة من الإخوة في البحرين لمساعدتهم علي حل مشاكل. الأهرام: هل هناك تدخل أمريكي في الشأن العراقي؟ لا يوجد تدخل, ونتعامل مع أمريكا دولة مع دولة. الأهرام: هل توجد قوات أمريكية علي الأراضي العراقية حاليا؟ لا يوجد علي الأرض العراقية أي جندي أمريكي, أو دبابة أو طائرة أو شاحنة أو باخرة, وإنما توجد بيننا وبينهم اتفاقية في الإطار الاستراتيجي, ومن بنودها التعاون الأمني علي مستوي التسلح والمعلومات وهذا موجود مع الاتحاد الأوروبي فبيننا وبينهم تعاون أمني. الأهرام: لو عدنا إلي الشأن العراقي نجد كلاما عن ثلاث دفعات من الإعدام خلال شهر مارس.. الحديث الرسمي العراقي يتكلم عن أربعة, والمعارضة تتحدث عن ثلاثين.. والبعض يقول إن هذا الأمر يتنافي مع قانون العفو العام..فما تعليقكم؟ قانون العفو العام لا يشمل المتورطين بقتل العراقيين والعمليات الإرهابية.. و أعجب ممن يتكلمون عن عفو عام عن مجرم ارتكب جريمة كبري بتفجير حسينية أو مسجد أو كنيسة وقتل أبرياء. والقانون العراقي والقضاء العراقي يسمحان بتنفيذ حكم الإعدام فيمن يتورط في مثل هذه الجرائم, ونحن حريصون علي أن يكون تنفيذ أحكام الإعدام بأدني الحدود, ولذلك فتحت شخصيا باب العفو الخاص لكل من يذهب ويتفق مع ولي الدم ويجري مصالحة ويدفع الدية أنا أعمل له عفوا خاصا أرفعه لرئيس الجمهورية يوافق عليه وننهي عقوبة الإعدام حتي لا نعدم شخصا وتصبح زوجته أرملة وأطفاله يتامي, ولكن ينبغي أن يرضي ولي الدم وهذا منطق إسلامي. الأهرام: لماذا لجأتم إلي فكرة تأجيل الانتخابات في بعض المدن العراقية؟ المبدأ موجود ومعمول به في دول العالم.. تؤجل الانتخابات إذا كانت هناك ظروف لا تسمح بتحقق فلسفة المشاركة والترشيح للانتخابات. عندما حددنا يوم20 أبريل موعدا للانتخابات تلقينا طلبات بالتأجيل.. مقومات التأجيل تحدثت عنها بعض الكتل المشاركة في بعض المحافظات.. أنا في الحقيقة ضد التأجيل حتي لا يقال إن هناك محافظات غربية سنية لم تشارك ومحافظات وسطية وجنوبية شاركت, وإن كان عندنا محافظات أخري سنية مثل كركورك وديالي وصلاح الدين, فما كنت أرغب في التأجيل. اليوم كانت عندنا مناقشات مع عدد من المرشحين انسحبوا بعد تهديدهم بالقتل من القاعدة.. فالبعث والمنظمات ساعدت الأجهزة المتطرفة فحدثت عمليات انسحاب المرشحين, ثم حدث تهديد لموظفي المفوضية العليا للانتخابات فانسحب أكثر من ألفي موظف وقتل ثمانية مرشحين, ونزلت بأسماء آخرين قوائم توجب قتلهم من قبل بعض المفتين.. أجهزتنا الأمنية تحمي المراكز, ومشكلتنا في حماية المرشح.. نريد أن يكون المرشح آمنا ويستطيع عمل دعاية انتخابية. الأهرام: هذه الأيام تمر 10 سنوات علي سقوط النظام السابق.. فهل تعتقد أن الأهداف المرجوة تحققت من حرية وديمقراطية ورخاء؟ هدفنا كان التخلص من النظام الديكتاتوري وتحقق تماما, واستهدفنا أيضا إطلاق الحريات, وأصبح لدينا حرية إعلامية.. العراق به ما يقرب من 50 فضائية.. حرية سياسية وأحزاب بشكل كامل.. حرية فكرية.. حرية دينية.. ليس عندنا سجين سياسي أو سجين إعلامي, ومن خلال الانتخابات أصبح الشعب شريكا في صناعة الدولة, وأصبح علي المسئول رقابة من قبل الشعب.. الرخاء تحقق ولكن ليس بالمستوي المطلوب لأن العراق تم تجميده منذ بدء الحرب مع إيران.. لا يوجد إعمار أو بناء.. حصار اقتصادي, أما الآن فحملة الإعمار والبناء في كل مكان في العراق, وقضايا كثيرة تطورت, وينقصنا شيء واحد, فمع الأسف الشديد الاستقرار السياسي لم يتحقق بشكل كامل. الأهرام: نشكر سيادتكم علي هذا الحوار الجيد والممتع نشكر' الأهرام' كمؤسسة ورئاسة تحريرها والعاملين بها, فقد عشنا منذ الطفولة مع' الأهرام'.
******************************************************************************************************************************************* صراحة اللقاء اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي استغرق نحو ساعة ونصف الساعة رد خلالها علي جميع الأسئلة دون تردد, وأعتقد أنه كان صريحا بما فيه الكفاية في ردوده سواء ما تعلق منها بالشأن المحلي أو الشأن الإقليمي, وحينما سألته في البداية عما إذا كانت هناك خطوط حمراء في الحوار, نفي تماما, وقال اسأل ما شئت, ومن هنا حاولنا أن نتناول جميع القضايا التي جالت بخاطرنا دون استثناء. المنطقة الخضراء مازالت المنطقة الخضراء التي أنشأتها قوات الاحتلال الأمريكي بمعزل عن بغداد هي المنطقة الأكثر أمنا وأمانا هناك, فيها تقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان وعدد من الوزارات, وعمليات التأمين والتفتيش وأجهزة البحث عن المتفجرات بالمنطقة ربما هي الأعلي تقنية بمساعدة شركات أمن أمريكية حتي الآن تعتمد علي الكلاب المدربة بالدرجة الأولي, ولذلك فقد أصبح من الصعب جدا, بل يمكن أن يكون من المستحيل اختراق الأمن في هذه المنطقة التي شهدت في الماضي سقوط صواريخ تم إطلاقها من الخارج, وقد أجريت الحوار مع السيد نوري المالكي بمكتبه داخل هذه المنطقة. ..وإن طال السفر في ثمانينيات القرن الماضي كانت هناك أربع رحلات طيران يوميا من القاهرة إلي بغداد والعكس, أما الآن فقد أصبحت بعض أيام الأسبوع بلا رحلات, لا طيران مصري, ولا عراقي, وهو ما يؤكد أن العلاقات السياسية تلقي بظلالها علي مصالح المواطنين. وبالمناسبة, فقد كان الخط البري إلي بغداد عبر الأردن في الماضي أكثر فاعلية من الخط الجوي, إلا أن هذه الأمور وغيرها يبدو أنها أصبحت من الماضي أو من المأثورات, حيث كانت تستمتع العمالة المصرية بهذه الرحلة الطويلة التي كانت لا تكلف أكثر من مائتي جنيه انطلاقا من ميادين عديدة في محافظات مصر المختلفة.
مصريون في طي النسيان هناك نحو مائتي ألف مصري استوطنوا العراق منذ حقبة السبعينيات والثمانينيات, وتزوجوا عراقيات, وصمدوا في وجه الحرب والحصار طوال هذه السنوات, حرصا علي أبنائهم الذين التحقوا بالمدارس والجامعات, وأصبحت لهم مشروعاتهم التجارية والزراعية, إلا أن مشاكلهم مع السفارة المصرية هناك لا تنتهي- علي حد قول أحدهم- خاصة إذا رغبوا في زيارات زوجاتهم إلي مصر للتعارف, وأعتقد أن أحدا لم يفكر أبدا في التواصل معهم, أو الوقوف علي مشكلاتهم. الأهرام والمالكي أشاد السيد نوري المالكي بصحيفة الأهرام قائلا: لقد تربينا علي الأهرام, وكانت في الخمسينيات والستينيات تصل إلينا من القاهرة بصفة دورية, وحينما أشار إليه وزير الثقافة السيد علي الموسوي, وكان حاضرا في اللقاء, أن صحيفة الصباح العراقية تبحث الصدور بالقاهرة لتوزع مع الأهرام, رحب رئيس الوزراء بطباعة الأهرام في بغداد, وقال سيكون أمرا عظيما.
توقيع العضو : Ahmed Nsr
انا بحبك يا زائر اه والله
ومتابعك مشاركاتك : 0 واخر مره سجلت دخولك فيها :
صدقت اني بحبك يا زائر
لمراسلة الادارة بأمور خاصة لا يشاهدها غير الادارة من هنا لوضع اى شكوى خاصة بمنتدانا الحبيب من هنا لتقديم الاقتراحات البنائه بهدف تطوير منتدانا الحبيب من هنا لمتابعة قوانين المنتدىفريق إشراف منتدى المصري
موضوع: رد: نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في حوار مع عبدالناصر سلامة: أولوية للشركات والعمالة المصرية في العراق الأحد 07 أبريل 2013, 1:25 pm
اسم العضو:KaMaL3aTeF
يغلق بعد انتهاء مهلة الردود
تحياتى
توقيع العضو : KaMaL3aTeF
لمراسلة الادارة بأمور خاصة لا يشاهدها غير الادارة من هنا لوضع اى شكوى خاصة بمنتدانا الحبيب من هنا لتقديم الاقتراحات البنائه بهدف تطوير منتدانا الحبيب من هنا لمتابعة قوانين المنتدى
نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في حوار مع عبدالناصر سلامة: أولوية للشركات والعمالة المصرية في العراق