(( النبي إسماعيل ، نشأته وزواجه ، وقِصَّة بِئْر زَمَزَم ، وبنائه للكعبة ونجاته من الذبح))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
<(*!*)> هو نبي الله [إسماعيل] الإبن البِكر لنبيّ الله [إبراهيم الخليل] عليهما السلام.. وهو إبن السيدة [هاجر] القبطية المصرية ، تلك المرأة العاقلة الصالحة الصابرة والمثالية ، رضوان الله عليها ..
ــ وكان [إسماعيل] صغيراً رضيعاً عندما هاجر به أبوه ومعه أمّه [هاجر] من بيت المقدس ووضعهما عند جبال مكّة ، وتركهما هنالك ليس معهما من الزاد والماء إلاّ القليل.. وذلك ثقة بالله تعالى ، وتوكّلاً عليه ، وإلهاما منه سبحانه وتعالى في حكمته ومقاديره.. فقد احاطهما بعنايته وكفايته ، فنعم الحسيب والكافي والوكيل والكفيل .
ــ فعندما وَلَدَتْ هاجر إبنها [إسماعيل] كان عمر والده إبراهيم ستّ وثمانون سنة (86) ، ولما وصل الى المائة سنة (100) وُلِدَ له إبنه الثاني [إسحاق] إبن السيدة العظيمة [سَارَة] ، رضوان الله عليها .. والتي كانت قد إشتدّت غيرتها من ضُرّتِها [هاجر] لمّا ولدت إبنها [إسماعيل]عليه السلام.. ولهذا طلبت من زوجها الخليل عليه السلام أن يُغيِّب وجهها ويُبعدها عنها..
ــ فذهب بها وبرضيعها إسماعيل من فلسطين إلى مكّة المُكرّمة حتى وضعهما حيث موقع " الكعبة " ، وفوق " بِِئْر زَمْزَم " اليوم..
==> فلما تركهما وولّى ظهره عنهما، قامت إليه [هاجر] وتعلّقت بثيابه،
ــ وقالت: (( يا [إبراهيم] أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا))؟!
فلم يجبها ،،،
===> فلمّا ألحـَّت عليه وهو لا يجيبها ،،،
ــ قالت له : (( آا الله أمرك بهذا )) ؟؟؟
قال : (( نعم )).
ــ فقالت وكلّها ثقة بالله : (( فإذاًً لا يضيِّعنا )).. وهنا إرتاحت نفسها وهدأ روعها وذهب خوفها ،، ولم تعد تفكّر لا بوحشة تلك الوادي المجهولة ، ولا بخطر ذلك المكان النائي عن الناس والعمران والماء والزرع ، والذي تسرح فيه الوحوش والعقارب والأفاعي ، الباحثين عن أي شيئ يفترسوه او يلدغوه بسُمّهم القاتِل..
**************************
*** وإليكم ما جاء في صحيح البخاريعن تلك السيّدة العظيمة [هاجر] وإبنها [إسماعيل].. فقد ورد عن ابن عبّاس انه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : [[ ثم جاء بها إبراهيم وبإبنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت ، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد. (ويومها لم يكن يوجد هناك أي شيء من ذلك ،، لا زمزم ولا مسجد). >>> وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر ، وسقاء فيه ماء .. ثم قفى إبراهيم منطلقاً..
==> فلما تركهما وولّى ظهره عنهما ، قامت إليه [هاجر] وتعلّقت بثيابه،
ــ وقالت: (( يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا))؟! ــ فلم يجبها ،،،
===> فلمّا ألحـَّت عليه وهو لا يجيبها ،،،
ــ قالت له : (( آا الله أمرك بهذا )) ؟؟؟
قال : (( نعم )).
ــ فقالت وكلّها ثقة بالله : (( فإذاًًً لا يُضيِّعنا ))..
( وفي رواية أُخرى..) فتبعته أم إسماعيل فقالت: (( يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء )) ؟ .. ــ ثم رجعت (الى نفس الموقع الذي وضعهما به نبي الله الخليل)..
<##> فإنطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية ، حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال: { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (سورة إبراهيم: آية 37) .. <##> وجعلت أم إسماعيل تُرضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء ، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوّى،أو قال: يتلبّط..
>>> فإنطلقت كراهية أن تنظر إليه (وهو يتألّم ويحتضر من الجوع)، فوجدت (جبل) [الصفا] اقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه.. ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً، فلم ترَى أحدا ،، فهبطت من (جبل) الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي ، رفعت طرف ذراعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود ، حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت (جبل) [المروة] فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً، فلم تر أحداً.. ففعلت ذلك سبع مرّات.
*** قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [[ فلذلك سعى الناس بينهما]].
{(!!)} فلما أشرفت على [المَرْوَة] سمعت صوتاً ، فقالت: ((صه)) !! تريد (تُسْكِت) نفسها.. ثم تسمّعَت !!! فسمعتْ أيضاًً (نفس الصوت)…
{(!!)} فقالت:(( قد أسمعتَ إن كان عندك غوّاث (أي ما يغيث طفلي من الموت)))!!
{(!!)} فإذا هي بالمَلَك (اي جبريل عليه السلام واقفا بجوار رضيعها) عند موضع [زمزم] .. فبحث بعقبه - أو قال بجناحه - حتى ظهر الماء ..
<{!!!}> فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهي تفور بعد ما تغرف (منها)..
*** قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [[ يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم ]]، أو قال: [[ لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عَيْناً معيناً ]] ..
## > فشربت (هاجر) وأرضعتْ ولدها ..
<(*)> فقال لها الملَك (جبريل): << لا تخافي الضيعة (الضياع)، فإنّ ههُنا بَيْت الله.. يبني هذا الغلام وأبوه ( أي سيبني إسماعيل ووالده إبراهيم الكعبة التي كانت موجودة منذ زمن نبيّ الله آدم عليهم السلام ).. وإنّ الله لا يضيع أهله (أي أهل هذا البيت المُعظّم) >>.
<##> وكان البيت مُرتفعاً من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله .. فكانت كذلك حتى مرّت بهم رفقة من جَرْهَم، أو أهل بيت من جرهم ( وهم من اليمن ) ، مُقبلين من طريق كذا.. فنزلوا في أسفل مكّة .. فرأوا طائراً عائفاً.. ===> فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء .. ===> فأرسلوا جرياً أو جريين (شخصين) فإذا هم بالماء.. فرجعوا فأخبروهم بالماء.. فأقبلوا ،، قال: وأم إسماعيل عند الماء..
ــ فقالوا (لهاجر) : (هل) تأذنين لنا أن ننزل عندك ؟
ــ قالت: (( نعم .. ولكن لا حقّ لكم في الماء)). ــ قالوا : (( نعم )) .
*** قال عبد الله بن عباس؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: [[ فألفى (أي ألِفَتْ وإستحسنتْ) ذلك أم إسماعيل وهي تُحبّ الإنس ، فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم ، وشبّ الغلام وتعلّم العربية منهم ، (فهو أوّل من تكلم بها باللُغة الفصيحة والبليغة) ، وأنفسهم وأعجبهم حين شبّ.. فلما أدرك (سِنّ البُلوغ) زوّجوه إمرأة منهم..
{##}> ثم ماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوّج إسماعيل يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ..
<**> فسأل امرأته (عنه) ؟؟
ــ فقالت: (( خرج يبتغي لنا (شيئا نأكله) )).
<**> ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ؟؟
ــ فقالت: (( نحن بشر في ضيق وشدّة وشكت إليه ))..
ــ قال: (( فإذا جاء زوجك أقرئي عليه السلام وقولي له يغيّر عتبة بابه ))..
<{##}> فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً فقال: (( هل جاءكم من أحد )) ؟
ــ فقالت: (( نعم جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك ؟ فأخبرته.. وسألني كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنّا في جهد وشدة ))..
ــ قال: (( فهل أوصاك بشيء ))؟
ــ قالت: ((نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول لك: غيّر عتبة بابك )).
ــ قال: (( ذاك أبي ،، وأمرني أن أفارقك ،، فإلحقي بأهلك )).. فطلّقها وتزوّج منهم (أي من إمرأة) أخرى.
<###> ولبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بعد ، فلم يجده ، فدخل على امرأته ،،
<**> فسألها عنه ؟؟ ــ فقالت: (( خرج يبتغي لنا )).
<(*)> قال:(كيف أنتم ))؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. ــ فقالت: نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله .
<(*)> قال: (( ما طعامكم )) ؟؟ ــ قالت: (( اللحم )).
<(*)> قال: (( فما شرابكم )) ؟ ــ قالت: (( الماء )).
<(*)> قال: (( اللهم بارك لهم في اللحم والماء )).
*** قال النبي صلى الله عليه وسلم: [[ ولم يكن لهم يومئذ حَبّ (وهي أنواع الحُبوب المعروفة، كالقمح والرُزّ والذُرى والشعير وغيرهم)، ولو كان لهم حَبّ لدعا لهم فيه.. قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بعين مكة إلا لم يوافقاه.
<(*)> قال: (( فإذا جاء زوجك فإقرئي عليه السلام، ومريه يُثَبِّت عتبة بابه )).
<{#}> فلما جاء إسماعيل قال: ((هل أتاكم من أحد ))؟ <><> قالت: (( نعم، أتانا شيخ حَسَنُ الهيئة .. وأثنت عليه ، فسألني عنك ؟؟ فأخبرتُه .. فسألني كيف عيشنا؟؟ فأخبرتُه أنّا بخير )).
<(*)> قال: (( فأوصاك بشيء ))؟ <><> قالت: (( نعم، هو يقرأ عليك السلام،، ويأمرك أن تُثبِّت عتبة بابك )).
<(***)> قال: (( ذاك أبي ، وأنتِ العَتَبَة ، وأمرني أن أُمْسِكَكِ ))،، (اي امره بمتابعة حياته معها لأنها إمرأة صالحة وعاقلة وقنوعة)..
ثم لبث عنهم (إبراهيم) ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك ، وإسماعيل يبري نُبلاً له تحت دوحة قريبا من زمزم ، فلما رآه قام إليه ، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد ، والولد بالوالد ، ثم قال : ((إن الله أمرني بأمر)) .. ــ قال (إسماعيل): ((فاصنع ما أمر ربّك)).. ــ قال : ((وتعينني)) ؟ ــ قال : (( وأعينك)) .. ــ قال : (( فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها))..قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناء ، جاء بهذا الحجر (وذلك الحجر هو الموجود عليه آثار أقدام إبراهيم ، وانه ما زال مشاهدا للعيان )، فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان:{ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } .
قال : فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت (الكعبة) وهما يقولان : { ربّنا تقبّل منّا إنّك السميع العليم } ]]. صحيح البخاري
###> وكان إبراهيم قد رجع الى بيته في بيت المقدس، بعد مباركته لإبنه إسماعيل بزواجه الجديد من تلك المرأة الصالحة العاقلة، والتي رزقه الله منها اثني عشر ولداً. ــ فلبث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك مرّة أخرى ، فقال لولده: ((إنّ الله تعالى أمرني بأن أخْتُنكَ)).. فخَتَنه مع كل من عنده من العبيد وغيرهم.. وكان هو قد خَتَنَ نفسه من قبل ان يولد إسماعيل بسنوات..
*** فقد ثبت عن أبي هريرة انه قال ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[[ إختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدّوم ]]. رواه البخاري
ــ وقد أثنى الله تعالى على إسماعيل ووصفه بالحلم والصبر، وصدق الوعد، والمحافظة على الصلاة والأمر بها لأهله ليقيهم العذاب ، مع ما كان يدعو إليه من عبادة الله ..
*** قال الله تعالى عن إبراهيم: {{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ }} سورة الصافات
<(**)> لقد كانت هذه الحوادث بمثابة إختبار من الله عزّ وجل لخليله إبراهيم حيث أمره بأن يذهب بولده [إسماعيل] الذي هو فلذة كبده ، ويسكنه هو وأمّه في بلاد قفر ، وواد ليس به حسيس ولا أنيس ، ولا زَرْع ولا ضَرْع ..
فإمتثل أمر الله في ذلك،وتركهما هناك ثقة بالله وتوكّلاً عليه..
فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً ،، ورزقهما من حيث لا يحتسبان..
<(**)> ثم بعد هذا كلّه كان إمتحانه الكبير بذبح ولده العزيز الذي جاءه على كبر وقد طعن في السِنّ ، وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره يومئذ ..
ــ فأجاب ربّه وإمتثل أمره ، وسارع إلى طاعته ..
فعرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه، وأهون عليه، من أن يأخذه قسراً، ويذبحه قهراً..
<><> ــ قَالَ : ((يَا بُنََيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى))؟
ــ فقال الغلام الحليم: ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)).. وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ، ولربّ العباد. فَلَمَّا استسلما لأمر الله ، وعزما على ذلك وأضجعه كما تُضجع الذبائح ، وبقي طرف جبينه لاصقاً بالأرض ، ثم أن إبراهيم سمّى الله وكبّر ، وباشر بالذبح ، وتشهّد الولد للموت..
<><> وهنا تدخّلت العناية الربّانية حيث أن إبراهيم أَمَرَّ بالسكّين على حلْق (رقَبَة) ولده فلم تقطع شيئاً .. لأن الله غيّر طبيعتها في هذه اللحظات !!
===> وبهذا فاز "الأب والإبن" ونجحا بتفوّق في إمتحانهما القاسي والصعب جدّا..
*** قال تعالى: {{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً }}. سورة مريم 54 .
<(!!!)> وكان إسماعيل قد أرسله الله تعالى نبيّا إلى أهل تلك الناحية من مكّة وما والاها من قبائل جرهم ، والعماليق ، وأهل اليمن ..
ــ وهو أوّل من تكلّم بالعربية الفصيحة البليغة ، وكان قد تعلّمها من العرب العارِِبَة الذين نزلوا عندهم بمكّة ، من قبيلة جرهم والعماليق.. وكان أهل اليمن من الأُمم المتقدّمين من العرب ..
<(!!!)> وللعلم فإنّ قبائل عرب الحجاز ينتسبون إلى إسماعيل عليه السلام.. ومن تلك القبائل كانت [قبيلة قريش] التي تفرّع منها عدّة فروع ، ومنها كان [بني هاشم] تلك القبيلة التي إختارها ربّ العالمين وفضّلها وشرّفها على جميع القبائل ، وكان عظيمها [عبد المطّلب] سيّد مكّة ،، وقصّته مع "الملِك أبرهة" و"الفِيَلَة" مشهورة ..
ــ ومن [بني هاشم] جاء سيّد المرسلين رسولنا الحبيب [محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب]عليه صلوات الله وسلامه..
<(!!!)> ولما حضرت النبيّ [إسماعيل] الوفاة أوصى إلى أخيه النبيّ [إسحاق].. وزوّج إبنته"نَسْمَة" من ابن أخيه "العِيص" بن إسحاق ،، ومن نسلهما جاء الروم .. ويقال لهم: ((بنو الأصفر)) وذلك لصفرة كانت في "العيص" ، وهو الشقيق التوأم للنبي [يعقوب].
<(##)> ودفن نبيّ الله إسماعيل في مكّة بـجوار أمّه [هاجر] رحمها الله ، وكان عمره يوم مات 137 سنة.. فعليه وعلى والده الخليل وعلى نبيّنا محمد وكافة الأنبياء افضل الصلاة وأتم التسليم.
##############################
فسُبحان ربّنا العظيم في رحمته وكرمه !!!
وهنيئا لمن يصبر على قضاء الله وقدره .. ويحرص على طاعة الله ورسوله ، وإتـّباع أوامرهما ونواهيهما بغير إفراط ولا تفريط..
ودمتم بكل ود
ونلتقى بكل حب
مع تحيات منتدى المصرى
والسلام عليكم ورحمة الله
توقيع العضو : عبدالناصر خليفه |
|