«خوفى من سخرية الناس فى المواصلات يدفعنى للطلب من السائق إنزالى أول كوبرى أكتوبر، بدلاً من مستشفى العباسية».
بهذه الكلمات لخصت مروة، الممرضة بمستشفى
العباسية للأمراض النفسية، واقع مجتمع يخشى التعامل، من قريب أو بعيد، مع
المريض النفسى، وحتى إن أُجبر على التعامل فإنه يلفظه.
مجتمع مصدر معلوماته عن المرض النفسى، وفقاً
لتصريحات مسؤولين بأمانة الصحة النفسية، هو الأعمال الدرامية، التى صورت
«المريض» للمجتمع بأنه شخص لا يُشفى، ولا أمل فى علاجه، وبالتالى.. لا مكان
له فى واقعنا.
السؤال: إذا كان ذلك هو حال ممرضة تعمل
بالمستشفى، تخجل من أن تُفصح عن مكان عملها، تفادياً لسخرية الآخرين، فما
بالنا بقاطنى «المستشفى»، خاصة من أتم منهم شفاءه، ورفض المجتمع دمجهم،
ورفض هو أن يخرج إلى واقعنا المليء بالسخرية والتهكم، ليكون المكان الوحيد
«المتقبل» له هو المستشفى حتى وفاته.
وكشفت «المصرى اليوم» تزايد أعداد
المستشفيات النفسية عقب الثورة، كما رصدت أوضاع مستشفى العباسية للصحة
النفسية، وبحثت عن سر ارتفاع نسب التردد عليه بعد الثورة، مقارنة بانخفاض
أعدادهم خلال رمضان من كل عام.