فئة المناقشات العامة

موضوع: غلطة وندمان عليها

كانت غلطة.. وأخطأتها مع الرئيس.. فبعد أن تولي الرئاسة بأيام.. دعا رؤساء التحرير ومجالس الإدارات وبعض الإعلاميين لحوار داخل قصر الاتحادية. وكنت وقتها رئيسة لتحرير حريتي.. قبل أن يجري مجلس الشوري تغييراته التي عرفت بأخونة الإعلام. ولست من الجماعة ولا كان لي تصنيف حزبي من قبل أو بعد. فلم أنتم يوماً للحزب الوطني ولا صرت واحدة ممن حلوا محله باسم الحرية والعدالة.
ونعود إلي القصر ذي المائة عام والذي توالي عليه الرؤساء. فقبل اغتيال الرئيس السادات كان اتحادا للجمهوريات العربية مصر وسوريا وليبيا. وقبل خلع مبارك عرف بقصر العروبة. ومع الدكتور مرسي وحتي يومنا هذا نطلق عليه الاتحادية.. بغرفه الربعمائة وما بداخله من خمسة وخمسين شقة جنب شقة. وقاعات انتظار جلسنا داخلها في انتظار اجتماع الرئيس.. وآثر بعضهم أن يقوموا للصلاة علي أرض القاعة والقصر والرئاسة.. وصلوا.
غلطة وندمان.. عليها
ربما كانت أغنية هاني شاكر غلطة وندمان عليها هي التي ذكرتني بما فعلت.. أو أنهم كل اولائك المصريين الذين تجمعوا الآن أمام قصر الاتحادية وبميدان التحرير لحظة كتابة تلك الكلمات أول أمس الثلاثاء.. هم أكبر تأكيد علي أني أخطأت بالفعل.. حين وقفت أمام الرئيس وقلت إن المرأة المصرية لديها مخاوف كثيرة.. خائفة علي حقها في العمل بعد أن بذلت جهوداً أكبر بكثير من الرجل لتصل لنفس موقعه.. وقطعت مشواراً طويلاً من أجل قوانين أحوال شخصية تحمي أطفالها وأسرتها وأمانها.. وتخشي النيل من حقوق تسعي لأن تكملها ولا ينتقص منها.. وهي خائفة علي الطريق ممن يعترض وجودها.. باختصار النساء.. خائفة.
والحشود التي أمامي تؤكد أني أخطأت.. فليست المرأة وحدها هي الخائفة علي وجودها.. ولا الصحفيون فقط هم الحريصون علي حرية الكلمة بصفتها حرفاً في حرية وطن.. ولا الإعلاميون بكل صورهم والأقباط وأهل القانون والليبراليون والعلمانيون وجبهة الانقاذ الوطني. ولا الناطقون بالشهادتين.. أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده رسوله.. إخوانا في الله ومسلمين إليه.. ولكنهم ليسوا من المدرجين تحت اسم الإخوان المسلمين.
إنهم كل أبناء الوطن وفصائله وأحزابه وفئاته وأفراده باستثناء الجماعة.. كلنا معاً مجتمعين أمام الاتحادية خائفون من.. الأسلاك الشائكة.
مش عايز أخدكوا في أحضاني
أجمل ما كان بيني واخوتي وأهلي.. الوفاق علي اتفاق.. كنا متفقين علي الأشياء.. بحكم التربية والنشأة ومن لقنونا نفس دروس الحياة.. فتبادلناها وحفظناها فلو رأيت مشهداً منفراً علي الطريق وانتابني الضيق أنظر إلي أخي فأجد حاله من حالي.. كانت تضحكنا نفس النكتة وننتظر ذات المسلسل.. والآن لم يعد حالنا كبعضنا.. أصبحنا نرد بالتعليقات.. وصارت هتافاتنا مختلفة.. ولكل منا لافتة عليها شعار.. ومطلب.
قرأت عن ابنة أخي اعجابها بهذه الكلمات.. الرافضون للدستور إناس وطنية شريعة محترمة ويمكن تقسيمهم إلي من يكره الإخوان ومن يخشي الإخوان ومن يري عوارا في الدستور ومن له حسابات حزبية تجعله معارضاً وخامساً من له حسابات شخصية تدفعه للرفض.. وأياً كانت الأسباب فمن حقهم أن يقولوا لا للدستور ونرجوهم احترام حق غيرهم في أن يقولوا.. نعم.
اختلفت مع ابنة أخي.. لأني أضيف للخمسة سادساً.. الخائف علي الدين ممن يلبسون ثوبه ويخلعونه عن الآخرين.. ومحاولات الزج بالإسلام كمظلة تحمي أفعالهم.. ووضع أصابعهم في مواطن استياء الآخر والضحك في موضع أحزانه والاستخفاف بثورته.
امرأة قيس
ولأني كامرأة قيس بن ثابت التي كرهت وخافت وخشت الكفر في الإسلام.. فخلعت زوجها حتي لا تكره دينها بسببه حين لم تعد تطيقه.. فأنا مثلها أكره الكفر في الإسلام بسبب من يتخفي تحت بند الدين.. والواضح كالشمس أن السياسة وضعت بصمتها علي.. دينك.

توقيع العضو : I AM THE GAME

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

غلطة وندمان عليها NmG42