أكد خبراء الإعلام علي أهمية عرض وجهتي النظر المؤيدة للإعلان الدستوري والمعارضة له بحيادية وموضوعية والالتزام بمواثيق العمل الصحفي واستضافة العقلاء الذين يقدمون روشتة الخروق من المأزق السياسي.
ويأتي ذلك بعدما أدي الإعلان الدستوري الأخير لحالة من الانقسام الشديد ما بين مؤيدين ومعارضين لجأ الطرفان للشارع للإعراب عن موقفهم وخرجت مسيرات هنا وهناك أبرزتها وسائل الإعلام المختلفة وأصبحت هي اللاعب الرئيسي في هذه الأحداث. حتي أن بعض هذه الوسائل أعلن عن احتجابه وتسويد الشاشات اعتراضاً علي الإعلان الدستوري وهو ما يجعل التوازن في التغطية الإعلامية أمراً ضرورياً لتجنب الإثارة أو التحريض.
يقول صفوت الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن وسائل الإعلام مطلوب منها احترام إرادة الرأي العام وعرض وجهتي النظر المؤيدة والمعارض وألا تتحيز لأحد الاتجاهين وتعمل علي استضافة الخبراء والعقلاء الذين يقدمون حلولاً للمأزق السياسي بالإضافة إلي أهمية تجنب تأجيج الخلاف والصراعات بإظهار أن أعداد المشاركين في المظاهرات المؤيدة أكثر من المعرضين أو العكس ولابد أيضاً من احترام قدسية الموت وعدم استغلال الشهداء في إشعال الصراع لتحقيق أهداف بعينها.
ويوضح د.العالم أن احتجاب الصحف وتسويد الشاشات هي آليات متعارف عليها في الديمقراطيات لتسجيل موقف معين وخاصة أن هناك خلافاً حول المواد المتعلقة بحرية الإعلام في مسودة الدستور مما يجعل موقف الصحف والقنوات أحد الآليات التي تعبر عن موقف العاملين بها.
ويري الدكتور شريف اللبان أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة أن الإعلام هو انعكاس للأوضاع القائمة بالفعل وليس سبباً في اختلاقها فهناك مشاكل موجودة علي الأرض وعندما ينقلها الإعلام فلا يعد ذلك تأجيجاً للصراع وإن كانت بعض القنوات قد تنحاز لطرف ضد آخر.
ويضيف أن وسائل الإعلام والصحف ينبغي أن تلتزم بمواثيق الشرف وتعمل علي تقوية المراقبة الذاتية لديها أو أن يتم إنشاء هيئة مستقلة مسئولة عن متابعة الالتزام بهذه المواثيق مع أهمية أن ترعي السلطة حرية الإعلام ولا تضيق صدراً بالنقد. ويشير إلي أن تسويد الشاشات أو الاحتجاب عن صدور الصحف ليس بدعة ضارباً المثل إلي ما حدث منذ سنوات في الولايات المتحدة عندما فرضت الدولة بعض القيود علي مواقع الإنترنت مما دفعها إلي تسويد مواقعها اعتراضاً علي قرار السلطات وخاصة أن حرية الإعلام علي المحك وهذه الخطوة ستكون تعبيراً سلمياً لتوصيل رسالة محددة للسلطة ورئيسها المنتخب مفادها عدم التضيق علي وسائل الإعلام.
دقة وصدق وحيادية
ويعتبر الدكتور محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة الأسبق بجامعة القاهرة أن الالتزام بالقواعد والقيم المهنية هو السبيل الوحيد لتحقيق التوازن في التغطية الإعلامية في هذه الفترة الحرجة وهذا بالفعل ما تحاول بعض القنوات اتباعه وتركيزها علي الصراع والجدل هو نتاج المرحلة التي نعيشها ولكن الجميع يحاول الالتزام بالدقة والصدق والحيادية.
ويشير إلي أن ما أعلنته بعض القنوات من عدم الظهور وكذلك الحال بالنسبة للصحف بحجب منشوراتها ويجب أن تحترم وجهات نظرها في التعبير في ظل ما نعيشه من ديمقراطية فرؤيتهم بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتعبير فهم أحرار .
ويضيف أنه لتحقيق التوازن واستكمال المعادلة الإعلامية لدورها لابد من مراعاة حق وسائل الإعلام في الحصول علي المعلومات وتوصيلها للمواطن بموضوعية ودقة وإنصاف.
وتؤكد الدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن الانقسام والاختلاف في وجهات النظر هو أمر طبيعي بعد الثورة لوجود أحزاب وتوجهات متعددة وبالتالي فإن دور وسائل الإعلام هو أن تعكس هذه التوجهات لكن بمهنية وصراحة وتضيف أن الإعلام الرسمي يقع عليه مسئولية كبيرة اتجاه ذلك فلابد أن يوازن بين كافة الاتجاهات بخلاف القنوات الناطقة باسم حزب أو تيار معين فإنها قد تعكس وجهة نظر أصحابها لذلك فإن الإعلام الحكومي لابد أن ينتقي المتحدثين ويعكس وجهات النظر المختلفة وأن يكون لدي المذيعين القدرة علي إدارة الحديث بمهنية.
استضافة الطرفين
ويشير الدكتور محمد الحديدي مدرس الإعلام بكلية الآداب جامعة دمياط إلي أن أهم المعايير والضوابط للعمل الإعلامي ومن الناحية الإخبارية البحتة هو الحياد وعدم وضع القضايا في إطار معين ويؤكد أنه بصفة عامة سواء في الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي أو الالكتروني يجب الالتزام بما يتوارد من أنباء ومعلومات وتوثيق المصادر التي تأتي منها الأخبار وتحري الدقة وعدم استضافة شخصيات بعينها وعدم المحاسبة بالنية مع التركيز علي استضافة أصحاب الرأي والرأي المضاد بشرط أن تكون المعرضة بناءه في صالح الوطن.
ويوضح أن القضايا المطروحة يجب أن يعرضها الإعلام دون تدخل الإعلامي بوجهة نظره فيجب أن ألا تغطي الآراء الشخصية ووجهات النظر علي المهنية وبالتالي فأن حجب الصحف وتسويد الشاشات يعتبر تدخلاً مرفوضاً.
توقيع العضو : I AM THE GAME |
|