فئة المناقشات العامة

موضوع: مجرد كلام عصر الخوف

لماذا لا نعترف بأن "الخوف" أصبح السمة الرئيسية للفترة التي نعيشها حالياً وأن هذا الشعور البغيض تسلل إلي كافة القطاعات دون تفرقة أو تمييز.
الكل لديه مخاوفه بدءاً من مؤسسة الرئاسة ومروراً بالإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية والثوار والمدنيين ونهاية بالشارع والمواطن البسيط.
الرئيس مرسي زرعوا في داخله الخوف من الفلول والمعارضين من القوي السياسية الأخري فكان ما كان من الإعلان الدستوري ثم الاستعجال في الانتهاء من الدستور الجديد والإعلان عن الاستفتاء عليه بعد أيام لتستقر من وجهة نظره الأمور.
جماعة الإخوان تخشي أن تضيع منها السلطة التي سعت إليها عبر ثمانية عقود لذا فلابد من الامساك بمفاصل الدولة وتعيين الموالين لضمان البقاء أطول فترة في الحكم.
السلفيون لا تفارقهم المخاوف من خسارة المكاسب التي حققوها عقب الثورة وظهورهم بمظهر الشريك في الحكم بعد ملاحقتهم وتهميشهم إبان النظام السابق.
الجماعة الإسلامية تخشي من عودتها إلي السجون والمعتقلات أضف إلي ذلك ما ذاقه قادتها من مزايا الحرية وتعضيد أفكار الدولة الدينية ومتعة الظهور في وسائل الإعلام.
الثوار تتنازعهم المشاعر فهم بداية من أشعلوا الثورة ودفعوا ثمن زوال نظام ديكتاتوري سابق غير أنهم خرجوا من المولد بلا "حمص" أو مكاسب والآن تتجاذبهم الأفكار فيما سوف يفعلون لو وجدوا أنفسهم أمام نظام فردي جديد.
المدنيون من التيارات الليبرالية والإشتراكية واليسارية وجميعهم شاركوا في الثورة ومنهم من اختار الرئيس إلا أن شعورهم بالتهميش زاد من مخاوفهم بأن الاتجاه هو تكريس الوضع القائم دونهم ولعدة عقود.
الشارع المصري لا تفارقه مخاوف استمرار المليونيات مما يزيد معاناة الزحام والارتباك والذي ينعكس بطبيعة الحال علي كافة مناحي الحياة ويغلق أبواب الرزق أمام قطاع كبير من المصريين.
المواطن البسيط وهو يمثل الشريحة الأكبر ممن ساهموا في التغيير إلا أنه يزداد رعباً ليس فقط لما يتوارد إلي مسامعه من لغة تؤجج الصراع وتفقده الأمن والأمان ولكن لأنه بات يتوقع مزيداً من العوز والحاجة في المدي القريب.
حقيقة وفي ظل إدراك كل طرف من الأطراف السابقة لمخاوفه فإن أي قاريء للمشهد لا يتوقع إمكانية حدوث توافق مجتمعي كما أن الدستور الذي تم إجازته من قبل لجنة الإعداد وفي غياب قوي أساسية قد يحقق في حال الموافقة عليه في الاستفتاء الشعبي استقراراً و"اطمئناناً" مؤقتاً لمؤسسة الرئاسة إلا أنه في نفس الوقت سيترك جراحاً غائرة لن تندمل بسهولة لدي نسبة كبيرة من المواطنين.
مرة أخري أكرر أننا دخلنا نفق الخوف المظلم وأن الخروج منه يحتاج إلي ترتيب البيت من جديد وقبل أن ينهار هذا البيت علي كل من فيه.

توقيع العضو : I AM THE GAME

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مجرد كلام عصر الخوف NmG42