فئة المناقشات العامة

موضوع: مساحة حرة

عاصرت حكومات عديدة فشرفت بالعمل مع حكومات الدكاترة عاطف صدقي وكمال الجنزوري وهشام قنديل.. وندمت علي ما كتبت عن حكومات الدكاترة عاطف عبيد وأحمد نظيف وأحمد شفيق وعصام شرف!! فما بين الانجازات الوهمية والحقيقية خيط رفيع يشعر به القاريء قبل أن يحس به الصحفي.. لكن العزاء الوحيد للصحفي أن الخبر أو التصريح ينسب لمصدره.. فهو المسئول عنه أمام الله وأمام القراء!
فأشعر بالفخر وأنا أتذكر ما كتبته عن د. عاطف صدقي وحكومته.. فهو صاحب لقب رجل البنية الأساسية ووصفه البعض برجل المهام الصعبة» فالبنية التحتية كانت متآكلة وكل ما في باطن الأرض من صرف صحي ومياه شرب وكهرباء وتليفونات خرجت للشارع!
وأحس بالعزة كلما كتبت عن د. كمال الجنزوري صاحب الشخصية القومية وأول رئيس وزراء قال لرئيس الجمهورية: لا.. فالصمود سمة من شخصيته والعزيمة دستور حياته ويكفي أنه صاحب أكبر عدد من القرارات الوزارية سواء في حكومته الأولي أو الثانية!
وأول من تنازل عن راتبه ومخصصاته الشهرية لعلاج أطفال السرطان. وأجبر الوزراء والمحافظين علي التنازل عن نصف مخصصاتهم الشهرية من 25 ألف جنيه إلي 12 ألفاً و500 جنيه لصالح أطفال معهد الأورام.
وأشعر بالراحة والاطمئنان وأحس ان الدنيا مازالت بخير وأنا أكتب عن د. هشام قنديل لنزاهته وخوفه من الله من الاقتراب للمال العام.. فهو رئيس الوزراء الوحيد الذي يحرص علي حمل سندوتشاته من منزله لتناول وجبه الغداء علي حسابه وليس علي حساب الحكومة حتي ولو كانت مجرد ساندوتش فول وطعمية!
أول رئيس وزراء يدخل عش الدبابير ويقتحم مثلث الرعب المناطق العشوائية وتعمير سيناء والدعم وسنينه!!
وعلي النقيض.. أشعر بالأسي كلما تذكرت كتاباتي عن د. عاطف عبيد صاحب تعويم الجنيه المصري فأغرق كل المصريين في بحر الفقر والتخلف .. ركب قطار الخصخصة فدهس محدودي الدخل ودهس معهم العمال فكان له سبق تشريدهم تحت بند المعاش المبكر!
وأحس بالندم علي كل كلمة كتبتها عن د. أحمد نظيف أبو الحكومة الذكية أسما وليس فعلا.. حوّل طبقة محدودي الدخل إلي طبقة أدني تحت مسمي معدومي الدخل في الوقت الذي كان يتباهي فيه أن معدل النمو وصل إلي 7%!!
وأشعر بالحزن علي ما كتبته عن د. أحمد شفيق بعد أن اكتشفت دوره "كمحلل" لعودة نظام مبارك مستخدما أسلوبه الناعم.. ونحمد الله أن مدته كانت هي الأقصر في عمر رؤساء الوزراء!
وأشعر بالغيظ لما كتبته عن د. عصام شرف بعد أن امتدت كتاباتي عنه من الجريدة إلي كتاب أصدرته عنه بعنوان "شرف ونظيف مش إيد واحدة" ظناً منّي أنه يختلف عن نظيف وانه منقذ ثورة 25 يناير و انه خريج ميدان التحرير. فاكتشفت بعد ذلك انه باع الثورة وسبب ضياعها وباع جامعة النيل لمستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم د. أحمد زويل الحاصل علي جائزة من وزير الدفاع الإسرائيلي لمساهمته في تطوير منظومة السلاح الصهيوني!
نقل المظاهرات من ميدان التحرير إلي مجلس الوزراء وكان يخرج لهم وينفذ مطالبهم.. ثم شجعهم بعد ذلك علي التظاهر أمام منزله! فتعوّد علي النوم علي أصواتهم!!
وعلي الرغم من ان د. شرف كان الأقرب إلي قلبي كصديق قبل أن يكون رئيسا للحكومة إلا انني صدمت بعد أن عرفت انه يحصل علي آلاف الدولارات كبدل سفر للخارج وتعددت سفرياته في ثلاثة شهور إلي الرقم عشر سفريات في الوقت الذي كان يعامل فيه معاملة الرؤساء عند زياراته الخارجية!!
ولعل سبب تحولي من صديق إلي ناقد ومهاجم للدكتور عصام شرف يرجع إلي أن الصحفي مرآة للمجتمع وكتاباته هي رد فعل لتصرفات وسلوكيات المسئول. فإن كان علي صواب مدحناه.. وإن كان علي خطأ انتقدناه.
فعلي مدي 23 عاماً قضيتها داخل أروقة مجلس الوزراء تعاملت خلالها مع 13 حكومة برئاسة 7 رؤساء لها. وضمت أكثر من 180 وزيرا. عرفت خلالها الوزير الصالح والطالح.. الصادق والكذاب.. العاقل والمجنون.. الشريف والفاسد.. النزيه والفلاتي.. الذي يرعي مصالح شعبه والذي يرعي مصالحه.. فمهما تعددت المسميات فاللقب واحد.. وزير.

توقيع العضو : I AM THE GAME

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مساحة حرة NmG42