فئة المناقشات العامة

موضوع: عليه العوض!

المشهد الحالي علي الساحة المصرية يوحي بأن مصرنا الحبيبة تمر بمرحلة من أخطر مراحلها. حيث الغليان المتصاعد الذي ينذر - لاقدر الله - بحرب أهلية لايتمناها كل من يحب هذا الوطن الذي قرنه الله عز وجل في كتابه العزيز بالأمن والأمان.
ومنذ الإعلان الدستوري الذي صدر يوم 22 نوفمبر الماضي والبلاد تعيش حالة غير مسبوقة من الإنقسام الذي زاد من حدته حرص اللجنة التأسيسية علي الإنتهاء من المسودة النهائية للدستور في جنح الليل. برغم أن الرئيس نفسه مدد مهمتها شهرين كاملين لعل وعسي تصل إلي التوافق "المفقود" وبعدها لم يتنظر الرئيس طويلاَ .وقرر الدعوة للإستفتاء علي الدستور يوم 15 ديسمبر. برغم أن الإعلان الدستوري الذي تم الإستفتاء عليه يوم 19 مارس 2011 يمنحه الحق في الإنتظار لمدة أسبوعين بعد تسلمه المسودة النهائية. وبعدها يتم الدعوة للإستفتاء عليه.
وبدلا من إحتواء المشاكل ونزع فتيل الأزمة التي تكاد تعصف بالوطن لم يتراجع السيد الرئيس عن الإعلان الدستوري "سبب الأزمة". مما تسبب في تصعيد الإحتجاجات وتأجيج المشاعر الغاضبة. خاصة بعد إهدار دولة القانون بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومنع القضاة من ممارسة مهمتهم. في يوم أسود لا يمكن أن تنساه مصر. ويبدو أن الإخوان المسلمين ومعهم السلفيين قرروا ألا يرضوا عن القضاء إلا إذا قدم لهم ضمانات مسبقة. أي قبل عقد الجلسات بأن الأحكام ستأتي علي هواهم. وإلا بماذا يمكن أن نفسر الحشد الإخواني في ميدان التحرير قبيل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية مع توجيه العديد من التهديدات التي تهدد بحرق البلد إذا لم تأت النتيجة لصالح محمد مرسي. ولأن مساعي الأخوان نجحت في ذلك الوقت. كان من الطبيعي أن تنتقل الحشود الإخوانية إلي محيط المحكمة الدستورية. وإما الحكم بدستورية اللجنة التأسيسية ومجلس الشوري وإما "إدينا الإشارة نجيبهم لك في شيكارة" دون أن تصدر عن مؤسسة الرئاسة أي إدانة أوشجب أووعد بالإلتزام بعدم تكرار ذلك المشهد المهين لكل المصريين. فلو فقدت أي دولة إحترامها لقضائها . فقل علي تلك الدولة السلام. ولطبقنا شريعة الغاب بدلا من دولة القانون.
لن يكتسب الرئيس مرسي شرعيته الكاملة إلا إذا تحرر من سطوة الإخوان. أو بمعني آخر "جواز الرئيس مرسي من الإخوان باطل" وفي رواية أخري - والعهدة علي القوي الثورية - الجوازة دي لايمكن تتم. والبلد ب "تضيع.. يا بديع" !
أدعو المصلين في كل مساجد مصر بعدم السماح للخطيب بالحديث في السياسة والدعوة للتصويت ب "نعم" علي الدستور. مرددين أن من يقول نعم سيدخل الجنة ومن يقول "لا" سيكون مصيره النار. وأجدني منحازا لمن يقول لو كان منطق الإخوان صحيحا في ذلك التصنيف. الغريب والعجيب. فإن من صوّت ب "نعم" علي التعديلات الدستورية يوم 19 مارس 2011 قد ضمن الجنة. وعندما منح صوته للرئيس مرسي في انتخابات الرئاسة دخل مرة أخري الجنة. وعندما رشح الدكتور مرسي في انتخابات الإعادة دخل مرة ثالثة الجنة. فما هو الداعي ليقول "نعم" للدستور. طالما أنه ضمن- علي حد زعمهم - دخول الجنة بالثلاثة.؟
وعليه العوض ومنه العوض.. يامصر!

توقيع العضو : I AM THE GAME

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عليه العوض! NmG42