تهذيب الصبي
ومع مراقبة الوالدين الفاحصة أوصى الإمام الغزالي الأب أو المربي :
- أن يتجاوز عن أى مخالفة يحدثها الصبي فلا يهتك ستره ولا يكاشفه ولا سيما إذا سترها واجتهد في إخفائها لأن إظهار ذلك عليه ربما يزيده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة وإن عاد ثانية عوتب سرًا ويهدده بالعقاب إن تكررت مخالفته.
- وألا يكثر عليه من اللوم في كل حين فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبه.
- وأن يكون الأب حافظًا هيبة الكلام معه ولا يوبخه إلا أحيانًا كما يوصي بأن تكون المؤاخذة بالتعريض لا بالتصريح حتى لا يجرح إحساسه ويغريه بالعناد.
فإذا لم يفد ذلك صرح بالإنكار وعاقب بما يراه وهذا مأخوذ من هدي النبي r فإنه كان إذا راى تقصيرًا من بعضهم نبه عليه بالعنوان العام أو بعدم تحديد الشخص الذي وقعت منه المخالفة فقد قال رسول الله r :(ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم)[1].
وفي رواية أبي داوود عن عائشة: ( كان رسول الله r إذا كره من إنسان شيئاً قال: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
نصيحة لقمان لإبنه
ونسوق هنا نصيحة لقمان الحكيم الجامعة لولده حيث يقول له:
يا بني خذ عني هذه الخصال الثمان:
الأولى: إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك.
الثانية: إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك.
الثالثة: إذا كنت في نعمة فاحفظها بالشكر والأدب.
الرابعة: إذا كنت في دار غيرك فاحفظ عينيك.
الخامسة: كن ذاكرًا لله الخالق الحي الذي لا يموت.
السادسة: كن ذاكرًا للموت لأنه كأس يشربه الجميع.
السابعة: كن ناسيًا إحسانك إلى الآخرين.
الثامنة: كن ناسيًا إساءات الآخرين إليك.
(يا بني لا تذكر آلامك للآخرين فأغلبهم لا يهتم بها اعتبر بمن مضى قبلك ولا تكن عبرة لمن يأتي بعدك صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك العظيم من يبتسم عندما تكون دموعه على وشك الانهيار)[2].
[1] رواه البخاري عن أنس بن مالك[2] عن كتاب ( الإسلام ورعايته للطفولة) للشيخ منصور الرفاعي عبيد ص 22
منقول من كتاب (تربيه القرآن لجيل الايمان )
توقيع العضو : موسى التائب |
|