أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
هناك قصة شهيرة لحاخام يهودي وخنازيره العشرة استحضرها دائماً في مثل الأحداث التي نعيشها الآن والقصة لمن لا يعرفها ان مواطناً يهودياً اشتكي للحاخا ظلم حكومته وقسوتها عليه عندما تركته يعيش مع أسرته المكونة منه وزوجته وامه وحماته واولاده الستة يعني عشرة أفراد في غرفة واحدة... وهنا ابدي الحاخام تعاطفه الشديد مع المواطن قائلاً: اذهب إلي غرفتك وستجد حلاً يرضيك وعندما عاد المواطن الغلبان لغرفته وجد خنزيراً يجلس مع أسرته في غرفته الضيقة فاغتاظ المواطن وعاد محملاً بغضبه إلي الحاخام ليجد ابتسامة صفراء في انتظاره وبعد ان انصت الحاخام باهتمام مبالغ فيه طلب منه الرجوع إلي اسرته وسيجد الحل في انتظاره وعندما عاد المواطن الغلبان وجد الخنزير استضاف آخر مع اسرته فهاج الرجل الطيب ورجع إلي الحاخام ليجد ابتسامة باهتة أكبر في انتظاره وتكررت الشكوي وتكرر الطلب بالعودة لأسرته ليجد خنزيراً ثالثاً في انتظاره!! وما بين العودة للحاخام وتكرار الشكوي واتساع الابتسامة الصفراء الباهتة وزيادتها والطلب بالعودة للغرفة ليجد المواطن في نهاية اليوم غرفته وقد سكنها عشرة خنازير مع افراد أسرته العشرة ورائحة لا يقدر علي تحملها كائن حي!! وهنا تملك اليأس والاحباط من الرجل الغلبان وجلس يندب حظه لينصحه جار طيب مثله بالا يفقد الامل ويعود للحاخام ويخبره بالمأساة الكبري وبين تردد ويأس وأمل واحباط خضع لنصيحة جاره ولضغوط زوجته والحاح امه وحماته العجوزان وصراخ اولاده ونظرات الخنازير الشامتة فيه عاد الرجل محملاً باذيال القرف والمرارة ليجد في انتظاره امراً حاسماً من الحاخام له بالعودة وسيجد حلاً لمشكلته وعاد يقدم رجلا ويؤخر الثانية ليجد تناقص الخنازير إلي تسعة فيكرر رحلة العودة والرجاء وفي كل مرة يتناقص عدد الخنازير حتي اذا اكمل العشرة مرات ليجد الخنازير العشرة قد تركت له الغرفة الضيقة مع بقايا الرائحة الكريهة!! وفي المرة الأخيرة لم يجد امامه إلا تقديم الشكر للحاخام علي طرد الخنازير من غرفته ونسي الغلبان شكواه الاصلية بان الغرفة اصلاً ضيقة ولا يمكن لعشرة افراد ان يسكنوها ابداً!! هذه القصة اجدها معبرة وموحية في كثير من الأحداث التي مررنا بها واجدها ملائمة الآن وجاهزة للتطبيق فالكل كان يطالب بإلغاء الإعلان غير الدستوري لكن صدرت مسودة الدستور الجديد وصدر قرار بالدعوة للاستفتاء عليه يوم 15 ديسمبر القادم وتم حصار المحكمة الدستورية...الخ. تزامنت قرارات وافعال وصلت إلي حصار قصر الاتحادية وتهديد القضاة بعدم الإشراف علي الاستفتاء حتي يتم إلغاء الإعلان غير الدستوري مما يستلزم إعلاناً غير دستوري جديد بإلغاء الإشراف القضائي علي الانتخابات والاستفتاءات كما هدد ولوح البعض بالاستعانة باساتذة الجامعات أو المدرسين!! يعني باختصار زادت الخنازير إلي 10 في غرفتنا الضيقة وضقنا جميعاً بهذه الخنازير اقصد القرارات والاعلانات والمظاهرات والتلويحات والتهديدات لذلك تبدأ عملية التخفيف علينا بإخراج خنزير كل فترة من غرفتنا الضيقة فقد يلغي "الإعلان" قبل الاستفتاء بلحظات وفي وقت لا يسمح بصدور احكام قضائية ضد الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشوري ورغم ان صدور مثل هذه الاحكام الآن قد يعقد المشهد ويزيد من سخونتها سيروج في نفس الوقت شائعات ضد المحكمة الدستورية ذاتها بإنها اصدرت احكامها في حالة غضب من قضاتها بعد حصارها وبعد الاقتصاص منها وتقليص حقوقها وعدد اعضائها في مسودة الدستور الجديد وهو ما يتنافي طبعاً مع حيدة القضاء!! مع إلغاء الإعلان الدستوري قد يعود القضاة للإشراف علي الاستفتاء وهكذا سنشعر جميعاً بالراحة الوهمية مع إخراج الخنازير اقصد مع إلغاء بعض القرارات وسنشعر جميعاً بنشوة الانتصار الوهمي وسننسي جميعاً ان اصل المشكلة الغرفة الضيقة لم تحل بعد!! * اخيراً انا لا افهم لماذا الاصرار علي اصدار دستور لم يحدث حوله توافق وطني ولماذا الاصرار علي التعامل مع الناس كما نتعامل مع بعضنا في ميكروباص أو قطار بان من يجلس بجوارنا قد لا تقابله مرة أخري! * لماذا لا تصدقوا ايها السادة ان الشعب الآن يلتقي في ميدان التحرير وميادين التحرير في المحافظات اليوم وغداً كما التقي بالامس ولا يقدر عليه إلا من يلبي اوامره لان الشعب اذا امر لابد ان يستجيب القدر والقدر هنا هم حكامنا وحكومتنا!!!