أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
كنت جالسا على المقهى أشاهد لقاء الديربي المصري في الملاعب الإماراتية، مباراة الوصل وبني ياس في دوري المحترفين الإماراتي، وكانت التعليقات أغلبها، إن لم تكن كلها، تنصب على شيكابالا وزيدان فقط.. لا ليسوا مصريين من كانوا يجلسون ولكنهم كانوا إماراتيون، كانوا لا يشاهدون المباراة ولكنهم جميعا جلسوا معتبرين حالهم في استوديو تحليل كل منهم يدلوا بدلوه والشيشة في فمه.. لا ليس عن المباراة ولكن فقط على شيكابالا وزيدان.
لم يتحدث أحد منهم على أي لاعب آخر.. فقط شيكابالا وزيدان، لم ينتقدوا أي لاعب آخر.. فقط شيكابالا وزيدان، وكلهم كانوا يرون ومصرون ومتأكدون أن هؤلاء لا يصلحون قائلين: "يا ريال.. جايين ياخدو بيزات".
وياريال بالإماراتي هي تعني يا رجال أو ما معناه "يا راجل"، أما البيزات فكلنا نعرف أنها الأموال.
زيدان خرج مصابا، ولم يتوقف الحديث عن كونه "جاي ياخد بيزات"، بني ياس يتألق وأيضا الحديث ليس سوى عن أن "زيدان جاي ياخد بيزات"، شيكابالا أحرز هدفا، وأيضا الحديث أنه "جاي ياخد بيزات".
أنا لا أعرف بصراحة هل من المفترض أن يأتي اللاعب من بلده لبلد أخرى ويترك أهله حبا في النادي الذي جاء إليه؟ لا أعرف أيضا لماذا هذه النظرة وهذا التعامل مع اللاعب المحترف أيا كانت جنسيته؟ .. قد يكون بعض اللاعبين مقصرين أحيانا كزيدان مثلا الذي يهمل تدريباته وتكثر إصاباته ولكن مثل هذا الهجوم كان على حسني عبد ربه أيام لعب في أهلي دبي رغم أنه كان أبرز نجوم الفريق، وشيكابالا يعاني منه الآن رغم أنه ليس السبب في دفاعات فريقه المخرومه، ولا تكتيك مدربه المعيب.. والحقيقة أن المشاهد تعلم هذه الفذلكة والنظرة الفارغة للأمور والتحليلات المبنية على "نفسنة" من السادة المحللين في القنوات الفضائية!
أزمة الكرة الإماراتية شأنها شأن المصرية، في استوديوهات التحليل التي تستعين بمحللين فشلوا في كرة القدم وفشلوا في دراستهم أحيانا، وينصبون أنفسهم محللين، البعض منهم كل مؤهلاته أنه كان يتفذلك في منتديات الإنترنت، فجلبوه وجعلوه محللا.. أو أنه صوته عال ويضحك عليه الجماهير أويقوم بدور المعترض دائما فيجعلوه إعلاميا ومحللا..
الصراحة الإعلام الرياضي الإماراتي لا تقل أزمته عن الإعلام المصري، كل منهم ينتشر فيه غير المؤهلين وأنصاف المتعلمين ليخرجوا لنا ضغائنهم الشخصية وليست تحليلاتهم، كي يفتحوا لنا بالوعة نفسياتهم وعلينا أن نشمها، بل ونتحمل تبعاتها!
** المشاهد العربي هو ضحية الإعلام، هذه حقيقة ولكن أيضا المشاهد هو السبب وهو الذي قبل أن يلعب دور الضحية، فالمشاهد العربي، ودعوني هنا أخص المصري.. كسلان لا يحب القراء ويريد "أي حاجة في ساندوتش" في السريع، قيل له أن الدستور سيء فصال وجال واعتبره سيئا رغم أنه لم يقرأه ولم يحاول قراءته.. قيل له أن الدستوري المصري الجديد يعلي شأن الإسلام، فهتف "الله أكبر" وسار خلف تأييده رغم أنه لا علاقة للدستور بشأن الإسلام لا من قريب ولا من بعيد!
نعتب على الخرفان وكل منا بداخله خروف، كل منا يريد من يسوقه ويقوده ويجره، كل منا لا يريد أن يجهد نفسه بالقراءة أو البحث، أو حتى التفكير، كل يختار شخصا أو قناة أو تيار ويسلم له طوق رقبته كي يسوقه وفي النهاية الكل يسوقنا إلى قلب النيران كي نحترق، فلا نتوب ولا نتعظ ونكرر أفعالنا بانتظام وبنفس النهج ونفس النسق.. هي ليست قصة جهل قدر ما هي أزمة عقل.. أفلا تعقلون؟!