أهلاً وسهلاً بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
موضوع: حوار ساخن مع السيد حافظ الإبداع يعتزل رءوسنا والمسرح العربي والحرية يحتاجان إلي جنازة وكفن
اسم العضو:I AM THE GAME
السيد حافظ من الكتاب الذين يحملون مسئولية الغد علي أكتافه فهو يخوض غمار معركة الحق والحقيقة والأشياء الخالدة واتجه بعد أكثر من مائة مسرحية و78 كتاباً وأكثر من ثلاثين رسالة جامعية بين ماجستير ودبلوم ودكتوراة في أنحاء الوطن العربي إلي كتابة الرواية وكانت أولها رواية "نسكافيه" و"قهوة سادة".. ويعتبر السيد حافظ من رواد المسرح التجريبي في مصر وهو من الذين استفادوا من رصيد مسرح الستينيات الهائل وفي هذا الحوار يضع الكثير من النقاط بصورة لا تنقصها الصراحة؟.. * في ظل الظروف السياسية الجديدة رجال المسرح يعيشون حالة من القلق تعليقك علي هذا؟ ** المسرح في الوطن العربي يحتاج إلي جنازة.. والحرية تحتاج إلي كفن.. والموقف يتراجع.. والإبداع يعتزل رءوسنا.. والبلاد تنتشر.. والجميع ينتظر مصر الحلم.. ينتظر مصر الفكر.. لقد امتنعت مصر عن تصدير الثورات.. وعن تصدير الأبطال.. مصر لا تحلم بالأنبياء الآن.. لكن مصر القديمة هي مصر الفكر الزلزال.. يهز الزمان والمكان.. مصر القادمة لا تهتم بالخطابة والهتاف مصر القادمة لا تهتم بالكلام.. مصر القادمة ضد التضحية البلهاء والثورة المقنعة والأغنيات الغبار.. رجال المسرح في دوامة في مرارة والصمت الذي يلتزمه المسرحيون هو غضب مضئ. * بماذا تعلل صمت النقاذ عن كتاباتك والصمت الجريمة؟ ** كنت ضحية المسرح الجديد في الوطن العربي.. فكل الذي يطالبون بشكل مسرحي عربي مميز.. جديد عندما شاهدوا كتاباتي.. صمتوا وأوصدوا الأبواب حتي أن أحد النقاد قال لي بالحرف الواحد كيف أعلن أنك معجزة في المسرح.. انهم يقتلوني.. الخريطة الثقافية في مصر لا تسمح! كان صوتي الأدبي والمسرحي فجيعة في الوسط مثل صوت النار والبعض من مدرسي اللغة العربية حزنوا علي أمجاد اللغة العربية وضياعها ونسوا أن لكل فن لغته وكما أضاع العرب مدنهم ونساءهم.. أضاعوا مبدعيهم وندمت.. ولم أيأس.. ومن تجاهلهم وأصواتهم التي تحاصرني كنت محصنا بإيماني بالله. * الطيور المهاجرة من مصر في عهد الحكم السابق.. هل هاجرت بحثاً عن الحرية والأمان؟ ** سيذكر التاريخ للسادات موقفاً واحداً جيداً هو أنه قال للمثقفين هيا اغربوا عن وجهي قبل أن أضعكم في مزبلة التاريخ.. وأطلق سراح أقزام الفكر وانطلقوا في المدينة ينتحبون علي الديمقراطية كنا جيل شؤم.. جيل الكارثة.. ولدنا في أحضان ثورة 1952 وفجأة بين عشية وضحاها تحولنا من نظام اجتماعي معين إلي نظام اجتماعي آخر "في 15 مايو 1971". كانت التغيرات لاهبة والطريق أمامنا كالأفعي وكانت الهجرة ضرورة الموت والبعث احتوتنا الدول العربية والأوربية. ففي الدول الأوربية وجدنا غربة واغتراباً وكرامة وفي معظم الدول العربية واجهنا غربة واغتراباً وإحساساً بالمهانة.. لقد تحول الأدباء والشعراء المصريون في معظم الدول الثرية إلي موظفي الأرشيف أو إلي كتبة علي أمزجة أصحاب الدكاكين الصحفية وأصحاب المدن وأصحاب الأسوار.. وأصحاب الخبز.. لقد تحول وزراء مصر السابقين ونواب رئيس مجلس الوزراء إلي سكرتارية خاصة وعامة تحت شعار "كلمة مستشار". لقد زحفت الدولارات إلي الجيوب وزحفت الكرامة إلي التراب.. ومارست الطبول الجوفاء والمدن الأسطورية قوتها فتحول كل الكلام إلي "مبغي". ومع هذا تبقي أرضية الحوار قائمة بين المثقفين المصريين والعرب.. وتعرفت علي نخبة رائعة أمثال: د. عبدالله العتيبي وفيصل السعد وسليمان الفهد وعيسي العصفور وعواطف البدر ود. منيرة مصباح. * هل حاولت ان تكتب أعمالاً تاريخية عربية إسلامية في السينما أوالمسرح أو التليفزيون؟ ** تاريخنا العربي دراما مليء بالدم والدمع والمؤامرات الرخيصة.. ولقد مات الرسول الكريم محمد - صلي الله عليه وسلم - هو وأبو بكر علي السرير.. أما باقي زعماء المسلمين والعرب ماتوا في المعارك وخيمة المصالح وفي تاريخنا معارك عظيمة ومعارك هزيلة. وقد تناولت حياة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري في مسرحية لم يكتب عنها النقاد ولم تقدمها فرقة مسرحية والسبب الخوف.. أعدائي قالوا هذا عمل متطرف وأصدقائي صمتوا.. ولم تقدمها أي فرقة مسرحية خوفاً من الرقابة.. وأنوي الكتابة عن حياة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وعن عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين.. وعن طارق بن زياد فاتح الاندلس الذي مات وهو يتسول. وكتبت مسرحية لم تنشر حتي الآن عن الشهيد صلاح حسين وزوجته شهنده.. وأتمني أن يطيل الله في عمري حتي أكتب عن حياة لورنارد دانشن.. وعن خالد الاسلامبولي.. ** "إن لم تكن كاتبا مسرحيا ماذا كنت تفضل أن تكون؟ * لقد تمنيت ان أكون داعية للاسلام وإلي الآن أشعر بالحنين لهذه الرسالة أن أكون داعية إسلامي وأتمني ان يكون معي 400 مليون دولار انفقها علي الفقراء.. صدقني قد يكون حلما مجنونا ولكنني قد احققه يوما ما.