أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
** يا خسارة يا مصر.. ضاعت الفرصة.. لبناء دولة حديثة.. وتم القضاء علي أروع ثورة شهدتها البشرية.. وانقسم الشعب.. ولن يتحقق الحلم الجميل إلا بعد وقت طويل. المشهد حزين.. وما بين التحرير والاتحادية وميدان النهضة عند جامعة القاهرة كما بين السماء والأرض مع أن المسافة لا تزيد علي كيلو مترات قليلة. تحول الوطن إلي "سندويتش" فهناك "شاطر" و"مشطور" وبينهما أغلبية صابرة حائرة تتساءل ماهو المصير وماذا يخبيء لنا الغد.. وهل مازال هناك أمل في تحقيق مصالحة وطنية بين جميع القوي وانقاذ مصر من الانقسام والفرقة وهل ستنجح محاولات اللحظة الأخيرة قبل الاشتعال في احتواء الخلافات التي توشك أن نعصف بالبلاد وتدخلها في متاهة الحرب الأهلية كما تريد إسرائيل وأمريكا وبعض العرب بالاتفاق مع قوي داخلية. منذ أحداث محمد محمود الثانية التي اتبعها الإعلان الدستوري ثم مفاجأة الانتهاء من مسودة الدستور. احتار الناس في المنازل والقري والنجوع وتساءلوا ماذا سنفعل: هل سنخرج للاستفتاء أم نقاطعه؟ ومن نصدق: هل فريق الرئيس الذي وقف أمام تمثال نهضة مصر ليعلن إنجاز أعظم دستور مر علي مصر.. أم من يعتصمون بالتحرير وتحركوا إلي "الاتحادية" ليقولوا إنه لا يلبي طموحات المصريين ولا ينحاز لطبقات الشعب ولا للعمال والفلاحين ويبتعد عن العدالة الاجتماعية فهو دستور يلغي الحقوق ويكبل الحريات؟ بصراحة.. دخل الطرفان في عناد وحرب تكسير العظام علي حساب الوطن ولم يهتموا بالمواطن البسيط فكل طرف يخاطب نفسه ويمتدح ما يفعله ويسب ويلعن الآخر. ويعلن التحدي لآخر قطرة في دماء المصريين! غاب الحكماء تماماً عن المشهد الذي تصدره المتعصبون والمتشددون. فخرج كل فريق عن النص وأصبح الضرب تحت الحزام. حتي العداوة صارت بالأسماء. ونال العديد من الرموز التي يحترمها الشعب من الطرفين مالا يمكن تحمله من الأوصاف والاتهامات والشائعات التي وصلت إلي حد الخوض في الأعراض. لم يعد هناك مالم يفعله كل طرف فإذا خرجت مليونية من هنا واجهتها مليونية أكبر. وإذا احتجبت الصحف الخاصة والحزبية طبعت جريدة الحرية والعدالة 4 أضعاف ما تطبعه.. وإذا اسودت شاشات الفضائيات الليبرالية. أضاءت غيرها ولم يعد ينقص سوي الصدام المحتوم إذا استمرت حالة الاحتقان والشد والجذب. نعود للبداية التي يتساءل فيها الشعب: هل مازالت المصالحة ممكنة؟ الإجابة علي السؤال تتوقف علي مدي قابلية كل طرف لتقديم تنازل حتي يمكن تقريب وجهات النظر والعودة للقاءات والاتفاقات فلا يمكن أن ندعو العدو الإسرائيلي للجلوس مع الفلسطينيين علي مائدة المفاوضات ولا يجتمع أبناء ثورة 25 يناير علي مصلحة الأمة؟ ماذا يفيد الوطن.. حتي لو جاءت نسبة الموافقة في الاستفتاء علي الدستور 70% كما يردد "الإخوان". هل يعني ذلك إننا نقهر 30% من الشعب ونقصيهم عن المشهد. أم أننا في حاجة إلي توافق لإعادة بناء مصر؟ نعلم أن الأزمة كبيرة.. لذلك فعلي كل طرف أن تكون تضحياته وتنازلاته كبيرة.. وعلي الجميع الابتعاد عن كل الأقوال والأفعال التي تزيد الاحتقان والعناد.. وليعلم الجميع أن مصلحة مصر وكرامة المصريين أهم ألف مرة من التراجع عن قرار أو البدء في المصافحة لتحقيق المصالحة. .. ورغم أن سعد زغلول قال "مفيش فايدة" إلا أن الحريصين علي مصر وعقلاء الأمة يتمسكون بالأمل الضئيل للانقاذ. وإلا لن ينفع الندم عندما نستيقظ بعد فوات الآوان. ****